fbpx
يافع نيوز ناصر سالم عبدالمحسن

مقالات للكاتب

احسنوا تربية اولادكم

التربية الحسنة او السيئة تبدأ من الاسرة بالضرورة ، و أي أسرة أياً تكون إذا لم يجد الاحترام والتفاهم بين الزوجين ، لا يمكنهم ان يربوا اولادهم تربية حسنة مهما بذلوا من جهود .
الاولاد الصغار يحتاجون الى اجواء مستقرة يشعرون من خلالها بالدفيء العاطفي الذي يحدثه الابوين ، بتفاهمهم و احترامهم لبعضهم البعض ، و يعطي صورة ايجابية يتلقوها الاولاد بنفسيات مستقرة .
واعتقد ان هناك حدود بين الزوجين ، يفترض ان تبقى هذه الحدود قائمة بينهم باستمرار ، وان لا يحاول احدهم تجاوزها مهما حصل من سواء تفاهم ، يجب على الرجل ان يحفظ كرامة المرأة لأنها أم اولاده وكذلك العكس بالنسبة للمرأة عليها ان تحفظ كرامة الرجل لأنه أب لأولادها ، لان هذه الحدود إذا ظلت قائمة بينهما ، هي التي تعطي المناخ الايجابي الذي ينشر ظلاله على كل افراد الاسرة ، و بالتالي يأتي بذرية صالحة .
لكن الرجل الذي يحط من كرامة المرأة و لا يضع لها اي تقدير ، وكذلك المرأة التي لا تضع اعتبار للرجل تكون العلاقة بينهم بطبيعة الحال مضطربة ، والعلاقة المضطربة بالعادة تتخللها القسوة والبذائة والعنف يوماً عن يوم ، حتى تنهار القيم والأخلاقيات والأسس التي يستقيم عليها بناء الاسرة الصالحة .
وبالتالي تنعدم لدى الاولاد القدوة الحسنة ، ويحل بديلاً عنها هذا الاختلال البنيوي الرخو ، الذي تتسلل اليه كل الطباع المشينة التي تنحدر بصاحبها الى الحضيض .
من الضرورة ان يعلم كل أم و كل أب انهم إذا قرروا انجاب اولاد ، عليهم ان يكونوا بمستوى هذه القيمة العظيمة ، و ان كل شيء يحدث بالبيت يشكل انعكاس لدى الاولاد سلبا او ايجاباً ، فالأولاد هم فلذات اكبادنا وهم امانة في عنق كل أم و كل أب و عليهم ان يحافظوا على هذه الامانة و يصونوها و يسهروا عليها و يقدروها حق قدرها ، إذا أردنا فعلاً أن نخلق جيلاً سوياً صالحاً .
فبالتربية الحسنة ، نستطيع ان نقطع الطريق امام قوى الخراب ، و ان لا تجد ضالتها بين اولادنا ، وان لا نسمح مهما كان ، ان نعطي فرصة لهذه القوى ان تسلبنا اولادنا من بين ايدينا ، و تجرهم الى هذه المهاوي الرديئة ، التي ما انزل الله بها من سلطان .
علينا ان نحصن اولادنا ، اخلاقياً ، و دينياً ، و وطنياً ، وبذلك نخلق جيلاً صلباً من المستحيل اختراقه.