fbpx
التمركز حول الذات ومقاومة حاسبوني

إن المشهد الذي رسمه الجنوبيون أثناء الغزو الشمالي الأخير لبلادهم مثل لوحة رائعة ﻻ تكاد تجد لها مثيلا في الاصطفاف والتصدي للعدو بروح واحدة وقلب واحد ويد واحدة فمنهم من حمل السلاح وتصدر جبهات القتال ومنهم من وفر الدعم المادي والمعنوي ناهيك عن الدور اﻻعظم و هو الحاضن الشعبي للمقاومة نساء ورجالا واطفاﻻ فﻻتكاد تسمع صوتا نشازا
كل ذلك بإﻻضافة إلى الدور الحاسم للمملكة العربية السعودية والإمارات وباقي التحالف مثل أرضية خصبة للنصر العظيم الذي تحقق.
إلى هنا جرت الأمور بصورة رائعة لكن بعض الشوائب ظهرت شيئا فشيئا بعد انقضاء الحرب ومنها :
– التمركز حول الذات : بمعنى أن يعتقد الإنسان انه هو صاحب الفضل في تحقيق المنجز فلايسمح له تفكيره المتواضع جدا برؤية المشهد كاملا وقد يظن أنه ومن معه ومنطقته من قاتلوا وانتصروا وان دور اﻻخرين كان ﻻ شيء وفي احسن اﻻحوال عاملا مساعدا
وهذه الحالة مستعصية ﻻن من يفكر بهذه الطريقة ﻻيملك عقلا يمكنه من رؤية المشهد كاملا وتفكيره ضيق ومحدود ﻻيستطيع اكثر من ذلك.
علميا حالة التمركز هذه تصاحب مرحلة الطفولة المتوسطة ﻻن عقل الطفل ﻻ يمكنه من التفكير بالدائرة الواسعة من حوله وهو يحتاج إلى معاملة خاصة .
– الحالة الثانية مانراه من بعض الناس من مواقف مؤيدة لمن أخطأ مهما فعل فقط ﻻ نه قريبه أو جاره أو من منطقته فتراه يشارك بشكل مباشر أو غير مباشر في أفعال إجرامية دون أن يدرك خطورتها على المجتمع وعلى الجنوب وقضيته فهذا النوع من السلوك والتفكير يدمر المجتمعات واﻻوطان ويفرق الناس شيعا وعصابات اشبه بمجتمع الجاهلية اﻻول .
– الحالة الثالثة : مقاومة حاسبوني:
بعض الشباب انخرط في القتال والمقاومة وادى دورا طيبا واكتسب احتراما كبيرا في المجتمع لكنه اليوم انقلب على عقبيه فتراه حاملا سلاحه يؤذي به المجتمع الذي دافع عنه قبل أشهر . ليتحول شيئا فشيئا إلى مجرد بلطجي يطالب المجتمع والناس بمقابل مقاومته، ويريد فرض راية بل وصل الأمر بالبعض إلى سب التحالف ﻻ نهم لم يعطوه اﻻموال.
ومن أولئك من تحولوا إلى عصابات تفرض سيطرتها على مباني ومؤسسات وتريد تسليمها إلا بمقابل مادي .فتراهم يقيمون النقاط ويتمركزون بأسلحة متنوعة في أحياء سكنية يرهبون ويروعون اهلها
هدم أولئك كل مافعلوه أثناء مقاومة العدو فتحولوا إلى خناجر موجهة الى صدور اهلهم دون وعي.
الجامع في الفئات الثلاث المذكورة تدركه حين تناقشهم وهو قلة الوعي والتفكير المحدود والغرور الغبي وعﻻجهم اذا التثقيف والتوعية المكثفة.
وﻻن تلك نماذج قليلة فإن الصورة في الجنوب ﻻ تزال فيها الكثير من الروعة ، فالغالبية العظمى من المقاومة قد تركوا السلاح وعادوا إلى اعمالهم ودراساتهم بعد أن صالوا وجالوا في ميادين الجهاد والمقاومة دون أن ينتظروا المقابل والاجرة على مقاومتهم ﻻنهم فعلوا مافعلوه دفاعا عن الدين واﻻرض والعرض عن قناعة وفهم سليم
فلم يشهروا سيوفهم على المجتمع بمطالبين بالحساب وكأنهم تم تأجيرهم للحرب.