fbpx
الصديق اللدود

إلى كل مرضى السكر الذين يحترقون بنيران ارتفاعه ويتعذبون بزمهرير انخفاضه
أمضيت دهراً أراضيهِ ويرضيني
وعشت عمراً أناجيهِ فيأتيني
في نكهة الخبز يأتي حين أطلبهُ
وحين أرتشف الكاسات يرويني
في لذَّة الشهد عن نفسي يراودني
وفي العصائر رقراقاً يلاقيني
وقد توهَّمت أنِّي سوف أصحبهُ
في رحلة العمر أحميهِ ويحميني
لكنَّهُ انقضّ يوماً كي يدمِّرني
من بعد ما كان في الماضي يؤاخيني
ينساب في كل نبضٍ بين أوردتي
ويستثير الثواني كي تعاديني
مذاقه الحلو يغري غير إنَّ لهُ
مرارة الغدر أو طعن السكاكينِ
لهُ من الكرم أشهى لذَّةً ولهُ
من الخساسة ما عند الثعابينِ
إذا تعاطيتهُ يغتالني ألماً
ويضرم الجوف بالنيران يصليني
وإن تخليت عنه شبَّ في جسدي
حرائق الرعب كالسفوِّد تشويني
إذا تناءيت عنهُ كاد يقتلني
وإن تدانيت منهُ بات يكويني
يا غاصباً يتمشَّى بين أنسجتي
وظالماً يتفشَّى في شراييني
في بعدك الجمر يلهو فوق ذاكرتي
وفي اقترابك بركانُ يواريني
إلى متى أغتلي والنار تأكلني
وكيف أنجو سليماً من براكيني؟
متى ستتركني أحيا بلا ألمٍ
ومن لهيب العذاب المرِّ تعفيني؟

أبين
أغسطس 1978
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) من وحي قصيدة الأستاذ المرحوم إسماعيل الوريث الأمين العام الأسبق لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين المعنونة “صديقي سُكْر” التي يشكو فيها من ارتفاع السكر لديه، وكنت قد سبقته بالإصابة بالسكر بسبع سنوات، وانتقلت إلى مرحلة تعاطي الإنسيولين
(2) كتبت القصيدة في العام 1998م ونشرت في مجموعة “ظلال الشوك” الصادرة عن مؤسسة عبادي ، صنعاء، ط1، 2004م ، ط2 2009م .