fbpx
التبشير المسيحي و الشيعي

علي محمد جارالله

كنت صغيرا في بداية الستينات من القرن الماضي .. انا من مواليد 1952 في مدينة عدن ، لم اكن اعرف ما هو الدين المسيحي، و لا اعرف ايش هي الطائفية، و لا اعرف لماذا المسيحيون يريدون تحويل ما استطاعوا من المسلمين الى المسيحية؟

كنت صغير على هكذا تفكير طائفي عنصري.

علموني اهلي ان اصلي، و الحمدلله صليتها من يوم عرفت لماذا اصلي …

كانت هناك قريب من حارتنا في الشيخ عثمان مستشفى صغير اسمه “مستشفى عفاره”، و كان الانجليز يستخدموه كل يوم أحد كبؤرة تبشيرية .. كنت اذهب اليها مثل كل الاطفال في حارتنا و الحارات المجاورة .. كان المسؤولون عن التبشيرية يطفئون الاضواء، و يأتون بطفل صغير يحمل ضوءا صغيرا و يقولون لنا هذا نور المسيح .. و نحن الاطفال نصرخ بعفوية “سبحان الله .. و لا اله الا الله .. و ان محمدا رسول الله”، فتشعل الانوار و يوزعون علينا الحلويات.

استمرت هذه الارسالية كما كانوا يسمونها Scottish missionary فترة و لكن عندما عرفوا ان الموضوع صعب تحقيقه في الشيخ عثمان نقلوه الى مكان أخر او بلد آخر .. لا اتذكر.

لا اعرف من كان يضحك على من .. لا هم اقنعونا بالتحول الى مسيحيين، و لا نحن اقنعنا انفسنا بعدم الذهاب .. نحن كان لنا هدف الشيكولاته الجميلة و بس.
الانجليز عرفوها متأخرين انهم فشلوا، اولا انهم عملوها في الشيخ عثمان، ثانيا كانت قراءتهم تبشيرية واضحة، و ليست مقننة سياسية، كما عملوها في دول أخرى بعد فشلهم في الشيخ عثمان.

كنا و نحن صغار نسأل انفسنا “طيب ليش يقولوا لنا هذا الكلام؟ … هل نحن كفّار؟” .. لم يستطيعوا الأجابة على سؤالنا البريئ… و أحترنا نحن..

انتهى الموضوع و كبرنا، و عرفت بريطانيا بكل عزها و جبروتها انها لن تحول حتى بعض اهل عدن الى مسيحيين.

و كبرت انا و بدأت افكر لماذا المبشرون المسيحيون كانوا يريدوننا ان نصبح نصارى؟ سافرت الى اوربا و بريطانيا بالذات التي اعشقها، و ذهبت الى امريكا و لي اصدقاء كثيرون، و لم ارى ان الانجليز او الاوروبيون او الامريكان كانوا متدينون؟ اقصد قليلون جدا يذهبون الى الكنيسة يوم الأحد و يسمعون لحديث القسيس  فقط… و بعدها يذهبون الى الحانات و ينسون كل ما قاله القسيس!!

اذا التبشير الانجليزي و الفرنسي للمسيحية في بلاد العرب و في افريقيا و بعض الدول الاخرى سببا لاحتلال تلك البلاد و البقاء فيها، و من اكثر الأمثلة الجزائر، و بشكل عام الدول العربية في شمال افريقيا.

هذا الموقع للأستاذ العمري به صور عن المواقع التبشيرية في عدن:

http://www.alamree.com/alboum-aden_213.htm

تعمل ايران الآن نفس ما كان يحاول ان يعمله الاستعمار البريطاني و الفرنسي لدول العرب… اهداف ايران الاستعمارية تتمثل في احتل بلاد العرب من عدن الى شمال افريقيا.

ايران بقيادتها الحالية الموتورة تبحث عن نهاية لها … نحن العرب نقول و نكتب في كل دساتيرنا أن ديننا هو الاسلام فقط، و أما ايران فينص دستورها على اعتماد المذهب الجعفري الإثني عشري دون غيره من المذاهب الإسلامية … اذاً هل اسلام ايران غير اسلامنا؟ اذاً هل ما يقوله لنا الايرايون الآن هو شبيه بما قاله له لنا زمان المبشرون البريطانيون في الشيخ عثمان؟

اتحدى ايران:

  • ان تسمح ببناء مسجدا جديدا لسنة ايران …
  • ان تقول لي منذ ان اصبحت مسلمة من قاتلت غير المسلمين؟

هناك حقيقة يجب ان ندركها نحن العرب، أن اوروبا و أمريكا تدرك ان العرب اقوى كيان في الشرق الاوسط، لقد سلّمت بريطانيا الاحواز العربية لأيران كما سلمت الاراضي الفلسطينية للصهاينة لاضعاف العرب باعتبارهم أكبر قوة في المشرق، و أن الشعارات المضادة التي يطلقها الغرب ضد إيران و العكس ليست إلا مجرد كذب، فالغرب صديق لإيران و لم يكن يوما حليفا للدول العربية بقدر ما هو مساوم لهم لنهب ثرواتهم.

اذا انتصر الاحواز العرب في التخلي عن ايران فهنا سنرى كيف تركع ايران للعرب،

و كلنا نعرف كيف أن المملكة العربية السعودية بعاصفة الحزم خلقت توازنات واستراتيجيات في المنطقة وصفعت صفعة قوية لإيران لن تنساها .. لانها اضهرتها على حقيقتها و في حجمها الحقيقي.

لهذا نعود للتبشير، فأيران تستخدم تقيتها الشيعية المعروفة لتحويل سنة العرب الى المذهب الجعفري الاثني عشري، كما عملوا للعلويين في سوريا، كما عملوا للحوثيين في صعدة، كما عملوا لحزب الله في لبنان … حاولوا ان يعملوها في الجنوب، و لكنهم ذاقوا الوجع من مقاومة الجنوب، و كأن التاريخ يرسم سقوط الدولة الفارسية الحالية من الجنوب.