fbpx
قراءة بحتة في صراع الذات وموت الضمائر

بقلم /مجاهد القملي
سطوة التعامل السياسي والعقائدي والتمدد العسكري الاجتياحي ومحاولات فرض إرادة قسرية على الشعب هي الأدوات العشوائية والنزوات الشيطانية التي خلفهما الاحتلال وازلامه منها ممارسة العنف والقمع والحرمان ومترتبات قد يغامر بها البعض تضيف لأزمات وطن يعيش في ظل سياقات متعددة من الصراع مع هدوء نسبي يسبقه عواصف وإن النجاح في منع إندلاع العنف بعد الإنفراج السياسي مباشرة لا يعني إنتقاء عوامل إنفجاره في أي وقت قريب لابد من إعادت التحرك الى قمة الزخم السياسي والدبلوماسي والاعلامي الدولي والمحلي وقمع مصدرين الأزمات وحروب البلد المتعددة .

مرة اخرى يجب التحرك من قبل قادة السلطة للحيلولة دون إمكانية عودة البلد الى الدمار مرة أخرى مع عدم تجاهل الزخم الثوري الاخر المستمر والأكثر حقيقة ووضوحاً خلال ما إنقضى من أعوام والمهددة كافة أركانه وصخوره بالإنهيار الكامل فضلاً عن التماسك بعد التشظيات المتتالية ومحاولاته في بناء جبهة داخلية تفك عزلته التاريخية تظل لوحة ما تبقى من الجنوب ملطخة بدماء ومعاناة الملايين من مواطنيه من مختلف جغرافياته الحالة التي يُدرك فيها الجنوبيون على أنهم خطر فيقولون بان عمل البعض لصالح الجنوب على أنهم خطر قد اثر على عقلية الناس فالنموذج ” الضارب المنحاز ” معروف ومشهور في بحوث التمييز وهي تؤشر على انه حينما يُطلب من شخص ما أن يستجيب بسرعة لتهديد معين فانه يظهر إن الإفراد يبدون عدائية ضد الأقلية اكثر من مرتكبي العنف من الاستبداديين ؟.

وهذا ما اشارت له الكثير من هذه البحوث من خلال مشاهدة الانحياز المتمثل في أطلاق النار على الأشخاص السود وليس البيض في فيديو العاب مماثل .

ومؤخرا جدا اشارت البحوث الى اثر القبعة أو العمامة في هذا الأمر فهناك مثلا يلاحظ إن الإفراد في مختلف البلدان الذين يرتدون زى ديني أو حضاري مثل القلنسوة أو الحجاب يتم إطلاق النار عليهم كنماذج في لعبة مثلا اكثر من غيرهم ممن لايرتدون هذا الشيء وهذا يعني بان هذا الانحياز في الإطلاق يكون نتيجة دمج هذه النمطية السلبية في تلك المجاميع التي هي انه .

بالإضافة الى ماقلناه أعلاه نرى إن الخطاب السلبي الضمني تجاه القضايا المصيرية للشعوب لا يقتصر على فكرة خطر إرهاب العقول الطبقية حيث هنالك سلسلة من الدراسات التي تركز على هذا النوع والتي زودتنا بفهم عميق ومفاجئ حول الانتحار السياسي وهو جزء من الانحياز والتقييم غير الموضوعي والأمر لايقف عند هكذا سلوك تمييزي ضد المواطن العادي بل يصل إلى حد آخر يتعلق بالعمل النضالي الذي يكاد يخفت بين الأوساط الثورية الصادقة ..

هذا الضرف الحالك والذي نعيشه ونشهده اليوم يتناول بالتفصيل ثقافة التكفير وهي مربوطة مباشرة بالدين وتحتاج الى من يصنف هذا الموضوع ويوضحه وطبعا في المقابل هناك التيار الآخر الذي يتقدم في محارب الدفاع كواجهه لاحتلال جديد يقاتل تحت لواء الشرعية المزيفة إذن نحن للأسف ووطننا أمام هذه الحالة من حالات الاصطفاف على أساس أيديولوجي بين من يريد أن يفرض رؤية ماضوية ومن يريد أن يفرض رؤية مستلبة هؤلاء الآن صاروا يتكلمون لغة عن الآخرين باعتبارهم كفار وخونة مثلما يتحدث أولئك عنهم باعتبارهم ظلاميين ومهوسين والضحية دائماً شعبنا المظلوم وشجعانه وقضيته العادلة ومشروعه الصادق هذه هي لغة الحرب وهي أمر شديد الخطورة ولا بد أن نبحث كيفية مخاطبة هذه الأمور لنجد مخرجا لبلدنا وأنا متأكد أن المخرج موجود ولكن الوضع الحاضر للأسف لأنه رفع شعارات فارغة أدى للتطرف في هذين الاتجاهين صار علينا حتما أن نقدم بوصلة لهداية الأجيال في جدلية الأصل والعصر بوصلة المقاومة الحقيقية للعدوان الثنائي لينير درب الحرية النتيجة أنه فيما ينتصر “الآخرون” شعوباً ودولاً تنتصر القوى الفاعلة على القوى ذاتها وبما يُنذر بمزيد من التفكك والموت أو التخلف والتبعية في أحسن الأحوال! وعلى قسوتها فإنها نتيجة منطقية متوقعة لثقافة عجز سادت عقوداً أقنعتنا أن لا مجال لنهضتنا وليس من معركة نخوضها إلا في سبيل تحديد من يتحكم من الغير بمصائرنا. ووفق هذا المعيار يكون منطقياً “لامنطق” السعادة والغبطة بهيمنة التدخل الخارجي مكان اليمن وإن لم تختلفا في موقفهما أبداً من أي قضية عربية مصيرية كما التهليل للصعود اليمني على حساب إيران أو دول الخليج ! تلك ثقافة لا تؤاخذ عليها الأنظمة حتماً وقد خدمتها سابقاً كما تخدمها الآن.

لكن يظل السؤال عن دوافع إشاعة هذه الثقافة من قبل نخب من خارج سلطة اللادولة تتحدث باسم المواطنين والقومية العربية؟ وأهم من ذلك هل تدري هذه النخب ما تفعل.. أم أن المصيبة أعظم؟!