fbpx
مكيراس .. وتجاهل الرئاسة !

توسمنا خيراً في قوى التحالف وإدارة الرئيس هادي بعد أن تحررت معظم مناطق الجنوب, وجزمنا يقيناً أن الخير قادم بعد الله على يديهم, وسيتغير واقع المحافظات الجنوبية التي كانت ترزح تحت أقدام الظلم والتهميش والتجاهل من قبل نافذي صنعاء ومحروقهم الذين عاثوا فسادا, بل أن البعض منا ذهب لأبعد من ذلك خصوصا أن عدونا مشترك, وهدفنا مشترك..

إلا أنه للأسف خابت بعض ظنوننا إن لم تكن كلها, وكان مصيرها التجاهل وعدم الإهتمام بها من قبل إدارة الرئيس هادي رغم حساسيتها وأهميتها وضرورة معالجتها, ولا ندري ما الحكمة والمغزى من تركها وعدم البت فيها وإيجاد الحلول الجذرية لها, بدلا من تركها هكذا, فلا هي (حية) ولا هي (ميتة), ولا ندري هل السياسية ومكايداتها وربما أبعادها القذرة تقضي أن تظل حال بعض الأمور كما هي عليه دون التعامل معها بجدية ولو من منطلق المسئولية والضمير..

ربما يكون الأمر أكبر من تفكيرنا وفوق نظرتنا البسيطة, لأننا نحن ننظر إلى الأمور من منظور الإنسانية التي تتألم وتتوجع وتحزن عند حدوث مصيبة أو حلول نكبة بأحد, وليست كتلك النظرة السياسية التي تتعامل مع الواقع من منطلق (الربح) والخسارة السياسية وليس الإنسانية..

عل أبرز واهم تلك القضايا الشائكة التي حتى اللحظة ليست في حسبان الرئاسة أو خططها, بل وأعتقد أنها لا تهمة البتة, هي مسألة الحسم العسكري في (مكيراس) وثره, رغم الخطر المتمثل في وجود مليشيا الحوثي وقوات المخلوع في هاتين المنطقتين اللتين تعتبران بوابة عبور ومنفذ حيوي هام صوب مناطق ومحافظات الجنوب, وكذلك ما يتمثل من خطر داهم ومحدق طال المواطنين وأضر بهم كثيراً..

وما يؤكد كلامي هذا هو أن الرئاسة وقوات التحالف لا تزال تتجاهل مكيراس وثره رغم مرور خمسة أشهر على تحرير عدن ومعظم مناطق أبين, ولم تهتم بها أو تحاول أن تحسم الأمر عسكرياً وتخلص البلاد والعباد من هذه الآفة وهذا الشر المستطير المحدق بأبين عامة ولودر خاصة..

لودر ومناطقها كانت تحت نيران مليشيا الحوثي وقوات المخلوع وتعرضت للقصف الهمجي والعشوائي والإجرامي وتضرر الكثيرين من هذا, ولم يحرك أحد ساكن ولم (يرف) لأحدهم (جفن), ولست أدري هل ينتظر الرئيس وقوى التحالف أن تصبح لودر ومناطقها (رميم) وركام, ويغدوا أهلها (جثث) هامدة ..؟

أتمنى أن يعي الرئيس هادي جيداً وقوات التحالف أن تمركز الحوثيين في مكيراس وعقبة ثرة هو بقاء الخطر, وبقاء المشاكل, وبقاء المواطنين وقرآهم في مرمى نيران مليشيا الحوثي وقوات المخلوع وسقوط المزيد من الضحايا الأبرياء.