fbpx
متى يلتفت إلى أبين!!

د عيدروس نصر ناصر

بغض النظر عن كوني أحد أبناء محافظة أبين، فإن عشرات وربما مئات الرسائل أتلقاها يوميا عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة عن سوء الأحوال في هذه المحافظة المنكوبة، سواء منها ما يتعلق بتردي الأحوال الخدمية، أو بتدهور الأوضاع الأمنية، أو بشحة الأحوال التموينية أو بالغياب شبه الكلي للأجهزة التنفيذية بفروعها المختلفة، وهو ما يولد حالة من الخوف والقلق والاضطراب بين أبناء محافظة أبين ويعطل الحياة الطبيعية والانتاجية في هذه المحافظة الزراعية الساحلية الهامة، ومنذ أيام عاودت المليشيات الانقلابية هجومها على مدينة لودر حيث تتحكم المليشيات بمرتفعات مكيراس وعقبة ثرة، وهو ما يجعلها متحكمة بكل حركة وسكنة في مديرية لودر كاملة وربما بعض مناطق مديريات الوضيع ومودية، وقد يراودها الحنين للعودة إلى عاصمة المحافظة، وهي كما يعلم الجميع تمثل البوابة الشرقية للعاصمة عدن مقر إقامة الرئاسة والحكومة.

نعلم أن الحالة في أبين ليست بمعزل عما تعانيه كل البلد ومنها المناطق (المحررة) لكن يبدو أن حصة أبين من الإهمال والتجاهل قد فاقت حصة الكثير من المناطق، فمنذ يوليو الماضي لم نسمع عن أبين إلا من خلال الأخبار السيئة، كالاغتيالات والتفجيرات وقطع الطرق وانتشار الجماعات المسلحة التي لم يردعها رادع، وحتى نتائج امتحانات الثانوية العامة تعرضت للعبث والتلاعب المكشوف، ومن بين ما يشار إليه تغييب الطلاب المتفوقين والمنضبطين والمواظبين على حضور كل أيام العام الدراسي دونما تغيب، ومن أكد حضورهم كل المراقبين والعاملين في الحل التربوي ، كل ذلك من أجل منح الدرجات الأولى لآخرين أراد المتلاعبين مجاملتهم كما جرى مع الطالب محسن بدر محسن علي من ثانوية سرار والأمثلة كثيرة.

إنني أتوجه بهذا النداء إلى ولاة أمر البلد ومنهم من المحسوبين على أبناء أبين محافظة الرؤساء (كما يسميها الكثيرون) لأقول لهم: إن أبين تفلت من بين يديكم يوما عن يوم، ويوما عن يوم يزداد تحكم العصابات الخارجة عن القانون في مصير أبنائها، وإذا كان المواطنون في أبين يعتبون على كبار المسؤولين لعدم زيارة المحافظة، فإن ما نخشاه أن يأتي اليوم الذي قد لا تجدون فيه الطريق إلى أبين إذا ما فكرتم بزيارتها.

إن أبناء أبين لا يطلبون معجزات، كل ما يطالبون به هو مراكز شرطة حاضرة وفاعلة تقوم بحماية الأمن وتتصدى لأعمال الفوضى والانفلات (والأفراد والضباط موجودون ويتسلمون مرتباتهم، وإن كان البعض لا يتقاضى إلا الفتات)، وجهاز إداري وخدمي متكامل يواظب على القيام بمهماته، وأفراده موجودون ويستلمون مرتباتهم، ولكنهم لا يتجرأون على الذهاب لأعمالهم لأنهم يخشون على حياتهم، وقضاء عادل وحاضر ومتمسك بالقانون يردع العتاة والمارقين وينصف المظلومين ويعيد الحقوق لأصحابها، ومن المؤكد أن وجود قوة مسلحة متكاملة تساند المقاومة الشعبية في مديرية لودر لمواجهة العدوان وتتمكن من تأمين جبهة ثرة والسيطرة على مكيراس (التي هي جزء من محافظة أبين) سيكون المفتاح الذي يقطع دابر الانفلات والتسيب ويفكك الجماعات المسلحة التي تكمل ما عجز الحوافش على القيام به.

فهل من يسمع لأنين أبناء أبين؟؟؟!!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*   رئيس مركز شمسان للدراسات والإعلام

**  من صفحة مركز شمسان للدراسات والإعلام على فيس بوك