fbpx
رسالة الى من يفهمون الاسلام بالمقلوب!

بقلم /نبيل محمد العمودي
كونوا كالطبيب الذي يعالج المرض و لا تقتلوا المريض!
في رائعة من احد روائع خطب الجمعة، تناولت الكثير من الأفكار المغلوطة لدى بعض شبابنا اليوم و التي تجعلهم يقومون بأفعال تصل الى حد تكفير الأخرين و لعنهم و قتلهم!!

اين هولاء من سماحة الإسلام،و ما أسمى قيمه وتشريعه؟!
فكلمة واحدة تعصم الدماء وتحمي الأموال و العرض، وتمحو ما تقدم من سيئات، كلمة واحدة تجب ما قبلها، كلمة عظيمة
“لا إله إلا الله محمد رسول الله”

فأي أفكار استطاع شياطين اليوم أن يغرسوها في أدمغة اطفالنا و مراهقينا الانتحاريين ليصنعوا منهم و باسم الإسلام، و هو منهم براء، جعلوا منهم قنابل و أحزمة نأسفة تفجر حشود الابرياء المسلمين لتمزق أجسادهم الى أشلاء دون تمييز و لا رحمة و لا خوف من الله؟!

بدلا من أن تكونوا دعأة خير و صلاح و تكونوا كالطبيب تعالجون المرض و لا تقتلون المريض..
فكيف استطاع هولاء شياطين الأنس ان يعبثوا بدماغهم و يحرفون سلوكياتهم و تصرفاتهم ليصبحوا اعداء لمجتمعهم و أهلهم و أخوانهم؟!
كيف سحروهم و سلبوا عقولهم ليجعلوا منهم مأكنات تحصد أرواح الأبرياء بدم بارد؟!
و كيف استطاعوا ان يملأوا قلوبهم بكل ذلك الحقد و الكراهية؟!
كيف جعلوهم يغفلون عن قييم دينهم و سماحته؟!
كيف يتفاخرون أنهم مسلمون بينما يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق!
و الاستثناء في العبارة السابقة، الا بالحق، ليسوا هم المخولون بتقييم أعمال الأخرين، ان كأنت حق او باطل..
و تكفير الناس و لعنهم بسبب فهم خاطئ لأية قرآنية..
فهناك سلطة شرعية هي الوحيدة التي تصدر مثل هذه الاحكام و الا لدخلنا في فوضى عارمة و انتشر الهرج تماما كما هو حالنا اليوم!

***اللعن***

لعل مما يصلح شاهداً على تأصيل فكرة الفصل بين ” المرض ” و ” المريض ” ، ما ورد في السنة النبوية من لعن المعصية ً ومنعه عليه الصلاة والسلام للعن مرتكبها بشخصه وعينه .

ففي الحديث الثابت عن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” لَعَنَ اللهُ الْخَمْرَ، وَلَعَنَ شَارِبَهَا، وَسَاقِيَهَا، وَعَاصِرَهَا، وَمُعْتَصِرَهَا، وَبَائِعَهَا، وَمُبْتَاعَهَا، وَحَامِلَهَا، وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ، وَآكِلَ ثَمَنِهَا ”
وهذا بلا شك ذم وتجريم لهذا الفعل !

ولكنه عليه الصلاة والسلام في حديث صحيح آخر عندما أوتي برجل شرب الخمر فأمر بجلده اقامة للحد ، قال أحد الصحابة:
لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به ، فقال عليه الصلاة والسلام : ” لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله ” ، فنهى عن لعن الشخص بعينه مع كونه ارتكب كبيرة ملعون مقترفها!

