fbpx
بحاح يفجر مفاجئة صادمة للشعب اليمني : المليشيات نهبت ” 1.5 تريليون ريال ” من البنك المركزي وعبثت بالنظام المالي والنقدي المصرفي ” نص البيان الصحفي “
شارك الخبر

يافع نيوز – خاص :

فجر نائب الرئيس رئيس الوزراء المهندي خالد محفوظ بحاح، مفاجئة للشعب اليمني، عن حجم الاموال التي نهبتها مليشياتا لحوثي والمخلوع من البنك المركزي، الى جانب عبثهم بالنظام المالي والنقدي المصرفي .

وقال بحاح في مؤتمره الصحفي الذي عقده اليوم بابزظبي : أن الأرصدة المسحوبة من البنك المركزي في صنعاء بلغت نحو  يمني منذ بدء الأزمة حتى نهاية 2015، و”استخدم جزء أساسي من هذا المبالغ في تغذية عمليات المتمردين الحربية ضد الشعب اليمني”.

نص البيان الصحفي لبحاح : 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المهم أن نلتقيكم هذه المرة ونحن نمرُ بذكرى تاريخية شكّـلت مُنعطفاً في مجرياتِ الأحداث التي تشهدُها بلادنا الآن، فقبل تمام العام من هذا اليوم وتحديدا في التاسعِ عشرمن يناير 2015م كُـنّا في العاصمة صنعاء ندفع عنها بَغي فئةٍ متمردة قادت انقلابا على الدولة ومؤسساتِها وصادرت حُـلم أبنائها، ففي مثل هذا اليوم من العام الماضي تم الانقلاب العلني على الشرعية وتم استهداف القصر الجمهوري ومنزل رئيس الجمهورية ومحاولة اغتيال لرئيس الحكومة، وفرض الإقامة الجبرية على أعضاء الحكومة الأمر الذي جعلنا نوقن بأنها بداية نفقٍ مظلم أُرغمت البلاد على الدخول فيه مليشيا الانقلاب، حتى أعلنا عن استقالتنا لكي لا نكون جزءاً من دمار بلدً تُمسك فيه مليشيات بزمام الأمور عُـنوةً، وحتى لا نكون شركاء في تلك الجريمة، فالوطن ومنذ ذلك التاريخ وهو يعيش لحظات عصيبة حاولنا قبلها أن ننقذ ما يمكن إنقاذه، وأعلنا في يناير الماضي بأن عام 2015م سيكون عاماً للتعليم كدلالة واضحة على حسن نوايانا لعمل شئ لهذا الوطن ولإيماننا الراسخ بأن التعليم هو المفتاح إلى اليمن الجديد، إلا أن استمرار الإنقلابين في غـيّهم أوصلنا إلى حالنا اليوم الذي نحن عليه، بعد أحداث مؤسفة ومؤلمة نعلمها جميعا.

عامٌ مضى أدركنا فيهِ تماماً بأن لا مناص من كسب التحدي والعودة مرة أخرى إلى العمل الوطني، في ظلِّ صعوبات عديدة تصغر أمام عزائمنا وتكاتفنا، فتحية لكل أبناء اليمن الأبطال، الذين يسطّرون ملاحم من الصبر والصمود في وجه مليشيا مسلحة همجية تحاول استباحة الوطن في سابقة خطيرة لم يشهد لها تأريخ منطقتنا العربية مثيل.

الإخوة والأخوات..
ونحن نقف الآن في هذا الموقف، تجدر بنا الإشادة بكافة أبناء قواتنا المسلحة والأمن في شتى ربوع بلادنا، أنتم حماة الأمة والشعب ونعول عليكم كثيراً وأنتم أملنا الدائم في الدفاع عن هذا الوطن، وجباهُكم السمر تَحظى بقبلاتنا جميعاً، ودعواتُنا تحفكم، فالنصر حليفكم وحليفنا بإذن الله.
كما نُـثني على الدور الكبير لقوات التحالف وجميع أبطالها، ومَـن قدّموا أرواحهم منهم نصرةً لشعبنا وسند لوطننا، ونثمّن الموقف التأريخي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وجميع قادة وزعماء دول التحالف في الإستجابة لنداء اليمن وإطلاق عاصفة الحزم وإعادة الأمل.

