fbpx
آفاق مشرفه للقضية الجنوبيه
شارك الخبر


بقلم : عبد الصمد الجابري

في الوقت الذي يشهد ملف الجنوب بداية انفراج على المستويين الدولي والإقليمي ،يشهد وضعنا الداخلي حالة من التشتت وعدم وضوح الرؤيا بالنسبة لقضيتنا ،ساهم بعض قادة مكونات الحراك وبعض قادة الجنوب في الخارج في ايصالها الى هذه الحاله ،بسبب تباين رؤاهم حول الشعارات والخيارات التي تمكن شعب الجنوب من استعادة دولته .

وتحولت الاختلافات في الرؤى الى خلافات حادة قضت على كل الامال والجهود في ايجاد وعاء سياسي وتنظيمي جبهوي او تنسيقي او ائتلافي . وفاقم تلك الخلافات والاختلافات ،الانانية التي تحلى بها البعض وحب الظهور كزعماء ،والاستماتة في التمسك بمواقعهم وعدم التنازل عنها ،حتى لو كان ذلك لمصلحة الجنوب وقضيته . وزاد من خطورة الاوضاع داخل مكونات الحراك اختراقها من قبل الاجهزة الامنية التابعة لمتنفذي صنعاء . وفي نفس الوقت ازدادت عددا مكونات الحراك والمنظمات الجماهيرية من طلاب وشباب ومراءة ونقابات ومنظمات مدنية وحقوقية وغيرها بشكل مخيف ،وتوالت الانقلابات داخل المكونات والانتقال من مكون الى اخر ،ومن تكتل الى اخر ،في مؤشر واضح على التراجع والفشل والذي كان قاب قوسين ،لولا صلابة جماهير الحراك . وتواصلت حملات المزايدة من قبل بعض قيادات مكونات الحراك بشعارات جوفاء ورؤى لا تلامس الواقع والإصرار على العمل العشوائي داخل مكوناتهم ،وبذلك دفعوا الكثير من الدول في المنطقة والعالم الى التحفظ الاقرب الى رفض دعم قضيتنا تحسباً من تحول تلك الحالة الى صراع داخلي بيننا .
يمكننا ان نستخلص ان الحرب الاخيرة على الجنوب بتداخلها مع ما كان يخطط له المخلوع صالح والحوثيين بجعل اليمن بؤرة للصراع الاقليمي ،قد وضعت الملف الجنوبي على المستوى الاقليمي والدولي بيد دول التحالف العربي ،وان التأثير الدولي بالنسبة للملف الجنوبي قد تراجع تدريجياً ،بعد ان لمست دول الخليج ان رؤى وتقديرات بعض حلفاءهم من الدول الكبيرة كالولايات المتحدة الامريكية تنطلق في الاساس من الحفاظ على مصالحها بصرف النظر عن تأثيرها السلبي على مصالح دول الخليج . وهذا لا يعني مثلاً ان دولة بحجم الولايات المتحدة او بريطانيا لا تستطيع ان تؤثر سلباً على أي مشروع سياسي تتبناه دول الخليج ،لكنها ستكون ملزمة بإعطاء حلفاءها تفسير منطقي لموقفها ،وفي الاخير لن تعارض مشروع حلفاءها ،تحت وطأة الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة .
وفي الوقت الذي نرصد فيه بعض المؤشرات ونعتبرها مواقف ايجابية من القضية الجنوبية ومنها على سبيل المثال لا الحصر, استقبال البيض ،ودعم المقاومة الجنوبية بالسلاح النوعي والعتاد العسكري ومشاركة دول التحالف في مواجهة قوات المخلوع صالح والحوثي من خلال الضربات الجوية والإنزال البري ودفع رواتب المقاومين الجنوبيين وإبلاغ نجل المخلوع بان الجنوب وعدن خط احمر وان السعودية لن تسمح باجتياحها وأيضا تعيين الرئيس العطاس مستشاراً للرئيس هادي وهو المعروف برئاسته لأحد مكونات الحراك السلمي والمنسوب اليه الفدرالية المزمنة بمعنى اجراء استفتاء لشعب الجنوب