fbpx
أحداث ودروس متأخرة .. كتب:حسين القملي
شارك الخبر

على طرق الهروب من العقاب والحساب الذي تمنهج بداخل عقلياتنا لتستمر خلاله عمليات عديدة اهمها الاغتيالات والانتحارية وتزايد عملية الفوضى العارمة والنهب والبسط لمقدرات وممتلكات عامة وخصخصة المؤسسات الحكومية والمدنية .

يمكننا القول أنه بعد الأحداث الأخيرة لم يسلَم الإنسان العربي بشكل عام واليمني بشكل خاص والجنوبي على وجه الخصوص من مرض جديد قديم ، هو مرض الخوف من أخيه المواطن. فالأحزاب تخاف من بعضها، والجماعات تخاف من بعضها، وكل فريق يَعد العدة لمواجهة الآخر، إما طمعاً في تحصيل منفعة ضيقة، وإما خوفاً من فوات مصلحة موجودة وهذا ما هو موجود الان .

الثمرة النهائية لكل هذا الصراع هي خسارة الجميع بالطبع ان لم نقل البعض ، ليس فقط أطراف النزاع، بل خسارة ركاب السفينة جميعاً، أفراداً وجماعات رجال ونساء أطفال وعجائز وهي نتيجة عرفتَها أمم من قبلنا، بجوارنا في الجهة الشمالية من الكرة الأرضية .. وخلصت منها إلى دروس وعبر، منها : أن الفرز والتحشيد على أسس نفعية ضيقة كالطائفية والمذهبية والعرقية والحزبية ، لا تؤدي إلى خير.. وأن السلامة والخير هما في الفرز على أسس موضوعية كبرامج تحسين الصحة والتعليم والطرقات والخدمات العامة.

ليس مهماً – في عُرف العقلاء – أن تكون ليبرالياً أو إسلامياً، إصلاحياً أو حوثياً، جنوبياً او شمالياً بل المهم هو ما تقدمه هذه العناوين للإنسان في دنياه قبل آخرته واليوم قبل الغد .. ولا معنى لهذه العناوين إن لم يكن هدفها الإنسان وترقيته وإسعاده .. بل ينبغي ألا يكون لها وجود أصلاً ، إذا كان هدفها أو ثمرتها هي المزيد من الشقاء والعناء والشقاق والصراع الاجتماعي.

يبدو أن من طبع الإنسان ألا يتعظ بغيره ، وألا يفهم الدرس إلا بعد قارعة تصيبه .. قارعة تهدر عليه فرصاً وأوقاتاً وجهوداً عزيزة ، كان ينبغي أن يقطع فيها أشواطاً في تحسين وضعه ، الذي من قوانينه أن يتأخر إذا لم يتقدم .. ولعل هذا هو معنى “الكبَد” الذي تحدث القرآن الكريم عن علاقة الإنسان به : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ)_البلد4.

أخبار ذات صله