السيدات والسادة ..
أنه لمن دواعي سرورنا اليوم أن نُعرب عن افتخارِنا بدمج عددٍ من أفراد المقاومة في الجيش وانخراطهم في تدريبات منتظمة تجعلهم أكثرَ كفاءةٍ وثقةٍ بأنفسِهم، بعد أن قدموا صورا في التضحيةِ والمبادرة، فاستحقوا أن يكونوا ضمن مؤسسةِ الجيش الوطني، صاحب الشرف في حماية الوطن، حيث الولاء لله ثم الوطن، ونؤكد بأن أمامنا المزيد لتحقيقيه على أرض الواقع، بعيداً عن فوضى الجماعات المسلحة والمليشيات والتطرف.
فقد أًصبحنا اليوم نواجه إرهابا دخيلا بأشكال متعددة، هدفه سفك الدماء وقتل الأبرياء وتدمير المدن وإقلاق السكينة العامة، والذي يشكل كثير من الخطر على المناطق المحررة، في الوقت الذي تأمن بطشه مليشيا الانقلاب من جماعة الحوثي صالح.
فلا سبيلَ لنا إلا إقتلاعَه ومحاربتَه في كل المدن والعمل على تحصين شبابنا عن فكرِه الضال ونهجه المنحرف الذي يهدد السِّلم والسلام، ولن يتم لنا ذلك إلا بمساهمةِ كل الجهات، وجهودٍ مشتركة بين الدولة والمجتمع.
فتواجد هذه الجماعات المتطرفة.. حال دون إستكمال الإعمار في المناطق المحررة وشكَّـل تواجدها إرتداداً في المُضي قدما لترسيخ الأمن والإستقرار في تلك المناطق، وليس ببعيد أن تكون على علاقة بأطراف معروفة في الساحة اليمنية، غير أن يقيننا راسخ بزوالها وأن حصانة شعبنا ومدنيته وسلميته، ستلفضهم كما رفضتهم.

الإخوة والأخوات..
إننا نعي بأن مهمة السلطات المحلية مهمةٌ للغاية، لذا فإننا نتجه في هذا العام لكي تكون كلُ مديرية بسلطتها المحلية قادرة على إيجاد الحلول للمشكلات التي تواجه المواطنين وأن تتحمل في المديريات والمحافظات مسؤليتها في ظل اعتلال السلطة المركزية بالعاصمة صنعاء، ونؤكد دعم الحكومة الكامل لتلك السلطات وتقديم كل الإمكانات المتاحة لهم والعمل معهم لكي نؤسس لنظام محلي قوي يتمتع بكافة الصلاحيات التي تجعله مساهما إلى جانب الحكومة في إنقاذ الوطن ومجتمعنا الحضاري العظيم.

إن الحكومة بعد تحقيق الكثير من المكاسب والانتصارات خلال العالم الماضي، سوف تُولي الجانب الاقتصادي أهمية خاصة في العام الحالي لمعرفتها التامة بأهمية هذا الجانب وما له من أثر على كل الأصعدة ومختلف الجبهات، فهي تعمل على تحريك الحياة الاقتصادية وإنعاشها في المحافظات المحررة ودعم الحياة الاجتماعية في المجتمعات المحلية من خلال إعادة الخدمات العامة كالصحة والتعليم والمياه والكهرباء والطرقات وغيرها، وتعبئة وحشد الموارد المحلية لهذا الغرض والدعم الخارجي. حيث تم توفير تخصيصات مالية لتمويل هذه المشاريع بمبلغ يقدر بعشرين مليار ريال يمني للربع الأول من عام 2016م، كما يتم حاليا الحصول على دعم خارجي مباشر للميزانية العامة للدولة لهذا العام.

إننا نُدرك أن مليشيا الحوثي صالح مارست العبث في النظام المالي والنقدي والمصرفي مما نتج عنه عُجوزات كبيرة في الموازين الاقتصادية، فقد بلغت الأرصدة المسحوبة من البنك المركزي في صنعاء نحو ترليون ونصف الترليون ريال يمني في نهاية 2015م حيثُ قُيدت قرض مباشر على حساب عام الحكومة، وقد استخدمت المليشيا جزء أساسي من هذه المبالغ في تغطية عملياتها الحربية ضد أبناء الشعب تحت مبرر أنها نفقات أجور ومرتبات، كما أن ميزان المدفوعات سجل عجزاً كبير حيث انخفض الإحتياط الخارجي من 5.2 مليار دولار في سبتمبر 2014م إلى نحو 2.3 مليار دولار في نهاية 2015م يتضمن الوديعة السعودية البالغة مليار دولار.
وتسعى الحكومة اليمنية حاليا الى وضع حد لهذه الممارسات لميليشا الحوثي صالح والحفاظ على المنظومة المالية والمصرفية وجعلها في خدمة السياسة العامة للحكومة ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والوفاء بإلتزاماتها للشعب، واتخاذ الإجراءات القانونية والفنية التي تؤمن ذلك ووضع كل من خالف القوانين امام المساءلة والمحاسبة القانونية.

