fbpx
الجبير لم يخطئ (1 – 3)

 

بِقلمِ / يحيى بامحفوظ
ليس جديدا ان يهتم الجنوبي بالشأن السياسي العام ، وليس غريبا ان تسمع تنظيرات البسطاء في الشارع ، فالأمر أصبح بالنسبة لهم بمثابة حياة وفعل يومي اكتسبوه مما خبّروهُ من الشارع وحياتهم اليومية ، ونظرتهم للواقع الذي يعيشونه ، والأهم من هذا وذك هي فطرتهم وحدسهم, في استشفاف الأمور وتبيانها على حقيقتها أي ان تلك الفطرة والحدس أضحت بمثابة البوصلة التي تحدد اتجاههم الصحيح.
كان الوقت بعد العصر عندما مررنا به أنا وجاري, كان جالسا على مدخل منزله, ذلك الحاج المكلاوي اللهجة, الحضرمي السحنة, الأصيل في كل ما فيه, فبادرناه بالسلام فرد السلام مضيف: تفضلوا فنجان شاي, مؤكدا على ان الشاي جاهز, في محاولة منه لإبعاد أي شعور بالكلفة قد ينتابنا, فشكرناه مرارا ردا على إصراره وإلحاحه وحاولنا مواصلة سيرنا لكنه باشرنا بالقول, هل سمعتم ما قاله الجبير, فرد جاري بالنفي بينما صمت لاني كنت قد عرفت بما قاله الجبير منذ مساء الامس.
فأخذ الحاج يسرد ما قاله وزير الخارجية السعودي”عادل الجبير” حول اليمن وتمسكهم بوحدته, خلال كلمته أمام مؤتمر ميونخ للأمن.
فقاطعه جاري بالقول: وكيف تأكدت من ان ما قاله الجبير يقصد معناه؟
فأجابه الحاج بما معناه: ان الكلمات يا ولدي, أعلام وشواهد لا تحتاج إلى شرح أو تفصيل فالجبير وزير خارجية وليس مراقب أو محلل سياسي وما قاله هو حقيقة موقف السعودية تجاه قضيتنا وكما يقال “كل إناء بما فيه ينضح”
وهنا تدخلت بالقول: توصيف دقيق للمشهد ساقه “الحاج” يمكن من خلاله ان نشاهد ونستطلع الصورة التي هي عليها اليوم بشكل أوضح على الأقل في ظل واقعنا اليوم.
وعلى الفور قال جاري وبشكل مفاجئ: وهل من مصلحتنا خسارة جيراننا؟!
قلت ان أبناء الجنوب فاتحين أذرعهم لأشقائهم في الخليج بشكل خاص وللعرب والعالم عموما وإنما نحاول ان نذكر أشقائنا بمعاناتنا خلال السنوات العجاف لما يسمى بالوحدة, وما يتم الترويج له من مناصفة بين الشمال والجنوب أو القول بأن من أذاقنا العلقم قد رحل أو لنعطي للوضع المستجد والقائمين عليه فرصة وكلاما كثيرا من هذا القبيل, نقول والله لو تنازل ساسة الشمال عن كافة المناصب من الفرّاش إلى الرئيس لنا, لما رضينا أو وثقنا فيهم وبصراحة إننا وفي ظروفنا هذه نتوقع الأسوأ ولكنا نأمل في الأفضل .. لقد وصلنا إلى نقطة اللا عودة يا عزيزي.
فرد جاري صبرك فهناك من يعمل وبدهاء وحنكة على تلبية رغبات الجنوب
طبعا عرفت من يقصد لأني اعرف طريقة تفكيره جيدا
فقلت له أتمني ذلك من كل قلبي ولكن لا تتكئ على جدار مائل
قال كيف لا نثق في جنوبي مثلنا!!
وهنا سأله الحاج: من تقصد؟
فأجابه” (الرئيس عبد ربه …)
وقبل ان يكمل جاري الاسم كان الحاج قد أشاح بوجه جانبا ملوحا بيده في إشارة لعدم رضاه وامتعاضه.
قلت عبد ربه منصور هادي يعمل من اجل الوحدة والمسألة بالنسبة له هي مبدأ ومقتنع به وان كنت ترى في سكوته عن ما يردده أبناء المحافظات الجنوبية عن التحرير ورفعهم للأعلام الجنوبية, يأتي في سياق ما أنت مقتنع به, أقول لك أنت مخطئ فالأمر ليس عن قناعة منه بل انطلاقا من قول اخفض رأسك عند العاصفة خاصة وانه يعي تماما ان لا قبول له في الشمال ولا في الجنوب.
قال الحاج بشيء من الحدة: اللي قاهرني ان هذا الرجل لازال في عدن.
فرد جاري ربما تكون وجهة نظر الرئيس من وجهة نظر المهندس حيدر العطاس.
قلت ربما ! أما نحن فقد لدغنا وكفى, ومن الغباء ان نعود لذات الجحر لنلدغ مرة أخرى.
وفي محاولة منه لفرد قناعاته أمامنا قال: ولكن هناك من يقول ان الرئيس يعمل على نار هادئة لتأمين خروج سلس للجنوب.
فكان ردي له: ………… نتركها كذا نقط على السطر لنستكمل في الجزء القادم والذي سنتناول فيه أيضا:
– حماسة الرئيس اليمني عبد ربه منصور المفرطة لضرورة كسر الجنوب وإصراره على هزيمته في حرب صيف 1994م التي شنت على الجنوب, مدللين بوثائق على ذلك.
– الموقف الغير معلن حينها للمملكة في حرب اجتياح الجنوب 1994م وسنتطرق لما استندنا عليه في ذلك أيضا, وموقف الإمارات العربية المتحدة من تلك الحرب.
–  أما ما الذي علينا فعله لتأمين ثورتنا وأرضنا وللتسريع باستكمال كافة مهام ثورتنا, سنأتي عليه في الجزء الثالث والأخير إن شاء الله, كمساهمة برأي متواضع قد نصيب, اونخطئ فيه.
حقيقة لم نكن نرغب في ذلك ولكن هي الضرورة التي أرغمتنا على ذلك وللضرورة كما يقال أحكام.
ولا نقصد هنا الإساءة إلى المملكة ونحترم ما يرون فيه مصلحتهم وستظل المملكة جارة وشقيقة لنا, ولن نكتب سطرا واحدا يمكن عدونا وعدوهم من التمحك به, ولكن هدفنا هو المساهمة في تنوير شعبنا وعدم تعليق آمال على الغير في الانتصار لنا…