fbpx
حضرموت الخير بين مطرقة الإرهاب وسندان حمى الضنك كتب/ فؤاد ﺟﺒﺎﺭﻱ
شارك الخبر
حضرموت الخير بين مطرقة الإرهاب وسندان حمى الضنك  كتب/ فؤاد ﺟﺒﺎﺭﻱ

حضرموت ذاك الاسم الضارب جذوره في عمق التاريخ، الذي اقترن وجوده مع وجود الحب والسلام والتعايش على مدى التاريخ، الاسم الذي يحترمه كل جنوبي ويمني وخليجي واسيوي، تلك الرقعة في جنوبنا الحبيب الذي عرف أهلها بطيب الأفئدة ورقة القلوب الذين جعلوا من التسامح والسلام وحب الخير مبدأهم في الحياة الى جانب نشر الدعوة وتعاليم الدين الاسلامي في بلدان شرق وجنوب اسيا بالتعامل والأخلاق لا بالسيف وهذا ان دل على شيئ إنما يدل على طيبتهم وحسن معشرهم … تلك الام الحنون التي اسقت بلبنها الجميع ليجازوها بالعقوق والنكران.

ليس هذا موضوعنا ولكن أردت فقط التطرق قليلا على هذه النافذة – لان الحديث عن حضرموت وأهلها يحتاج الى مجلدات – لكي أضع مقارنة بسيطة ماذا قدمت حضرموت لنا وماذا قدمنا لها ولماذا تترك هذه الارض المعطاة التي تدر بخيراتها على الجميع لتنهشها مخالب الإرهاب وأنياب حمى الضنك.

تُركت اولا للجماعات المتطرفة الإرهابية لتغتصب ثغرها الباسم (مدينة المكلا) ليحولوا ذاك الجمال والرونق الى وجه عبوس وحزين وكئيب، وتتحول شوارعها وأزقتها الى خوف ورعب يسكن كل زاوية منها، وتتحول مدارسها ومعلاماتها الى سجون موحشة، وساحاتها ومتنفساتها الى ساحات جلد وإعدام لذاك المواطن المسالم الذي لاحول له ولاقوة، وتتحول معالمها التاريخية الى حطام ودمار دونما احد يستنكر.

وتُركت أيضاً لمرض حمى الضنك القاتل ليفتك بأهلها ويستشري فيهم يوما بعد يوم حتى أضحت مستشفياتها تعج بالمرضى الذين لاحول لهم ولاقوة الا الاستلام للمرض في وضع صحي وامني أعادها مئات الأعوام الى الخلف وكأنها تعيش بمعزل عن عالم اليوم، فشوارعها تعج بالمخلوقات الملثمة الذي لا يحملون الا شعار الموت الى جانب البعوض وبرك الصرف الصحي، وأهلها يعانون من الأمراض القاتلة دون ان يجدوا حبة دواء.

أين أنتم ياحكومة الشرعية مما يجري لأهلنا في الحزينة حضرموت، لماذا هذا التأني والتباطى في إغاثة أهلها وتخليصهم من مطرقة الإرهاب التي باتت تسحق رؤوسهم وسندان مرض حمى الضنك التي باتت تطحن عظامهم، لماذا فقط تهتمون بنهب خيراتها كل يوم وتوردوها لأمراء الحرب وصانعي الفتن ناسين متناسين حق أهل الارض من هذه الثروات دونما خجل او خوف، لماذا هذا الاستهتار بأبناء الخير; ثرواتهم تنهب امام أعينهم ولم يكن لهم نصيب منها الا الأمراض التي تسببها أدخنة الشركات اضافة الى الأمراض الطبيعية الفتاكة.

لماذا ياحكومة الشرعية فقط تبذلون جل اهتمامكم بكيفية تأمين شركات النفط متجاهلين الجماعات الإرهابية التي باتت تسقي أبناء حضرموت العلقم وتوزع لهم الموت في المكلا وغيرها، الا تخجلوا على أنفسكم قليلا ياحكومة الشرعية وتردوا الجميل لأبناء حضرموت وتبادروا لإغاثة الناس بالعلاج وحمايتهم من صانعي الموت وهذا واجب عليكم وهذا أيضاً أدنى حق من حقوقهم.

أخبار ذات صله