fbpx
مجتمع عدن ومسئولية سد الفجوة الأمنية

قلناها مرارا وتكرارا وسنقولها مجددا إن عدن ليست بمأمن ولن تنعم بالامن والامان طالما لم تتخذ عدد من الاجراءات العملية وبسرعة قبل ان تخرج الامور عن سيطرة السلطات بمختلف تخصصاتها فيها وقبلها السلطة الشرعية التي أتخذت منها عاصمة لها ومركز لعملياتها العسكرية في حربها الدائرة رحاها مع المخلوع وقوات الجيش اليمني المأتمره بأمره والجيش المليشاوي الحوثي في عدد من مناطق الجنوب ومحافظات الشمال .
فحقيقة كلما تفائلنا قليلا بتحسن الوضع الأمني في العاصمة عدن بعد أي عملية تنفذها الاجهزة الامنية البادئة من الصفر نعود مره أخرى للشعور بالتشاؤم عندما نرى تلك الجهود الجبارة المبذولة من قبل محافظ عدن ومدير شرطتها ورجال المقاومة الحقيقين والشرفاء تتعرض للانتكاسة بفعل نجاح أعداء عدن والجنوب الحاسدين على أهلها العيش في سلم وامان من خلال تنفيذ عمليات أغتيال خيرة أبناء الجنوب الذين حمو حماها وذاذو عنها في أصعب وأسوى ايامها .
نعم هناك رجال صادقون يقودون عدن رجال ليسو في حاجة للتعريف بحبهم لها وللجنوب وليسو في حاجة للتعريف بمواقفهم وسرد سيرتهم النضالية .
نعم هناك الالاف من قيادان وشباب المقاومة الصادقين حملو روؤسهم علة أكفهم عندما أستدعاهم واجب الدفاع عن عدن وعن الجنوب .
نعم هناك مجتمع مدني راقي يرفض العنف والتخريب مجتمع محب لوطنه وعاصمته يقف قلبا وقالبا مع قيادة عدن ، نعم هناك دعم مالي ولوجستي كبير تقدمه دول التحالف العربي والمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتخدة في طليعتها لعدن في سياق تثبيت الامن فيها وإعادة أعمارها وتطوير بنيتها التحتية.
لكن هناك شيئا ماء يبقى مفقودا ، شي مهم مفقود جعل من كل ماسبق ذكره من جهد ودعم غير مجديا حتى الآن على الأقل. شي أفسد كل جهود الشرفاء والاشقاء وجعل المنظومة الأمنية مخترقه وأمن العاصمة تحت رحمة عصابات أجرامية أستعدت جيدا فيما يبدو لإرباك كل جهود إعادة بناء عدن عبر ما نفذته من عمليات قتل طالت قيادات تنفيذية وأمنية عسكرية ونضالية كبيرة وليس عملية الشهيد جعفر محمد سعد أولها ولا عملية محاولة أغتيال القائد عيدروس الزبيدي محافظ عدن ومحافظ لحج ومدير شرطة عدن وماقبلها وما بعدها من عمليات طالت عناصر أمنية كثر ستكون آخرها فمشروع تلك العصابات الاجرامية كبير وطويل الامد وقائمة المستهدفين مؤكدا ستكون طويلة ومتنوعه.
فنحن كما عرفنا أجندة مشروع تلك العصابات من خلال أستخلاصنا لخطواتها العملية نعرف كذلك صعوبة بناء جهاز أمني متكامل في العاصمة بين ليلة وضحاها فنظرا لتوقيت جهود الشروع في بنائه ومن نقطة الصفر مقارنة بتوقيت تدشين عصابات الاجرام مشروعها الاجرامي الخطير وتكثيف نشاطها وتنفيذ خططه بشكل متسارع فالمقارنة غير متكافئة بل نستطيع القول ان كفة التفوق تميل لمصلحة تلك العصابات المدعومة بكل ادوات إنجاح مشروعها الهادف لإبقاء عدن قابعة في دائرة الفوضى بل وإخضاعها للوقوع في قبضة قياداتها وتحت رحمة بلطجة عناصرها المدينة بالولاء لأعداء عدن والجنوب كافة والتي يعرفها العالم أجمع قبل الشعب الجنوبي .
وبناء على ما سبق يجب ان نعي تماما إن الوضع الأمني الراهن حتى وان تحققت له بعض الانجازات الأمنية النوعية إلا انه سيستمر وعمليات تلك العصابات ستستمر وستحصد روؤس جنوبية جديدة وذلك يعود لجاهزيتها من كافة النواحي خصوصا ان خطوط إمدادها بالمعلومات والدعم المختلف ماتزال مفتوحة تزامنا مع تواصل جهود بناء الجهاز الأمني التي تسير وفق خطط عملية وزمنية مدروسة تتطلب المزيد من الوقت والجهد والعمل الدوؤب حتى استكمال المشروع الأكبر والأهم الذي تحتاجه عدن في المرحلتين الراهنة والمستقبلية.
وهناء يأت دور المجتمع في سد تلك الفجوة الناتجة عن فوارق جاهزية المنظومة الأمنية وعصابات القتل الاجرامية التي تعد المنفذ الوحيد الذي تمر منه تلك العصابات نحو أختراق السياج الأمني الحالي للعاصمة عدن والعبث بها وقتل كوادرها الأمنية والعسكرية الذي تحتاجهم اليوم أكثر من أي وقت مضى .
فاليوم تقع على عاتق المواطن العدني خاصة والجنوبي بشكل عام مسئولية كبيرة وتاريخية في تغطية القصور الأمني من خلال تعاونه الكامل مع الأجهزة الأمنية المتواجدة في الميدان في رصد مواقع وتحركات أفراد وقيادات القتلة والمخربين واتصالاتهم وعلاقاتهم والابلاغ عنها كما على القيادات الأمنية غربلة القوات المرؤسة من قبلها والتاكد من خلوها تماما من المندسين فيها والتدقيق جيدا في عملية أختيار العناصر التي يتم تجنيدها في الجهاز الأمني ووضع معايير وشروط وطنية دقيقة لقبولها كعناصر أمنية مستجدة وتكثيف برامج التوعية لها خلال فترة التدريب بما يكفل تحصينها تماما من الاختراق وتقوية مناعتها ضد الغزو الفكري المتطرف وغرس شتلات الولاء والانتماء الوطنيين فيها قبل إرسالها إلى ميادين العمل الأمني في ربوع العاصمة الحبيبة .

احمد بوصالح