fbpx
الزُبيدي مشروع شهادة لا مشروع استثمار

منصور صالح
حين التقيناه في منزله بجولدمور ،قال لنا السيد عيدروس الزبيدي ،ونحن نمشي في فناء المسكن انتظروني نصف ساعة سأذهب في مهمة عاجلة وأعود.
ما أن ذهب حتى قال صديقي ترى هل سيعود ،ام سينال منه الإرهاب الذي يترصده في كل مكان.
لحظتها أدركت كم هي صعبة حياة هذا الرجل العصامي في هذه اللحظات العصيبة التي تمر بها عدن والجنوب.
ليس الإرهاب وحده من يصعب حياة الزبيدي فطبيعة المهام الكبيرة الملقاة على عاتقه هي أيضا عبء آخر فالرجل يعمل بدأب وعلى مدار الساعة ،وفي ظروف لا تساعد على النجاح أبدا فلا دولة ولا موازنة ولا إمكانات كافية .
قال لي احد طاقم عمله انه بالكاد يجد ساعة ليخلد فيها للراحة ،ومع ذلك لم يفت كل هذا من عضده او يؤثر في عزيمته .
لم أكن انوي الخوض في شأن كهذه أو إن أقف موقف المدافع أو المنافح عنه ،فقد كان رأيي ومنذ البدء وهذا ما قلته لعدد من الإخوة المقربين منه إنني أتمنى عليه إن يبتعد عن الإعلام وان يترك أعماله هي من تدافع وتتحدث عنه.
لكنني صدمت بحملة خبيثة وغير مبررة ضد الرجل كان عنوانها مقر المجلس التشريعي بصيرة ،حملة شارك فيها الفاسدون واللصوص وحتى بعض الأخوة المحترمين الذين للأسف رددوا بطيبة ما حاول البعض من خلاله ان يسيئوا ليس لعيدروس وانما للقيادات الثورية الجنوبية وإظهارها وكأنها لا تختلف عن القيادات الفاسدة المعينة من صنعاء.
لقد حاول البعض ان يقدم ذاته وكأنه أكثر حرصا من قيادة المحافظة على معالمها وتاريخها وهذا امر يثير الضحك ليس تشكيكا في وطنية احد ولكن لان الأمر فعلا مثير للضحك .
من كان يحب عدن ويحرص عليها فعليه ان يكون إلى جوار قيادتها طالما وهي تعمل لأجلها لا أن يختلق الأكاذيب او يرددها بهدف إشغالها عن مهامها الأساسية .
من المهم ان ندرك جميعا إن الزمن قد تغير وان قيادة عدن الجديدة جاءت لبناء عدن وتحقيق الأمن لأهلها وناسها وليس لنهبها او العبث بها كما فعل السابقون .
علينا ان كنا نحب عدن وليس بالضرورة ان نحب عيدروس او غيره ان نعين قيادة المحافظة الجديدة لتعمل لاجل عدن فجميعنا نعلم ان هؤلاء ما جاءوا إلى عدن إلا كمشاريع شهادة وليس مشاريع استثمار كحال سابقيهم .
لمن يدعي حرصا على عدن نقول أعينوا قيادة محافظتكم أرشدوهم وراجعوهم ان أخطئوا ،فإن وجدتم فيهم إصرارا على الخطأ فصارحوا الشعب بحقائق وأدلة وستجدون الجميع إلى جواركم لكن لا لإثارة إشاعات لا أساس لها .
اعلموها باختصار انه لو ان عيدروس أراد المال او المناصب لكان نالها في عهد مربي الفاسدين المخلوع صالح ،لكنه-عيدروس- اختار الجنوب والى جواره حكم بالإعدام عليه وعلى شقيقه وقطع لمعاشاتهما .
ومن اختار الجنوب في لحظة صدق وتضحية كتلك التي اعقبت حرب احتلاله ا في صيف 94م من الصعب ان يبيع تاريخه بمبنى او قطعة أرض مهما على ثمنها.