fbpx
فلندع الشمال وشأنه

بقلم / يحيى بامحفوظ
ان التفاصيل التي يرى البعض إنها صغيرة وليست ذات أهمية قد تحمل في مضمونها دلالات معنوية كبيرة وقد تصنع أو تؤسس لحدث اكبر, ففي مقال سابق وتحديدا مع بدايات التحضير للحوار اليمني, قلنا: (ان الإصرار على تجاهل القضية الجنوبية يضع اليمن على الطريق السريع للانهيار) وهو ما حدث فعلا, فما حدث بعد ذلك يؤكد دقة ما ذهبنا إليه, لأن القضية الجنوبية هي محور حلحلة الوضع في اليمن لمن أراد وضع حد لما حدث ويحدث, إنها حقيقة الواقع المدموغة بالأدلة والبراهين, ولا يستطيع أحداً تجاهل ذلك الأمر, لذلك نقول لمن لازالوا يفكرون بعودة الجنوب إلى باب اليمن, كفوا عن لعب الأدوار السلبية و محاولات إعادة احتلال الجنوب, خاصة بعد ان بخرت المقاومة الجنوبية و سخونة أرضهم ما تبقى من قطرات رذاذ الوحدة المهترئة.
لقد اثبت الشماليون في حربهم هذه بأنهم يدا واحدة إلا من قلة ممن لهم سوابق في إذاقة الجنوبيين الويل ونهبوا واستباحوا ما تطاله أيديهم, فلجئوا إلى الرياض للحاق بركب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي, وكان بديهياً أن يصبّ هؤلاء جام غضبهم على الجنوبيين، بعد ان رفض أبناء الجنوب تواجدهم على أرضهم, أما في داخل الشمال نرى أبناء الشمال يدا واحدة, فلا جيش ولا أمن ولا شيء مع الرئيس اليمني, الجنوبي الأصل إلا بعضا من شيوخ القبائل ومرتزقتهم يبيعون ويشترون في سلاح التحالف بل ويقتلون إخوة لهم جاءوا لمساعدتهم وهي عادتهم, فبطرفة يتحولون إلى النقيض تماما, إذاً ماذا بقي لكم معهم؟, ماذا تريدون منهم؟, هل تريدون ان نحتلهم مثلما احتلوا الجنوب؟, لا اعتقد بأن هناك جنوبي يرغب في ان يقال عنه محتل.
ان الاستمرار في ذلك الاتجاه أمر غير مبرر, لكن في المقابل لا يعني ذلك ان نترك الاقتتال في الشمال يستمر بل يجب ان نعمل مع التحالف على استتباب الأمن هناك لنأمن شر المليشيات الحوثية وقوات صالح وتدمير قدراتها العسكرية بشكل كامل ليأمن الجيران والتحالف شرهم وشر من يقف خلفهم أيضا, ونقدم ما نستطيع ان نقدمه لهم ونساعدهم في بناء دولتهم كيفما شاءوا دون تدخل مباشر منا في شئونهم ان لم يحاولوا الالتفات إلينا واستفزازنا.
فلندع الشماليين وشأنهم ان كنا صادقين و إن كان لدينا من العقل بقية!, فلنلتفت وبقلب جنوبي واحد لبقية محافظات الجنوب ونحرر ما تبقى منها ونعمل على تأمينها ونشرع في إعادة بناءها ونعمل جادين على ازدهارها.