fbpx
ازدواجية المواقف لاقتحام السفارة والقنصلية السعوديتين في إيران
شارك الخبر
ازدواجية المواقف لاقتحام السفارة والقنصلية السعوديتين في إيران
كتب – الدكتور محمد علي السقاف :

تصاعدت أزمة العلاقات السعودية الإيرانية في أعقاب اقتحام متظاهرين إيرانيين للسفارة والقنصلية السعوديتين في إيران لما أدعوه احتجاجا علي إعدام نمر النمر رجل الدين السعودي الشيعي

ومباشرة بعد هذا الحادث المخالف لمبادئ القانون الدولي والاتفاقيات الدولية المتعلقة بالعلاقات الدبلوماسية والقنصلية اتخذت المملكة قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بطلب الخارجية السعودية من الدبلوماسيين الإيرانيين مغادرة البلاد في غضون ٤٨ ساعة في الوقت الذي قامت الرياض بإجلاء دبلوماسيها من إيران

ومن المثير الإشارة إليه هنا إلى اختلاف ردود فعل العواصم الغربية إزاء الاعتداء علي السفارة السعودية في نهاية هذا الأسبوع مقارنة بحوادث مماثلة لسفارتي الولايات المتحدة الأمريكية في عام ١٩٧٩ وللسفارة البريطانية في عام ٢٠١١ وكيف يمكن تفسير ازدواجية هذه المواقف بين الحالتين هل يعود ذلك إلى اختلاف السفارة المستهدفة أم إلى تغير طبيعة العلاقات الدولية أم لأسباب أخري ؟قبل التعرض إلى هذا الجانب يتوجب علينا التذكير بنصوص قانون فيينا المتعلق بالعلاقات الدبلوماسية

أولا ـ اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية ( ١٩٦١ )
جميع الدول بما فيها المملكة العربية السعودية وإيران صادقت علي اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام ١٩٦١ والتي تنص مادتها ( ٢٢ ) بأن ” تتمتع مباني البعثة بالحرمة وليس لممثلي الحكومة المعتمد لديها الحق في دخول مباني البعثة ٠٠٠وعلي الدولة المعتمد لديها إلتزام خاص بإتخاذ كافة الوسائل اللازمة لمنع إقتحام أو الأضرار بمباني البعثة وبصيانة أمن البعثة من الاضطراب أو من الحط من كرامتها …”

برغم وضوح هذا النص ومع ذلك لم تلتزم به السلطات الإيرانية وتحملت بذلك مسؤوليتها الدولية في انتهاك الاتفاقية المنظمة للعلاقات بين الدول والتي من دون احترامها تسود الفوضى وعدم الاستقرار في العلاقات الدولية

في أزمة العلاقات الأمريكية الإيرانية في عام ١٩٧٩ زوعز البعض الفوضى العارمة السائدة حينها مع اندلاع الثورة الإسلامية الإيرانية بسيطرة التيارات المتطرفة التي لا تعتبر نفسها مقيدة بالقانون الدولي والأعراف الدبلوماسية لتبرير الانفلات الأمني وسيطرة تلك التيارات المتطرفة علي مفاصل الدولة ولكن كيف يمكن تفسير تواري السلطات المدنية والمنتخبة من السيطرة علي الأمور بعد مرور ثلاثة عقود منذ قيام الثورة ؟ وذلك بتكرار الاعتداءات علي السفارات الأجنبية في العاصمة الإيرانية ؟ من أزمة السفارة الأمريكية ثم حادثة السفارة البريطانية والان مع السفارة السعودية

ثانيا ـ ازدواجية المواقف الدولية إزاء الاعتداء علي السفارة السعودية مقارنة بالحالتين الأمريكية والبريطانية.

١ـ الأزمة الأمريكية الإيرانية

في ٤ نوفمبر ١٩٧٩ اقتحمت السفارة الأمريكية في طهران وتم اخذ عدد من الرهائن الأمريكيين وقامت الولايات المتحدة الأمريكية إلى دعوة مجلس الأمن الدولي للانعقاد وفي نفس الوقت رفعت موضوع نزاعها إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي والتي لمن لا يعرف ذلك مهمتها تقتصر علي النزاعات ذات الطابع القانوني الصرف ولا تبث في الخلافات السياسية

فعلي مستوي مجلس الأمن الدولي في البدء أرسل مندوب الولايات المتحدة برسالة إلى رئيس المجلس في ٩ نوفمبر بطلب عقد اجتماع طارئ للمجلس من أجل إطلاق سراح طاقم السفارة واحترام حصانة الأفراد ومباني البعثة الدبلوماسية ثم دخل الأمين العام للأمم المتحدة علي الخط بطلب انعقاد المجلس الذي انعقد في ٤ ديسمبر وفي ٢١ ديسمبر طلب الرئيس الأمريكي كارتر من مجلس الأمن فرض عقوبات اقتصادية ومالية علي إيران لعزلها علي مستوي علاقاتها الدولية وصدر فعلا قرار من مجلس الأمن في ٣١ ديسمبر دون فرض عقوبات وذلك لإتاحة فرصة للدبلوماسية الأممية عبر مساعي الأمين العام الذي فشل فيها وأعيد بحث الأزمة علي مستوي مجلس الأمن في منتصف يناير١٩٨٠ بغرض فرض عقوبات مشددة علي إيران وأسرد هنا مقاطع من مداخلة مندوب الولايات المتحدة ( دونالد هنري ) حيث قال ” ان عدم احترام مبادئ القانون الدولي من قبل إيران يتطلب اتخاذ إجراء عملي فعال من قبل مجلس الأمن وفق ميثاق الأمم المتحدة وعلي مجلس الأمن اتخاذ الخطوات المناسبة من اجل ان تتحمل الأمم المتحدة مسؤولياتها الملقاة عليها في الحفاظ علي الأمن والسلم الدوليين “ومع ذلك لم تستطع الولايات المتحدة تمرير قرار فرض عقوبات علي إيران حيث استخدم الاتحاد السوفيتي حينها حق النقض ( الفيتو )

وعلي مستوي محكمة العدل الدولية فقد أصدرت حكمها في ٢٠ مايو ١٩٨٠ مطالبة إيران بإجماع أعضائها تصحيح الأوضاع الناتجة من إقتحام السفارة الأمريكية بإنهاء الاحتجاز غير القانوني لأعضاء السفارة وتوفير وسائل المواصلات الآمنة لهم للخروج من إيران وتكليف الدولة السويسرية بتولي حماية المباني الدبلوماسية والأرشيف ٠٠٠الخ ذلك

٢ـ الأزمة البريطانية الإيرانية

تم إقتحام السفارة البريطانية في إيران في ٣٠ نوفمبر ٢٠١١
= رد فعل بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في تصريح له بالقول انه صدم وأثاره ماحدث بسماعه لخبر اقتحام عدد من المتظاهرين لمبني السفارة البريطانية في طهران وأخذه لفترة قصيرة عدد من الرهائن وتحطيم نوافذ مبني السفارة وعبر من جهة أخرى عن تقديره لموقف مجلس الأمن الدولي لأدانته للحادث مطالبا من السلطات الإيرانية بالتحقيق في الحادث والعمل علي عدم تكرارها

= موقف الولايات المتحدة ادانت السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية حينها بشدة واعتبرتها تحدي ليس لبريطانيا فحسب بل للمجتمع الدولي بأسره وعلي إيران مسئولية حماية الدبلوماسيين ومقراتهم في بلادها

٣-الأزمة السعودية الإيرانية
كان ردود الفعل مختلفة لاقتحام السفارة السعودية في إيران في نهاية هذا الأسبوع
تحدث وزير خارجية المملكة العربية السعودية عادل الجبير بأنه سيقوم بإبلاغ مجلس الأمن الدولي الذي لم يطلب انعقاده
ورداً علي سؤال لم يستبعد إمكان طرح القضية أمام محكمة العدل الدولية

= جاد رد فعل بان كي مون بدعوة الأطراف إلى الهدوء وضبط النفس في الشرق الأوسط مبدياً الأسف لأعمال العنف التي قام بها المتظاهرون ضد السفارة السعودية في طهران

= موقف الولايات المتحدة جاء علي لسان المتحدث بأسم وزارة الخارجية الأ مريكية بقوله نعتقد أن الحوار الدبلوماسي والمحادثات المباشرة تبقي أدوات أساسية لحل الخلافات وسوف نواصل حض قادة المنطقة علي القيام بخطوات ايجابية لتهدئة التوترات

من الواضح ازدواجية ردود الفعل الغربية بين ماحدث للملكة في إيران وماحدث لبريطانيا ومن المؤسف ان الاختلاف كان ايضا علي مستوي الأمين المتحدة

ولحسن الحظ ان معظم الدول العربية الخليجية خاصة تضامنت مع المملكة العربية السعودية وكان من المؤمل ان يقوم أمين عام مجلس التعاون الخليجي بطلب عقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية لاتخاذ موقف جماعي أم أن التوجه بعقد اجتماع مجلس جامعة الدول العربية ليكون قرار جماعي بهذا الصدد علي مستوي العالم العربي وأذكر بهذا الخصوص القرارات الهامة التي اتخذتها جامعة الدول العربية في أزمة العلاقات بين جمهورية مصر والمانيا الاتحادية في عام ١٩٦٥ حيث تضامنت جميع الدول العربية مع مصر وقطعت علاقاتها الدبلوماسية معها برغم الاختلافات السياسية حينها بين دول الخليج ومصر عبد الناصر

الخلاصة

١- المبادرات السعودية والخليجية في إثبات وجودها واخذ زمام الأمور بيدها لمواجهة تحديات التوسع الإيراني والإرهاب الدولي سواد علي مستوي دعم الشرعية في إلى من زو تشكيل حلف إسلامي في مواجهة الإرهاب والتطرف لا يروق إطلاقا ليس علي مستوي إيران فحسب بل علي مستوي القوي الدولية

-2السؤال للشرعية إلى منية هل تداعيات أزمة العلاقات السعودية الإيرانية ستشهد انعكاساتها علي الحرب الدائرة الحالية ضد الحوثيين وجماعة صالح حلفاء إيران وعلي المشاورات القادمة بين الطرفين / وأشير بهذا الصدد إنني تعمدت سرد كلمات مندوب الولايات المتحدة في الأمم المتحدة اثناء الأزمة مع إيران متعشما علي مندوبي إلى من في الأمم المتحدة ان يكون في نفس المستوي من قوة الخطاب وسلامة الحجج بدلا من إستعمال عبارات إنشائية طنانة رنانة.

أخبار ذات صله