fbpx
مراسل محترف في تعز

 

هناك عشرات الإعلامييين والصحفيين في تعز، وقلة منهم يعملوا مراسلين صحف وقنوات محلية وعربية، ونادراً ما تجد مراسل دولي بإستثناء محمد القاضي.

هذه كلمة حق عن الصحفي والميداني المتألق الذي يجمعنا به هم تعز، ومأساة أهلها، وهناك صحفيين آخرين يعملون في وسائل محلية وعربية يستحقوا تقديرنا.

محمد حاتم القاضي ليس مجرد مراسل قناة عربية، بل يعد أبرز صحفي محترف يتواجد بتعز من بداية الحرب، ويتألق في تغطية ويلات القصف والحصار الحوثي العفاشي على المدينة.

من يتابع تقاريره لقناة سكاي نيوز عربية، أو تغطيته للوكالات والصحف الدولية يدرك حجم اهتمامه في إبراز مأساة تعز جراء حصار وقصف مليشيات الحوثي وصالح منذ تسعة أشهر.

بتلقائية صحفي قدير ومهني مقتدر يعمل القاضي على إيصال معاناة تعز ويوميات الحرب فيها باللغتين العربية والإنجليزية إلى أبعد مدى بحكم حضور وسائل الإعلام العربية والدولية التي يعمل فيها.

ويحسب له مع بعض مراسلي وكالات الأنباء العالمية الفضل في تصحيح النظرة الخاطئة عن تعز، وإظهار ويلات وتبعات حصار وقصف مليشيا الإنقلاب لإحياء المدينة.

لا يدرك محدودي الإدراك السياسي والإعلامي أهمية حضور الصحافة الدولية في تعز، وبالذات الوكالات، كونها مصدر أخبار يحضى بثقة ومتابعة صانع القرار الغربي.

أما غباء المواقف السياسية المسبقة من الإعلام نابع عن الوعي الضحل لدى ساسة ماضويين يعتبروا نتاج تجهيل المجتمع من قبل أجهزة سلطة عصابة الألف عام.

ومن مظاهر الإستحمار، تصل المجاملات السياسية لبعض الصحفيين إلى الزعم بوجودهم في الميدان لوحدهم، رغم سطحية تغطياتهم ومحدودية تأثير وسائلهم .

بعد قرابة عام من الحرب والحصار على تعز ثمة استغباء سياسي لجهود الصحفيين، ويظهر ذلك في اختزالهم للصحافة الميدانية بأسماء معينه بناء على تقييم حزبي بليد، وليس بمحددات مهنية.

محمد القاضي صحفي شجاع رفض مغادرة البلاد حال مراسلي الوكالات الدولية، وينقل مأساة تعز، ومجمل الأحداث اليمنية غير مكترثا بالمخاطر التي تهدد أي مراسل دولي في مناطق الحرب.

لا ينتظر صحفي يحترم مهنته ثناء حزب أو سلطة، فالصحافة المهنية تحرص على الحقيقة، ولذا يجد الصحفي _الملتزم بمهنيته_ جهده محط سخط هذا أو انزعاج ذاك.

وفي نظري يعد محمد القاضي أهم مراسل في تعز، وصحفي يستحق شكرنا نظير تغطياته الصحفية، وجهده الإنساني الحريص على التخفيف من معاناة سكان المدينة.

وبهذا أكون قد سردت جزء من قصة مراسل ينقل الحقيقة كما هي بتقارير مهنية متجردة من أية حسابات سياسية.
*محمد سعيد الشرعبي