fbpx
فيلم “العائد”… الزحف نحو الانتقام
شارك الخبر

يافع نيوز-متابعات
تدور أحداث فيلم العائد (The Revenant) لمخرجه أليخاندرو غونزاليز إيناريتو، عام 1823 وهو فيلم إثارة أميركي (ويسترن) عن قصة حقيقية كتب نصها مارك إل سميث وإيناريتو وهي مستوحاة من حياة صياد الفراء هيو غلاس (ليوناردو دي كابريو).
ترشّح الفيلم لـ 12 جائزة أوسكار، من ضمنها أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثل وأفضل ممثل مساعد.
ويتعرض غلاس لهجوم من قِبل أنثى دب حين كان يُصوّب بندقيته باتجاه ديسميها فتمزّقه تمزيقاً.
وخوفاً من الموت الذي يُقرّبهم إليه الضرير غلاس يقوم رفيقاه وبعد أن يغرز أحدهما (جون فيتزجيرالد) خنجراً قاتلاً في جسد ابنه هوك (فوريست غودلاك) بالفرار.
وقبل ذلك يحاول الرفيقان (جيم بريدجير وتوم هاردي) دفن غلاس حياً فذلك أرحم من إبقائه مُقعداً وقد قطعت مخالب أنثى الدب أوصال صوته ومزّقت جسده وكسرت ساقيه. وبعد أن ينهبه فيتزجيرالد يفر مع الفتى ضعيف الشخصية (ويل بولتر بدور جيم بريدجير) إلى وجهة غير محددة المعالم، تاركين الأب المفجوع وحيداً مقبوراً في لحده في الغابة الموحشة، إلا أنه وبقدرة القدر ينجو ويمضي في رحلة طولها 320 كيلومتر أغلبها زحفاً فوق الثلج يتدثر بالصقيع. فعلها والرغبة وحدها من حرّكت جسده الضرير للانتقام من الخائن جون فيتزجيرالد (توم هاردي) الذي قتل ابنه هوك (فوريست غودلاك).
تلقى الفيلم مراجعات إيجابية من النقاد، “بجماله الصارخ وبقسوته الشديدة، التي كان فيها دي كابريو وُقوداً لهذه الدراما المُشوقة التي تُقدم تحديات صعبة وثِمار غنية”.
وبلغت ميزانية الفيلم حوالي 135 مليون دولار، في حين تخطت الإيرادت 223.6 مليون دولار بعد ثلاثة أسابيع من عرض الفيلم في جميع أنحاء العالم.
إناريتو يتفوّق على نفسه
هل يفعلها أليخاندرو غونزاليس إناريتو (53 سنة ) مجدداً؟ مثلما فعلها مع غلاس؟ في فيافي الصقيع !!
ثاني مخرج مكسيكي متوج بالأوسكار يبهر العالم بهذا العمل الضعيف الحبكة القليل الكلام الكثير من الجمال والقسوة، والصخب المُدمّى بروعة المكان.
الرواية الحقيقية تبدو لوهلة أفضل بكثير من مشاهدة “العائد” الذي يجعل من بطله خارقاً للعادة، فهو لا يموت حتى ولو قفز ممتطياً حصانه من أعلى قمة الجبل سقوطاً إلى الهاوية، فينفق الحصان ويصبح مخبئاً دافئاً للبطل في ليلة أشد برودة يدفئها الحصان المفرغ الأحشاء الحاضن لجسد دي كابريو العاري.
لا يتعب دي كابريو طيلة الفيلم ولا يتكلم كذلك لأن صوته مقطوع وصاله بسبب مخالب غاضبة لأنثى الدب. وعلى مدار كيلومترات عديدة يستمر في السير زاحفاً بجسده الممزق وساقيه المكسورتين فوق الثلوج، يحاول النجاة من الإنسان والحيوان.
إن كانت القصص سبباً إضافياً لنجاح أموريس بيروس وبابل والرجل الطائر فإن أليخاندرو هو السبب الأول بلا منازع في تألق “العائد”.
ويستحق العائد أوسكار أفضل فيلم وإخراج وممثل مساعد والأكيد أفضل تصوير سينمائي؟
دي كابريو .. خارق يخفق بنجاح
بعيداً عن التحضيرات التي بذلها دي كابريو ليجسد شخصية “غلاس” فإن ليوناردو الذي يحمل في سجله تاريخاً مثقلاً بالأداء المتفرد في جميع الحالات، لا ينافسه على الأوسكار إلا شخصية واحدة هي أنثى الدب، التي مثلما قال عنها الناقد نيكولاس باربر “فربما سيستحق المصوتون لمنح جوائز الأوسكار القادمة أن يهاجمهم دب هم أنفسهم، إذا لم يمنحوا هذا الرجل جائزة أوسكار … “.
مع غلاس أو ليناردو دي كابريو، ترتعد فرائسك من شدة الصقيع وتتوجع ساقيك من ألم الزحف والمسير وتتيه مرات عديدة في أحلام اليقظة. وبين الحقيقة والخيال تختبئ أحياناً كثيرة خلف وسادتك خوفاً أن تقبض عليك سهام الهنود الحمر الباحثين عن الانتقام والدم.
كما يزيدك الكره المقيت لـتوم هاردي الخائن القاتل والهارب، وهو الشخصية التي زادت من العائد روعة لها أسبابها للانتقام.
لا يُصدّق أداء دي كابريو حين يعثر على جثة ابنه التي بحث عنها زحفاً فيبتسم لذلك!! ولا يُصدّق أيضاً المشهد حيث يفر فيه من الهنود الحمر عبر النهر عوماً، لكنه ينسى أنه لا يستطيع الوقوف فيخرج ماشياً من النهر ثم يزحف من جديد!! ولا تصدق مشاهد المواجهة القاتلة بين غلاس وفيزرجيلد الذي يأبى هو الأخر الموت رغم تلقيه رصاصة بندقية وضربات شاقور وطعنات خنجر إلى أن يموت بسهم الهنود الحمر الذين أنصفوا غلاس….
لم يكن أداء ليوناردو هذا البطل الخارق كاملاً فالإخفاق تربص بالزاحف مرات عديدة ورغم ذلك نجح في الزحف بإبهار دون تلقي الملامة. ويقول: “طالما يمكنك التنفس فقاوم”.

أخبار ذات صله