fbpx
كيف نفهم تعقيدات الوضع الثوري في عدن ؟!

أرى إنه لا يمكن فهم ما يجري اليوم من تعقيد وتشابك بين الثورة التحررية والثورة المضادة إلا من خلال النظر في مقدار التفاوت في الوعي وفي طبيعة تقدير الهدف الثوري لدى المشاركون في الثورة الجنوبية أو المنتمون إليها ومدى تأثير هذا الفعل المضاد على وعيهم ومواقفهم من الثورة في مراحلها المختلفة ، وذلك من الزوايا الآتية (على سبيل المثال) :

1. عناصر قليلة يبدو عليها الاكتفاء بإزالة الاستبدادي الفردي ؛ وهؤلاء يتوقفون عند تحقيق هذا الهدف ، ويتجاهلون فعل الثورة المضادة أو يعملون معها بدون وعي .

2. عناصر تضع هدفها الثوري تصفية رموز الفساد ، وهؤلاء قد يستمرون في اتجاههم ، لكن الثورة المضادة تجعلهم يتناسون المطلب الجماهيري في التغيير الثوري (الجذري) في منظومة الفساد ، وهم بذلك لا يدركون أنه بدون إزالة أسباب الفساد يظل الصراع مع رموزه إلى ما لا نهاية .

3. عناصر تستجيب للصخب الجماهيري المطالب بإزالة الوضع القائم برمته وليس مجرد تغيير المنظومة السياسية والاجتماعية ، بل والتهيئة للانتقال إلى وضع الاستقلال الوطني ؛ وهذا الاتجاه يميز بين عناصر الثورة التي تعمل من خلال الجماهير وبين عناصر الثورة المضادة التي تحاول استعادة تنظيم صفوفها باستمرار .

وهنا علينا ألا ننسى أن أي سلطة لا بد لها من أن تسعى إلى إفشال الثورة ، باستيعابها لها ، مهما تطلب الأمر من تقديم كباش فداء ، ومهما كانت خسائرها ، أو مهما قدمت من تنازلات حتى يتمكن عملاؤها من تهدئة الوضع الثوري وتفريغ الثورة من مضمونها .