fbpx
نيويورك تايمز:المصالحة في العراق شرط الاستقرار بعد طرد داعش
شارك الخبر


يافع نيوز – متابعات:
التقت صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية، بعض سكان مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار، التي حررها الجيش العراقي بمساعدة ضربات جوية أمريكية، قبل قرابة شهر، من قبضة داعش. وقد عبر هؤلاء عن صدمتهم وخيبة أملهم عندما قبضت السلطات العراقية على معظم الرجال الذي بقوا داخل الرمادي، بعدما فصلتهم عن زوجاتهم وأطفالهم، وأخذتهم إلى مركز اعتقال للتحقيق معهم، لأنها تعتبرهم متعاطفين مع داعش. ولم يعرف مصيرهم بعد.

وقالت عراقية خرجت من المدينة مع أطفالها بعد تحريرها، وهي تقيم في معسكر قديم في منطقة الأنبار، أنها لا تستطيع العودة إلى منزلها بسبب شدة الدمار الذي لحق به، ولكنها تريد عودة زوجها، وتقول “زوجي وسواه من المعتقلين أبرياء، ويجب إطلاق سراحهم”.

خوف واستياء
وتقول نيويورك تايمز إنه بالرغم من تحقيق مكاسب عسكرية، فإن العائلات السنية ما زالت تعبر عن خوفها واستيائها من الحكومة ذات الغالبية الشيعية في بغداد، مؤكدين على أن الهدف الأسمى، وهو المصالحة السياسية، لم يتحقق بعد.

وتردد شكاوى تلك العائلات صدى تلك التي صدرت سابقاً، وهيأت الفرصة لظهور داعش، قبل عامين، واستيلائه لاحقاً على مناطق عراقية.

وتلفت الصحيفة إلى أنه في حين تتجه الأنظار اليوم في الحملة العسكرية للتركيز على هيت، بلدة في وادي الفرات يسيطر عليها داعش، يقول نقاد بأن الأسلوب الأمريكي في التعامل مع الحرب العراقية قصير النظر بسبب تركيزه على مكاسب عسكرية دون أن يدعمها برنامج سياسي.

وفي نفس الوقت، يحدث كل نصر ضد داعش أزمات إنسانية جديدة يعاني منها العراقيون وشعوب أخرى.

ويبدو أن ذلك النهج معكوس في سوريا، وحيث لطالما أكدت إدارة أوباما أنه لا حل عسكري، وتبذل جهوداً ديبلوماسية لتحقيق تسوية سياسية.

إقناع السنة
وفي هذا السياق، يقول ريان سي. كروكر، سفير أمريكي سابق في العراق، وعميد كلية جورج بوش للخدمة العامة، التابعة لجامعة أي آند إم في تكساس” لا توجد هيكلية سياسية قد تقنع أي سني تجاوز سن الثالثة بأن له مستقبل في ظل الدولة العراقية”.

وتحاول الإدارة استخدام سلاح عسكري محدود لدحر عدو يمكن التغلب عليه بواسطة هجوم سياسي، ولسنا مستعدين أو عاجزين عن تحقيقه”.

وترى نيويورك تايمز أنه بدون مصالحة سياسية وبرنامج طموح لإعادة بناء المناطق السنية التي دمرتها الحرب، أو على الأقل إعادة الخدمات الحيوية كالكهرباء والماء، فإن تلك المناطق ستبقى أرضاً خصبة لداعش في المستقبل.

كما يبدي كينيث إم بولاك، خبير في الشؤون العراقية في معهد بروكينز في واشنطن، من أن يكون لمكاسب عسكرية، بدون تطبيق إصلاحات سياسية في العراق، آثاراً عكسية. وقال” عند نقطة ما، ستزيد تلك الانتصارات الأوضاع سوءاً”.

فرع
وتشير الصحيفة إلى امتداد منطقة الأنباء على مساحة صحراوية واسعة تشكل ما يعادل ثلث مساحة العراق، وحيث نشأ داعش خارج بوتقة الاحتلال الأمريكي فرعاً للقاعدة في العراق.

وقد كلفت محاولات تهدئة المحافظة أرواح أكثر من 1300 من الجنود والمارينز الأمريكيين، ومليارات الدولارات من المساعدات، وجهود مكثفة لعقد مصالحات أثمرت عن تشكيل مجالس الصحوة السنية، وهو البرنامج الذي دفع زعماء القبائل لمحاربة القاعدة.

ولكن عاد التنظيم للظهور باسم داعش، وقوي، بعدما غادر الأمريكيون، نتيجة السياسات الطائفية التي اتبعها رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، وامتناعة عن الإيفاء بوعد بضم عناصر الصحوة إلى القوات الأمنية.

ولذا يقول فيصل العزاوي، محافظ الفلوجة “لم يأت داعش من القمر. لقد نشأ من الأرض، وأصبح بعض أبنائنا عناصر في داعش بسبب الفساد والظلم، ونتيجة ثقافة الكراهية”.

وتقول نيويورك تايمز إن الرمادي، وهي مدينة كان يسكنها مئات الآلاف من العراقيين، خالية اليوم من داعش، ولكنها مدمرة. وقد تم التعهد بدفع 10 ملايين دولار لتسديد نفقات الخطوات الأولى لإعادة الخدمات كي يستطيع المدنيون العودة إلى بيوتهم.

وسوف تدفع تلك الأموال إلى الأمم المتحدة لشراء مولدات كهرباء، ولإنشاء عيادات صحية.

ولكن الحكومة العراقية، وهي تواجه أزمة مالية وسط تراجع أسعار النفط، لا يتوفر لديها الكثير لكي تنفذ مثل تلك البرامج التي من شأنها إعادة بناء واستقرار الأنبار، بحسب صهيب الراوي، مسؤول في المحافظة.

خشية
وبمرور الوقت، يخشى مسؤولون من أن تتحول المخيمات المنتشرة على طول الطريق السريعة وحول المساجد في بغداد، وحيث يقيم مدنيون من سكان الأنبار، إلى أماكن احتضان لجيل جديد من المتشددين.

وتقول نيويورك تايمز إنه في الفلوجة المجاورة، والخاضعة منذ أكثر من عامين لسلطة داعش، تحكم الحكومة العراقية الحصار حول المدينة.

وباتباعها هذا الأسلوب، تحاكي الحكومة العراقية تكتيكات الرئيس السوري بشار الأسد التي أثارت غضب المجتمع الدولي.

*24

أخبار ذات صله