fbpx
غياب الرؤية الاستراتيجية يعصف بتحالف المتمردين
شارك الخبر
غياب الرؤية الاستراتيجية يعصف بتحالف المتمردين


يافع نيوز – إرم:
بدأ غياب الرؤية الاستراتيجية، يهدد بانفراط عقد التحالف الذي عقده الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح مع المتمردين الحوثيين، من أجل الاستيلاء على السلطة في اليمن.

وكشفت تقارير إعلامية “أن الدوافع المتباينة لطرفي التحالف بدأت تتضح في شكل انقسامات تجسدت في مناوشات مسلحة بين طرفي التمرد في بعض الأحيان”.

ويقول مختصون في الشأن اليمني “إن طرفي التمرد لا يستندان إلى أرضية صلبة مستمدة من شرعية حقيقة، الأمر الذي أربك خططهما، وجعل الشك يحكم علاقتهما”.

وأضافوا “أن التخبط وعدم التخطيط كانا سمة تحالف المتمردين الأساسية، وهو ما تجلى في عدد من المواقف كما في مفاوضات جنيف والخلافات حول شكل النظام السياسي في اليمن عقب السيطرة على صنعاء”.

ويقول مراقبون للشأن اليمني “إن تحالف الطرفين لا يستند إلى رؤية استراتيجية، بل أتى في ظرف استثنائي لكل طرف، وتم تمريره رغم الطابع العدائي الذي يحكم العلاقة التاريخية بين الطرفين”.

ويضيف هؤلاء أن الحوثيين “يهدفون من التحالف مع صالح إلى الاستفادة من الوحدات العسكرية التابعة له، التي خبروا قوتها في الحروب الأربعة التي خاضها صالح ضدهم، بينما يهدف المخلوع إلى الانقضاض السلطة التي خرج منها بعد احتجاجات شعبية عارمة”.

وقد عمل الحوثيون على تقزيم قوة المخلوع، بعد انتفاء المصلحة، الأمر الذي أدى إلى نشوب صراع ظل في الخفاء لفترة من الزمن، لكنه بدأ يظهر للعلن في الأيام القليلة الماضية.

ويهدد هذا التضارب في المصالح بانفراط عقد التمرد في ظل تقدم القوات التابعة للسلطات الشرعية على أكثر من جبهة، بدعم من التحالف العربي، الذي تقوده السعودية.

وقالت مصادر محلية “إن هذا التوتر في العلاقة أدى إلى ضرب معنويات المقاتلين الموالين للمخلوع صالح، الأمر الذي تجلى في استسلام العشرات منهم لقوات الشرعية دون مقاومة”.

واستسلم عشرات من عناصر الحرس الجمهور الموالي للمخلوع علي عبدالله صالح، للمقاومة الشعبية، الاثنين قرب العاصمة اليمنية صنعاء.

وكشف الجنود والضباط الذي سلموا أنفسهم “أن العشرات من زملائهم يعتزمون القيام بخطوات مماثلة، وأن الروح المعنوية لعناصر الحرس الجمهوري متدهورة، نتيجة للتجاوزات المتعددة التي ترتكبها بحقهم ميليشيات الحوثيين المتمردة”.

وأضافت المصادر “معنويات الجنود والضباط الذين انحازوا للشرعية كانت في أدنى درجاتها، بعد أن مارست عليهم الميليشيات كل أنواع الاضطهاد، بدءا من وقف مرتباتهم ومستحقاتهم، وانتهاء باقتحام مقراتهم والاستيلاء على أسلحتهم، كما وقعت اشتباكات مسلحة في كثير من الأحيان بين الجانبين، بسبب تداخل الصلاحيات، وتدخل الميليشيات في الشأن الميداني، وإصدار تعليمات عسكرية للضباط، الذين رفضوا تنفيذها وامتنعوا عن التعاون مع المسلحين”.

وانطلقت شرارة الخلافات الأخيرة بين المتمردين بعد محاولة صالح تقليص نفوذ الحوثيين عن طريق الدعوة إلى اجتماع مجلس النواب وقبول استقالة هادي التي سحبها بعد خروجه من حصار المتمردين، وهو ما يستدعي إلغاء الإعلان الدستوري الحوثي وحل اللجنة الثورية الحوثية، وتعيين يحيى الراعي رئيس مجلس النواب رئيساً لليمن.

واعتبر الحوثيون أن هذه الخطوة تشكل خطرا كبيرا عليهم، باعتبار أن صالح يسعى للحصول على الشرعية من خلال مجلس النواب وحل اللجنة الثورية واستعادة السلطة وبالتالي يمكنه البدء بزحزحة جماعة الحوثي واستعادة النفوذ الذي خسره على يد اللجنة الثورية، لتصدر تحذيرات من أي محاولات للمساس باللجنة الثورية أو حلها واعتبرت ذلك الأمر “خطاً أحمر”.

وحاول صالح إقناع الحوثيين بالمقترح دون جدوى، وحاول إيهامهم أن هذا يؤسس لشرعية خاصة بهم تنافس شرعية هادي، وهو ما يمكن أن يؤسس لطلب وقف الضربات الجوية وتدخل عسكري روسي، لكن الحوثيين أصروا على بقاء اللجنة الثورية ورفضوا رفضاً قاطعاً عودة مجلس النواب.

أخبار ذات صله