***التكفير***

لا يلزم من تكفير القول أن يُكفر القائل !
و يجب الفصل بين حكم القول وحكم القائل ؛
يذهب المحققون من أهل العلم إلى أنه : لا ينبغي يُطلق على قول بأنه كفر ، أن يُحكم على كل من قال به من المسلمين بأنه كافر ،
وفي تقرير ذلك يقول أبو العباس ابن تيمية : أن القول قد يكون كفرا ، فيطلق القول بتكفير صاحبه ، ويقال من قال : كذا فهو كافر ، لكن الشخص المعين الذى قاله لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة..
الإمام أحمد بن حنبل يحكم بأن مقولة : القرآن مخلوق تعد كفراً ، ولكنه لم يكفر الخليفة المأمون وولاة الأمر من بعده ممن أظهروا القول بتلك المقولات ، مع أنهم قد سجنوه وعذبوه وجلدوه ، فهل هذا يعد تناقضاً منه رحمه الله كما قد يتوهم البعض ؟
الإمام ابن حنبل رحمه الله يرى أن تكفير الشخص المعين المحدد كالمأمون يتطلب تحقق شروط وانتفاء موانع ، وقد تتخلف بعض الشروط فلا يصبح تكفير الشخص المعين وجيهاً ، وعندما تتوفر كل شروط تكفير المعين ، ينظر العلماء في موانع التكفير أي أشياء مثل الإكراه أو الجهل أو التأويل الخاطئ ، فيعذرون المعين!

**القتل**

كما انه قد انتشر الاسوأ في وقتنا الراهن نوع خطير من انواع الفتنة و التي يمثل القتل احد اخطر انواعها.
فأصبحنا نسمع قتلا بشكل يومي نكاد أن نعتاده في سلوكنا اليومي، و شئيا فشيئا يصبح طبيعيا، و هنا تكون الكأرثة حيث يستهين الناس ب أرواح الأخرين فيصبح القتل الخيار الأول لحل المشاكل فيما بيننا..
عن أبي هريرة رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(( لا تقوم الساعة حتى يَكْثُرُ الْهَرْجُ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْهَرْجُ ؟ فَقَالَ: القتل، القتل… ))
لا يدري القاتل لمَ يقتل، ولا المقتول فيمَ قتل، يوم يذوب قلب المؤمن في جوفه مما يرى، ولا يستطيع أن يغير، إن تكلم قتلوه، وإن سكت استباحوه!
هناك امثلة كثيرة نستمدها من احاديث شريفة و مواقف كثيرة وقع فيها الصحابة تظهر لنا أن من يستبيح دم اخيه المسلم يقع في الفتنة الى درجة الكفر
عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله، أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار. فقاتلني. فضرب إحدى يدي بالسيف فقطعها. ثم لاذ مني بشجرة، فقال: أسلمت لله. أفأقتله يا رسول الله بعد أن قالها؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تقتله”
قال فقلت: يا رسول الله إنه قد قطع يدي، ثم قال ذلك بعد أن قطعها، أفأقتله؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تقتله، فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله. وإنك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال”!
ماذا تريدون اوضح من هذا الحديث و الحدث لصحابي جليل و كافر قال كلمة الاسلام قبل أن يقتل..
بينما انتم تسفكون دم لرجل مرور تحت تبرير أنه طاغوت لانكم تحكمون أنه يعمل لحكومة طواغيت لأنهم يتعاملون مع الكافرة أمريكا!!
لا ندري بأي ذنب تقتلونا؟!
انتم تقتلون رجل المرور و رجل الأمن و الحارس و الجنود و المأرة و الموظفين بل و من كانوا في خندق الدفاع عن الدين و الأرض و العرض، و الابرياء أطفالا و نساء و شيوخ …
بماذا تتميزون عنا؟!
من اعطاءكم الحق في سلب حيوات المسلمين العزيزة علينا؟!
جميعنا نشهد أن لا اله إلا الله و أن محمد رسول الله بل و منا من يواظبون على صلواتهم و منا من يقوم الليل و يقوم الفجر ليناجي ربه..
بل أن منا من هو أكثر تقوى مما يعتقد بعضكم
فبأي ذنب تقتلونا؟!
الله المستعان!