fbpx
شتّان بيْن جبهتِنا وجبهتكُم

بالأمس أُعلِن في صنعاء عن ما أُطُلّق عليه زوّرا ( الجبهةِ الوَطنيّةِ لأبناء المُحافظاتِ الجنوبيّةِ لِمُقاوَمةِ الغزوِ والاِحتِلال ) في مُحاوَلةِ لِحشر الجنوب و وضعه على مسارِّ عكسي مع توَجُّهاتِه , وشتّان بيْن الجبهةِ الوَطنيّةِ لِتحريرِ واِستِقلال الجنوب عن الجمهوريّةِ العُربيّةِ اليمنيّةِ , وملتقيات حُثالة صنعاء , والمُؤسِف ان مِن حاوَلوا الظُّهور بِتِلك المهزلة هُم بِضعة أفراد جنوبيين سقطوا سُقوطا مُريعا مُنذُ فِترةٍ , و ماتوا حينها في نظرِنا , ومع كُلّ ذلِك لازالوا يتحدّثون باسِمنا مع إدراكهم بِتناقُضِ توَجُّهاتِنا بِالدّاخِلِ مع تصريحاتِهُم وأفعالهم الّتي يُمارِسونها بأزقة صنعاء , ولا ادرِ ان كانوا يُدرِكون ما يُفعِّلون أم لا .

ان الحظّ العاثِر والتصريحات المُميتة الّتي أطلقها مُنتسِبو ذلِك العبث , تُعطي اِنطِباعا بِأن القائِمون على عَقدِ هكذا مُؤتمِراتٍ يسيرون على نفس درب مُؤتمِرِ الحِوارِ اليمنيِ , وهي مُؤتمِراتٍ معجونةً بِمُغالطات تتنافى جِذريّا مع الاِدِّعاءاتِ الوَطنيّةِ الّتي يتشدّقون بِها ليْل نهارِ , والهدف مِن تِلك الإفتراءآت والتضليل هوَ جرُّنا وإقحامنا في قضايا نِقف على النّقيضِ تماما مع تناولاتاهم فيها , قضايا تغيُّب فيها الرُّؤى الأساسية المنظورة , والغرض مِن ذلِك ليْس بخافٍ على اُحد , ألا وهوَ وضع العُقباتِ والعراقيلِ أمام اِستِحقاقِ جنوبيِ مِن الصّعبِ الاِنحِراف عن مسارِّهُ .

ان ساسة الشّمال معروفون بِعدمِ المِصداقيّةِ في مسلكِهُم وسياستهُم وسريعي الاِنقِلاب والتنكر لِلمواثيق ونكث العُهودِ , وهذِهِ هي ثقافتُهُم الّتي تربّوْا وترعرعوا عليها , فسياسة اليَوْمِ هي نفسُها سياسة الأمس وتِلك النُّخبة السّياسيّة هي مِن يحتكِرُ تحديدُها وتوليفها بِما يُضمِّنُ سلامةُ توَجُّهاتِها , خاصّة وإنّها تُدرِكُ جيِدا بِأنّها لن تُقم لهُم قائِمةً ولا شوْكة بعد اليَوْمِ , وما يُحدِث في صنعاء اليَوْمِ هي مُجرّد مُناوِراتٍ تكتيكيّةً مِنهُم لا غيْر , صراخ وتوَسُّل , ورُدود فعلًّ , بعيدا عن اِمتِلاك رُؤًيَةٍ فاعِلةً يُنتِجُ عنها أفعالا ايجابية ترسُّم سياساتٍ واضِحةً , و تضعُ حدّا بالمحصلة لِحالة الاحتراب في المِنطقة ولأسباب عدّةً لا يتّسِعُ المجالُ لِذكّرها هُنا ، إذاً فالمسألة ليْست بِهذِهِ العبثيّةُ و لكُنّ ذاكِرة هؤُلاءِ عفنةٍ صدِئةً خرِفه ، لا تلتقِطُ آلام ومعاناة شعبها وتتناسى كرمُ المملكةِ والخليجِ بمعناه الأوسع على مدى عُقود مِن الزّمن مع شعبِهُم .

ان المطبلين الجنوبيين بصنعاء هُم جِماعةً باعوا أنفسُهُم لِلشيْطان , قد يقولُ البعضُ ” بِأنّهُم قد يكونون مكرهيْن على ذلِك !! ولا ندري عن ظُروفِهُم !!”, لكُنّ هذِهِ مُبرِّراتٍ واهيَةً ولا سند لها وكان بإمكانهم الخُروج مِن ذلِك ان اِفترضنا إنّهُم في مأزق حقيقي .

حقيقةُ لوْ قيّل لي بِأنّهُم خرجوا تواً مِن مصحّةٍ عقليّةً بِكفالة اُحدُهُم ” هُناك “, فلن أُكذِّبُ قولهُ , لأن فعلتهُم تِلك لا تنِمُّ إلّا عن مُختلّين عقليّا , وليْس أناس أسويا , لِذا نُقول لهُم ولأربابهم : إنّ أردتُم نزع كُلّ ما هوَ جميلُ مِن صُدورِنا وقلوبنا فأتّونا بِما هوَ أجُملُ مِنه ان اِستطعتُم .

في الخِتامِ نُقول : ان الصّدق كلِمة , والكلِمة أمانة , والأمانة أبتّ السُّموّاتُ والأرض والجِبال ان تحمُّلها , قال تعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا )…