fbpx
ثمن الحرية !!

كلما أنبلج فجر يومِ جديد, وداعبت خيوط شمسه الكون يسقط في وطني الحبيب الشهيد تلو الشهيد, وكلما لاح في أفق الحرية والإنعتاق والاستقلال (ملامح) الدولة الجنوبية المنشودة أُزهقت أرواح وسُفكت دماء على تربة هذه الوطن المغلوب والمكلوم..

وكلما أقتربنا من ذلك الحلم الذي ظل يراودنا لسنوات عجاف كانت الضريبة باهظة والثمن غالِ جداً,فهكذا عادة من يبحثون عن الأوطان وعن الحرية وعن الإنعتاق من براثن المستبدين والغاصبين, يهبون أرواحهم وينذرون دماؤهم رخيصة في سبيل بلوغ المرام والوصول للمراد..

والجنوبيون منذ أن بدأ مشروع التحرر والسير إلى الهدف الذي رسمته تلك الدماء التي سالت والأرواح التي أزهقت والأجساد التي تمزقت وتناثرت وهم يقدمون الشهيد تلو الشهيد, ولم يثنهم ذلك أو يزعزعهم أو يرهبهم كل هذا, بل زاد تصميمهم على أن ينالوا ما خرجوا من أجله وساروا في طريقه المحفوف بالأشواك والمخاطر..

فكيف بمن يريد أن يثنيهم عن مواصلة مشوارهم وبلوغ هدفهم, تارة بالقتل, وتارة الإرهاب, وأخرى بخلخلة الصفوف ونشر الفتنة وشق العصا,هل سيلفح في ذلك ؟ حتما لن يفلح ولن يصل لمبتغاة وغايته, فالدماء لا تسفك هدراً والأرواح لا تذهب عبثاً, والحقوق لا تسقط بالتقادم..

وما عمليات القتل اليومي والإجرام الهمجي الذي يذهب ضحيته الأبرياء إلا ضريبة سيقدمها الأبرياء والبسطاء في (الجنوب) ثمناً للحرية والإنعتاق, وقرباناً لملامح الدولة الجنوبية التي باتت (قاب) قوسين أو أدنى, وهذا ما أثار جنون تلك (الثيران) الهائجة التي تمارس القتل وسفك الدماء وإزهاق الأرواح بتلك الطريقة العبثية..

نحن اليوم على مقربة من الحلم الذي ننشده, ومن الغاية التي نبحث عنها,ولن نصل إليها بتلك البساطة والسهولة, بل سنظل ندفع الثمن ونقدم الشهيد تلو الشهيد والدم تلو الدم,فإما أن نكون نحن عماد هذه الدولة ونحن لبناتها الأولى بتعاضدنا وتماسكنا وقوتنا, وإما أن نتركها ونعود لنقطة الصفر ومشوار الألف ميل..

وعلينا أن ندرك أن أيادي الشر والخراب والعبث لن تتركنا بهذه السهولة, ولن تدعنا نصل لذلك الحلم دون أن ندفع الثمن غاليا, فهي تسعى لأن نظل عبيداً تابعين ننفذ أجندتهم ومشاريعهم ونترك الغاية التي سقط من أجلها آلاف الشهداء والأبرياء..