بعد فترة محددة ليقول رأيه بالنسبة للوحدة ، ومؤخرا تعيين صالح عبيد مستشارا للرئيس فأننا نعتقد ان موقف دول التحالف من القضية الجنوبية ،سيبنى على اسس مهمة ابرزها كيفية تطور الوضع الراهن وقوة المقاومة الجنوبية ووحدتها وتمسكها بقوة بحق الجنوب في تقرير مصيره ،واستمرار دعم شعب الجنوب لمقاومته واحتضانها ،وتلاحم القوى السياسية الجنوبية ومكونات الحراك السلمي وتوافقهم على رؤية موحدة لحل قضيتهم ،وكيفية ادارتهم للملف الجنوبي مستقبلاً . وربما تساعدنا دول الخليج والسعودية تحديداً في تجاوز اى سلبيات وانجاز ما يسهل عليهم لاتخاذ موقفاً ايجابياً لدعم قضيتنا ،لأن ذلك يصب في نهاية المطاف في مصلحة تلك الدول ويعزز الامن والاستقرار في المنطقة
الجنوب كيان جغرافي في العالم له مساحة ومعالم حدوديه محددة وسكان اصليون وعادات وتقاليد وثقافة وهويه امتلكتها وأكتسبتها وتوارثها منذ القدم … فالاستعمار البريطاني لم يستطع ان يغير فيها لا بغزوة العسكري اوالثقافي او اتفاقياته بالرغم من المدة الطويله التي ظل فيها محتلا للجنوب (1839___1967)
والجنوب مساحته 338 الف كيلو متر مربع وحدودة 3750كيلو متر مربع منها 1500 حدود بحريه و695 حدود جبليه و1355 حدود صحراويه … ويقع الجنوب غرب قارة اسيا وجنوب الجزيرة العربيه .. تحدة من الشمال المملكه المتوكليه اليمنيه سابقا… الحمهوريه العربيه اليمنيه لاحقا ((( باعتبار ان الوحدة اليمنيه ماتت في عام 94م)) والمملكه العربيه السعوديه … ومن الشرق سلطنة عمان ومن الغرب البحر الاحمر ومن الجنوب بحر العرب وخليج عدن……………. فالجنوب العربي يحتل موقعا استراتيجيا هاما يشرف على الشريان الاقتصادي العالمي الذي يربط الشرق بالغرب وهو ((باب المندب))
هناك مفارقة كبيرة يشهدها الجنوب في السنوات الأخيرة وخصوصا بعد اندلاع الثورة السلمية الجنوبية في العام 2007م تلك هي اشتداد التمسك بالهوية الجنوبية والتباهي بها والدعوة إلى استعادتها بعد أن حاول أبطال حرب 1994م القضاء عليها وتغييبها، وهذا التمسك والإصرار على استدعاء هذه الهوية يفوق نظيره قبل 1994م، وحتى قبل 1990، وبمعنى آخر إن الحديث عن الهوية الجنوبية لم يكن له ذلك الحضور في خطاب المواطنين والسياسيين الجنوبيين قبل 1990 م كما هو اليوم بينما كانت الهوية كحقيقةٍ قائمةٍ أمرا حاضرا على الأرض أكثر من حضورها في لغة الناس وأذهانهم، ويمكننا القول أن السبب الرئيسي في هذه الحالة هو إن المواطنين والسياسيين الجنوبيين لم يكونوا منشغلين بهذه القضية قبل الانضمام إلى الشمال فالقضية حاضرة ومؤكدة ومثبته في الوعي والقانون والممارسة الحياتية وكما يقال “المؤكد لا يحتاج إلى التأكيد”، لكن المواطنين والقادة السياسيين الجنوبيين لم يلتفتوا إلى هذه القضية إلا بعد أن افتقدوها، ومن حيث اعتقد المنتصرون أنهم قد مسحوا هذه الهوية من الوجود فإنهم قد عملوا على بعثها بمحاولتهم طمسها وتغييبها، فجاءت مقاومة الناس لتغييب الهوية لتؤكد تمسك الناس بهويتهم الأصلية ورفضهم التخلي عنها واستحضارها في وعيهم ومشاعرهم حتى وإن غيبت عواملها المادية وبنيتها المؤسسية.

أخبار ذات صله