fbpx
لاجئات سوريات.. من الطفولة إلى قاصرات مطلقات في الأردن
شارك الخبر

يافع نيوز-العربية نت
تلاشت الطفولة للكثيرات من صغيرات اللاجئات السوريات، ليحل مكان الطفولة المسلوبة زوج وأولاد وخيمة، وفي أفضل الأحوال كرافان. زينب (اسم مستعار) إحدى ضحايا الزواج المبكر، تقف على أطلال ما فات من سنيّ عمرها وسط أحلام تصغر كلما كبر حجم جنينها الذي ينتظر ميلاده.
الجنين المنتظر شكل هاجساً عند والدته الصغيرة زينب التي ما زالت غير مستعدة لاستقباله على أرض اللجوء والشتات، وتقول لـ”العربية.نت” إنها لو كانت في سوريا لن تتزوج بعمر 13 عاماً، إلا أن اللجوء وضيق حال أهلها أجبراها على الزواج المبكر.
وأبدت زينب رغبتها باللعب ومشاركة صديقاتها كما كانت تفعل في السابق، إلا أن الزواج سلب الطفلة الصغيرة من جسدها، وحل محلها امرأة تتحمل مسؤوليات أثقلت كاهلها، على حد تعبيرها، وتقول “كانت عندي أحلام كثيرة لكنها ضاعت على أرض اللجوء”.
وتضيف” كنت أريد أن أكمل تعليمي وأصبح معلمة في المستقبل، لكن أحلامي تبددت منذ يوم إعلان زواجي”.
زينب ليست الوحيدة من بين اللاجئات السوريات في الأردن اللواتي تزوجن مبكراً، فما بين الخيام والكارفانات في مخيم الزعتري شمال شرق العاصمة عمّان، ثمة قصص وحكايات أخرى ترويها فتيات قاصرات وقعن مبكراً في عش الزوجية، من بينهن إيمان (اسم مستعار)، وضعت طفلاً حديثاً إلا أنها تجهل التعامل مع من في المهد صغيرا.
وتقول إيمان ذات الـ14 ربيعاً لـ”العربية.نت” إنها لم تتوقع يوماً أن تتزوج بهذه الطريقة وفي وقت مبكر من عمرها.
وتتابع حديثها الذي يغلب عليه الصمت، أنها تتذكر دائماً صديقاتها وأيام المرح واللعب، وتقول “نفسي أرجع على مقاعد المدرسة وألتقي بصديقاتي وألعب معهن مثل زمان، لكن مسؤوليات البيت وطفلي وزوجي كبيرة ولا يوجد فراغ”.
وتدفع الأوضاع الاقتصادية المتردية ونقص المساعدات الكثير من العوائل السورية إلى تزويج بناتها في سن مبكرة وسط حالة من عدم الرضا أحياناً.
ويشكل زواج القاصرات بين السوريات قلقاً لدى السلطات الأردنية والمنظمات العاملة في المجال الإنساني، وفي هذا الصدد يقول مسؤول الاتصال والإعلام محمد الحواري لـ”العربية.نت”، إن مثل هذه زيجات تشكل قلقاً للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين وما يترتب عليه من أجيال ضائعة، مشيراً إلى أن المفوضية أطلقت حملات توعية للحد من زواج القاصرات وتبين خطورته ومنها حملة “أماني”.
ويرى الحواري أن من أسباب زواج القاصرات نقص المساعدات الإغاثية والإنسانية للاجئين السوريين، والتي تدفع بعض أرباب الأسر إلى تخفيف العبء عليه من خلال تزويج القاصرات.
ويضيف أن عدم إمكانية العائلات السورية إرسال أطفالها من الفتيات إلى المدارس، وعدم توفير متطلبات التعليم، يدفعها إلى تزويجهن في سن مبكرة.
وباتت ظاهرة الزواج المبكر مشكلة تدق ناقوس الخطر على مستقبل آلاف القاصرات من اللاجئات السوريات وعلى أطفالهن، وتقدر آخر الإحصائيات والأرقام الرسمية 500 حالة زواج قاصرة، ولكن ما خفي أعظم من ذلك.
وتقول وزارة التنمية الاجتماعية الأردنية إن هناك أعداداً لا بأس بها من زواج القاصرات في المخيمات والمناطق المستضيفة لهم، ومرد ذلك من خلال الثقافة السورية المجتمعية التي تجيز زواج الفتيات في سن مبكرة.
ويقول الناطق باسم وزارة التنمية الاجتماعية الأردنية، فواز الرطروط لـ”العربية.نت”، إن الوزارة تتأثر من مخرجات هذه الزيجات، لأنه غير موثق لدى المحاكم الشرعية، وإنما يتم بين السوريين من خلال “الشيخ” أو الإشهار بينهم، ما ينتج عنه أطفال “غير شرعيين” ولا يمتلكون شهادات ميلاد.
ويضيف أن” السن القانونية للزواج 18 عاماً، ولكن تلك الزيجات تتم بين السوريين عادة دون ذلك، وهذا يشكل قلقاً لنا”.

أخبار ذات صله