fbpx
عدن تبحث عن الأمن والعدل والاستقرار !

لا تكون الدول الا بعدل صحيح وأمن راسخ وأمل فسيح . الماوردي

ما يحدث في عدن هو محاولة  لفرض سلطة الدولة والقانون واحتكار القوة واستخدامها من قبل الحكومة المحلية في عدن وجميع المدن المحررة اذ لا يمكن ان يعم الاستقرار والأمن والأمان في ظل وجود الجماعات المسلحة مهما كانت مبررات وجودها واسماءها
واعتقد ان الأمر في عدن بحاجة الى المزيد من العقل والحكمة في معالجة الحالة الأمنية وبسط نفوذ وهيبة السلطة الشرعية بالوسائل والطرق السلمية وعدم التسرع والانجرار الى استخدام القوة والمواجهة المسلحة لابد من البحث في كل البدائل والادوات الممكنة لحل هذه المعضلة التي خلفتها الحرب والمقاومة العفوية ، اذ ان هناك العديد من الجماعات والافراد من الذين انخرطوا في معركة مقاومة الغزو الحوثي لعدن بدوافع واهداف مختلفة امتلكت سلاح ولن تتخلى عن سلاحها بدون ضمانات واستحقاقات مرضية !
ان المسوؤلية في تجاوز هذه المعضلة تقع على عاتق الحكومة الشرعية ومن مصلحة الجميع حل المشكلة باوسائل السلمية والدبلوماسية ، نعم الحزم يجب ان يسود في التعامل مع الفوضى الأمنية الراهنة لكن الحزم وحده لايكفي بدون وجود عوامل وومداخل مساعدة لدمج واسترضاءالناس والانصات الى مطالبهم !
لاسيما ونحن نعرف ان هناك اطراف كثيرة تراهن وتعمل على افشال جهود السلطة المحلية في عدن وخطاها الحثيثة في اعادة الامن والاستقرار الى المدينة حتى تبداء عملية الترميم والبناء والتنمية !
الحزم ضرورة سياسية ان اردنا الاستقرار ولكن من المهم ان يترافق مع جهد شعبي ووطني ومدني عام في اعادة تأهيل الحياة الى طبيعتها
وقد علمت ان الكثير من الجماعات المسلحة التي اشتركت مع الشرعية في تحرير عدن لم يتم استيعبها في إطار المؤسسات الامنية والعسكرية الرسمية وتشعر بالغبن وعدم وفاء الشرعية بالتزاماتها معها ، من المهم بل ومن الضروري حل مشكلات الناس الحياتية والمعيشية لاسيما من كان لهم دورا فعالا في المقاومة وهذا افضل من قتالهم والدخول معهم في مواجهات عسكرية لا يحمد عقباه ، ليس من الحكمة ابدا فتح معارك جانبي في المدن المحررة بينما لا زال العدو الريس يتربص بالجميع ،
فرض الأمن والاستقرار مطلب ملح وضروري ولكنه لن يكون ذات جدوى بدون حل مشكلات المقاومين الحيوية ، واعتقد ان ما يحدث في عدن ليس دليل صحة وعافية للوضع بل يدل على فشل السلطة الشرعية في تسويس الأمر بروية وعدالة وحكمة ، وبدون استيعاب كل قوى المقاومة وحل مشكلاتها بالحوار والتفاهم والتراضي سوف تظل المشكلة مشتعلة والخبر قبل الأمن كما نعرف ومن الحماقة تكثير الاعداء والخصوم في هذه اللحظة الحرجة على الحكومة الشرعية اتخاذ اجراءات سريعة وعاجلة في لملمة هذا الأمر قبل ان يستفحل وتتسع الهوة بين اجنحة المقاومة ويصبح من الصعب تجاوزها !
ولا تقوم الدول الا بعدل صحيح وأمن راسخ وأمل فسيح . والله وراء القصد