إن ما تمر به اليمن يأتي في إطار تغيرات إقليمية وتجاذبات تتجاوز خارطة بلادنا، وما وصلنا إليه هو نتاج غفلة في حقبات سابقة من الزمن حالت دون المساهمة المنظمّة والمجدية للارتقاء بالتنمية في اليمن ودعم نهضته، وما نحن فيه يحتاج إلى رؤية وخارطة جديدة تضمن التقارب الأكبر على مختلف الأصعدة بين اليمن وجيرانه الأشقاء في شبه الجزيرة وإعادة النظر في التعامل مع بلادنا وعدم نكران خطورة المستقبل المحدق بها والمنطقة ككل.

لذا فإن علينا ونحن نبحث عن أي حلول لهذه الأحداث والمتغيرات.. أن نُجيب عن التساؤلات الفعلية التي تضمن عدم تكرارها.. وتقطع دابر من له أطماع في منطقتنا العربية وشبه الجزيرة على وجه التحديد، فاليمن تمر بتحدي كبير وهي عمق استراتيجي للمنطقة وظهرً لها، ويجب أن لا تترك وحيدة، ونحن نثمـن موقف مجلس التعاون لدول الخليج العربية على ادراكه للخطر المداهم لليمن وفطنتهم التي استدعت وقوفهم الشجاع مع بلادنا، الأمر الذي يتطلب التفكير بمزيد من الخطوات الإيجابية في التعاطي الشامل بين بلادنا والخليج، بما يضمن المصلحة المشتركة لنا جميعا ونحنُ قادرونُ على ذلك بإذن الله.

السيدات والسادة
قبل أن أختم حديثي هذا أود أن أشير إلى أن القيادة السياسية في بلادنا ممثلة بفخامة الأخ عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية وكافة أعضاء الحكومة لهما دعاة سلام وهدفنا أستقرار اليمن وإزدهاره ونؤكد في ذات الوقت سعينا لإنجاح أي مشاورات جادة تُفضي إلى سلام حقيقي ودائم،
وإننا نثمن جهود الأمم المتحدة وأمينها العام السيد بان كي مون وكذا ومبعوثه الى بلادنا السيد إسماعيل ولد الشيخ ونتمنى له التوفيق في جميع مهامه ولا ننسى الجهود الكبيرة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وأمينها العام سعادة الدكتور عبداللطيف الزياني.
كما نؤكد بأننا في الحكومة مسؤلين عن رفع معاناة أبناء هذا الشعب وهموم 22 محافظة يمنية، وإنني أجدها مناسبة لمخاطبة رؤوس الانقلاب الآثم.. وتوجيه رسالة صادقة لهم اقرؤوا التأريخ جيدا، وأنظرو مصيرا من يقف أمام شعبه ويتسبب في معاناته بهذه الطريقة القاسية، فأيُ مكاسب تبحثون عنها وأيُ شئ تحملونه في قلوبكم يدفعكم على الإضرار بهذا الوطن الذي نبتت أجسادكم من خيراته، دعوات الأطفال والنساء والأبرياء ستصيب كل من عبث بأمنهم وسلامة عيشهم فالله يمهمل ولا يهمل.

بلادنا في مفترق طرق، ولن نتجاوز هذه الحقبة إلا بتضافر الجهود فهو نداء لكل العالم بأن يلتفت إلى معاناة هذا الشعب ويسهم في رفع البلاء عنه فبالاضافة الى ما تفعله الحرب بأهلنا نجد أن ظروفا صحية صعبة في بعض المدن، فهاهي حضرموت وعاصمتها المكلا وعدد من المناطق تعاني من الحمُيات وحمى الضنك تحديدا والتي راح العشرات ضحيتها،
وهناك محافظات تستغيث من جور الحصار الظالم، فتعز تنادي وتعاني وغيرها أيضا، لذا فإننا نتوجه لكل المنظمات الصحية والجهات الإغاثية المانحة للمساهمة بفاعلية، وسوف تكون الحكومة خير معين لهُم في ذلك،

ختاما أتوجه بخالص الشكر لكل دول التحالف وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على جهودهم الكبيرة ووقوفهم الى جانب شعبنا، كما هي التحية لكل الأشقاء في دولة قطر والكويت والبحرين، وسلطنة عمان وكذا بقية الأشقاء في الأردن والسودان ومصر والمغرب وجيبوتي وكل من وقف معنا وبلادنا تمر بهذا الظرف الاستثنائي، ونعدكم أن نبقى حاملين لكم مشاعر الوفاء والعرفان.
حفظ الله بلادنا وأنعم عليها بالامن والإستقرار ورحم شهداء الوطن وشافا جميع المصابين والجرحى .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

أخبار ذات صله