fbpx
سيظل جرحنا نازفاً !

 

فهد البرشاء

سنظل نبكي حُزناً, نتوجع الماً, نذرف دمعاتنا قهراً, طالما والعابثون يستبيحون حرماتنا, ويهدرون دمائنا,ويزهقون أرواحنا,ويقلقون سكينتنا, ويقضون مضاجعنا, طالما وهو يرملون نسائنا,ويثكلون أمهاتنا,وييتمون أطفالنا, طالما وهو يدكون منازلنا, يعكرون صفو حياتنا, ويعبثون بمصالحنا..

سيظل حرجنا نازفا طالما وهم فرقوا جمعنا, طالما وهم بعثروا تلملمنا, وشتتوا توحدنا, وشقوا عصانا, طالما وهم أشتروا ضمائرنا, أستأجروا أخلاقنا, طالما ونحن (بعنا) مبادئنا, حنطنا مشاعرنا, جمدنا إنسانيتنا, نسينا هويتنا وإنتمائنا..

طالما ونحن (خُنا) بعضنا, خُنا شهدائنا, أنتقمنا من بعضنا, نقتل بعضنا, طالما ونحن لم نستفد من أخطائنا, لم نتعلم من ماضينا, ولم ننبذ مشاكلنا, لم نتجاوز خلافاتنا, لم نفكر في وطننا, في أمننا, في أستقرارنا, في سكينتنا, في رُقينا, في تطورنا, في حُلمنا الذي تللاشى , في هدفنا الذي تبدد, في متسقبلنا الذي ضاع وبات تائه يبحث عن من يخلصه من (غبائنا) وحماثاتنا, وفشلنا في (صنعه) وبناء لبناته وإرساء دعائمه..

سيظل (وطننا) جرحا نازفاً, حتى تتشابك أيدينا, حتى تتعاضد شواعدنا, حتى تتوحد قوانا, حتى نتسامى , نترفع عن صغائر الأمور وسفاسفها وتفاهات الأشياء, حتى نرتقي ليس بوطننا فقط ولكن بأفكارنا , بأحلامنا , بطموحاتنا, بكل ما من شانه أن يوصلنا لتلك الغاية التي ننشدها جميعا ونناضل ونحارب من أجلها, تلك الغاية التي قدمنا لأجلها قوافل  من الشهداء وضحينا من أجلها بالغالي والنفيس..

سيظل جرحنا نازفاً, وسيظل دمنا مهدوراً, وأرواحنا (مزهقة) وحياتنا مهددة , ووطننا مسلوباً , وحُلمنا موؤوداَ , حتى يغدوا (وطننا) تاجاً على رؤوسنا وفوق مصالحنا وأطماعنا وغاياتنا الذاتية,حتى يغدوا وطننا (نياشين) معلقة على صدورنا , بل نبضات قلوبنا ودماء أوردتنا, حتى يسكن حدقاتنا, ويصعد مع أنفاسنا, حتى نغدو (نحن) فيه كالجسد الواحد إذا أشتكى منه عضواً تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى , حتى نغدو كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً..

سيظل جرحنا نازفاً طالما ونحن نحتضن بين (جنباتنا) الخونة والعملاء والمرتزقة والمخربون والمتطرفون,طالما ونحن منحناهم (صك) الحصانة من المسآلة والزجر والصد والردع, طالما وهم يمارسون (طقوس) فسادهم وتدميرهم ونحن ننظر إليهم دون أن نحرك ساكن,ودون أن تنتفض رجولتنا أو يثور دمنا أو هويتنا أو آدميتنا..

سنظل نبكي ونشبع قتلانا, ونظل نتوجع ونبحث عن وطننا, ونظل ننادي ولن تتعد شفاهنا لاننا بإختصار من رضينا أن يعبث الآخرين بمصالحنا وحياتنا, ونحن من أعطاهم الضوء الأخضر كي يدخلون إلى حياتنا..