fbpx
صالح في ورطة حقيقة هذه المرة

تشير كل التطورات والوقائع الجارية، ان عفاش اليمن علي عبدالله صالح يعيش في ورطة حقيقة هذه المرة وأنه يعيش لحظات ماقبل إسدال النهاية المأساوية على مسرحية بلطجته السياسية الممتدة منذ قرابة 40 عاما.

 وتؤكد دلائل ومؤشرات سياسية أنه يعيش حالة عزلة حقيقة حتى مع أقرب الناس إليه ويغير أماكن جلوسه كل ساعة وكل يوم تضيق دائرة ثقته بمن حوله بعد تفاقم خلافاته مع الحوثيين وبلوغ الأمر إلى حد تصفيات سرية بين قيادات وتبادل اتهامات بتزويد قوات التحالف إحداثيات لمواقع عسكرية تخص كلا الطرفين.

ولعل من أكثر مؤشرات الورطة التي يعيشها صالح اليوم بكهوف وأزقة تشرده الغير مسبوق طوال حياته،استنفاذه اليوم لكل أوراق لعبته السياسية الماكرة باليمن وفقدانه لكل أماله حتى بالبقاء على قدي الحياة باليمن بعد ان كان يواصل لعبته السياسية والانتقامية معا لإيصال أي من أقاربه أو أزلامه الراكعين تحت قديمه حتى اليوم، إلى السلطة مجدد، ليعود من خلالهم إلى سدة الحكم من نافذة الفارس المنتصر على الربيع العربي، إضافة إلى فشل كل مساعيه في استجداء التدخل الروسي باليمن باسم الحرب على  الإرهاب رغم تحريكه لكل أوراقه السياسية وخلاياه النائمة وتنظيمات الإرهابية بجنوب وشمال اليمن، من أجل خلق أي ذرائع لتدخل روسي على غرار ماجرى بسوريا،سيما وأن زيارته الأربع إلى مقر السفارة الروسية بصنعاء لم تفلح في إيجاد أي نتيجة تذكر في الموقف الروسي، في ظل استمرار المجتمع الدولي بالدعوة إلى حل سياسي وفقا لمقتضيات قرار مجلس الأمن رقم 2216 الذي مثل – بعقوباته تحت البند السابع- أكبر ضربة قاضية لآماله ومن حوله وشكل صدمة قاتلة له ولأزلامه وحلفائه معا، كون مقتضيات القرار أفقتده فجأة كل المخارج الآمنة وصادر ة عليه حق التمتع بالأموال التي جمعها طيلة حكمه ال33عاما وحرمته من امتيازات الخروج الأمن والمشرف من السلطة التي حصل عليها باطلا بموجب اتفاق المبادة الخليجية.

واعتقد ان زيارة صالح الرابعة قبل أيام إلى مبنى السفارة الروسية بصنعاء،ولقائه مجددا بالقائم بأعمال السفير الروسي باليمن، تعد آخر محاولاته الاستجدائية للروس للبحث له عن مخرج آمن هذه المرة وخاصة أن إعلامه تحدث صراحة ولأول مرة، عن مطالبته لروسيا بالتدخل وإيجاد تسوية سياسية شاملة باليمن تضمن وقف الحرب والعودة لمسار التسوية ومخرجات الحوار وأعمار وتنمية اليمن،رغم انه هدد وتوعد التحالف والحكومة الشرعية قبل ذلك بأيام قليلة، حينما ظهر بخطاب هيستيري تخبطي، ليعلن رفضه العودة لمفاوضات السلام واشترط حوارا يمنيا سعوديا مباشرا، وكان قبلها قد توعد أيضا السعودية بحرب لم تبدأ بعد ولمح إلى عدم استسلامه حتى النصر أو الشهادة، ثم ظهر مؤخرا وهو يستجدي وساطة روسية تضمن له مخرجا آمنا هذه المرة لا أكثر، خاصة بعد فشل مهمة المبعوث الاممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ في إعادة أطراف الصراع اليمني إلى طاولة جولة سلام جديدة بسبه تعنته وأعدائه اليوم وأمس “الحوثيين”.

وتتزايد حلقة النهاية المؤلمة لصالح مع اقتراب المقاومة والجيش الوطني من معقل تحركاته المحدودة بصنعاء ومحيطها وفي ظل تصعيد بواريج ومقاتلات التحالف من قصفها الجوي والبحري بصورة غير مسبوقة هذه الأيام، على آخر معاقله وحلفاء انقلابه، بصنعاء وحجة وصعده وغيرها من مناطق سيطرتهم شمال اليمن. وبالتالي فان صالح يعيش اليوم ورطة حقيقة لامفر منها،وأصبح همه اليوم مقتصرا على البحث عن أي مخرج ىمن يضمن سلامة مغادرته لليمن فقط، بينما يبقى حلفائه ومن ساندوه في انقلابه وانتقامه من الشعب، رهن الحساب وفي ورطة كبيرة من أمرهم، كون إي تسوية سياسية قد يضغط بها المجتمع الدولي لن تشملهم هذه المرة، ولن يكونوا في مأمن كما كان الحال الغير منطقي بالنسبة للمبادرة الخليجية.