fbpx
ماتت آخر ذرة للرجولة !!

لم أرد يوماً أن يضطجع قلمي المثخن بالألآم على أوراقي ويسكب حبره على أسطرها, ويخط عن بني جلدتي, لكن الواقع ومرارته وأحداثه المؤلمة والمؤسفة هي من أكتب عنها اليوم , ليس كلمات جوفا أو عبارات فارغة, ولكن أكتب بمشاعر (الأبن) البار والمتحسر والمتوجع على ما آلت إليه حياتهم, وكيف غدت بعد أن سادت وحكمت وهزت الأرض هزاً..

ربما سينظر البعض إلى كلماتي هذه من منظور التشهير والشتم والتجريح ولكني أكتبها من منطلق النصح والمحبة والغيرة والحرقة, فلن أقبل أن أشاهد آخر معاقل الرجولة في مدينتي ((العين)) تُدك, وآخر ذراتها (( تموت)), دون أن تنفض رجولتي أو يثور دمي أو تتقد نيراني أو تتفجر براكيني, فواجبي وإنتمائي يلزمني ان أقول كلمة الحق التي قلتها مراراً وتكراراً ولم تجد آذان صاغية أو عقول واعية, فكان ماكان, وباتت تلوح في أفقنا أطياف الرحيل لذرات (الرجولة) والنخوة والشهامة والآدمية ودُكت معاقلها دكاً .. دكا..

أقولها وأنا أتوجع الماً , وأتحسر قهراً , وأبكي حرقة , وياليتني مت قبلها وكنت نسياً منسيا, مدينتي للآسف تلفظ آخر أنفاس (الرجولة) , إن لم تكن قد لفظتها, وتعلن بصمتها (وسلبية) رجالاتها وأهلها عن موتها, بل وتشيع جثمانها إلى مزابل التاريخ, لتغدوا لاشيء بعد أن كانت كل شيء, ليبدأ  عصر المخربين والمتخاذلين  والسلبيين والفوضويين والمنحطين, ويسود قانونهم, ويحكمون بدستوهم وعقلياتهم ويفرضون أجندة الإنحطاط الرذيلة والسوقية والسفاهة ..

ما أقوله ليس تجنياً على أهلها أو ظلما أو إجحافاً, ولكن واقع المدينة (المكلومة) بعد أن بات للباطل والظلم موطئ قدم, وبعد أن أصبح لأهله في أزقتها وشوارعها إن لم يكن مساكن في قلوب أهلها, وبعد أن شاع فيها كل قبيح, وكل رذيل, وكل تصرف لا أخلاقي , ووجد من يحميه ويدافع عنه بالصمت والسكوت وعدم الإهتمام به , وترك الحبل على القارب له ليمارس طقوس السرقة والفساد والتخريب (البلطجة) دون أن يقف أحد في وجهه أو يردعه أو يزجره ويضع حداً له, ويجعله عبرة لمن تسول له نفسه ان يمس حرمة المدينة او يعتدي على اهلها وعلى حقوقهم..

كانت ذرة وحيدة باقية للرجولة في هذه المدينة وللآسف أقولها وليعذرني الشرفاء أقصد (الصامتون), أنها ماتت وغدت جثة هامدة لا حراك فيها او حياة ولا أظن أنها ستحيا أو يُبعث بين (ركام) هذه المدينة وأهلها من يعيدها للحياة, أو تحدث هناك معجزة تغير واقع المدينة وتعيد للرجولة قيمتها ورجولتها وكرامتها التي سمح أصحابها بأستباحتها..

كم كنت أتمنى أن يقول اهل (مدينتي) كلمة الفصل (ويكونوا), ولكن للآسف أبوا إلا أن (لايكونوا), ورضوا أن يقود مدينتهم, قطعان من الهوشليين والهمجيين والمخربين, وجعلوا من المدينة محط أستهزاء وسخرية وإزداراء وسخط من الكل, فهنيئاً لكم ذلك, وعظم الله أجر رجولتكم وشهامتكم,, أتمنى أن تصل رسالتي ..