fbpx
عدن وما هو المطلوب من الرئاسة والمقاومة الجنوبية

عدن هي عقل الجنوب وراسه الذي لا يمكن له ان يستقر بدون صلاح الراس وهي ايضا قلب الجنوب النابض ، فمثلما حكمت بريطانيا الجنوب 129عام من عدن ،فقد حكم الحزب الاشتراكي والجبهة القومية الجنوب كدولة مستقلة من 1967 حتى قبل حرب 94، وكان الطرف المنتصر بعدن يحدد مستقبل الجنوب ،وفي عام 1994م .

يقال ان الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح سأل اثناء الحرب احد المشائخ المتضررين من حكم الاشتراكي، قال له :”ما العمل للامساك بالجنوب فقال الشيخ عليك بعدن فأنها رأس الجنوب فان سيطرت عليها سيطرت على قرار الجنوب وجسده الكامل، ولا تترك حضرموت والشرق ،واعلم ان ابين هي خاصرة الجنوب اي من خلالها ستعزل غرب الجنوب عن شرقه ،وفعلا كانت قوات تحالف حرب 94م قد دخلت المكلا متزامنة مع معركة السيطرة على عدن ،وظل نظام صالح وحلفائه ممسكين بعدن حتى تم تحريرها في يوليو العام الماضي بعد الحرب الثانية التي شنت على عدن والجنوب من قبل تحالف قوات الحوثين وعلي صالح”.

اذا فعدن هي محور الاهتمام بالأمس أو اليوم ،وهي محط اهتمام التحالف العربي بحكم موقعها الاستراتيجي وهي ستحدد في القريب مستقبل الجنوب واستقراره.

من هذا المنطلق فان المطلوب من كل ابناء عدن وساكنيها الحفاظ على استقرارها وامنها والتعاون مع قيادة المحافظة لإنجاح مهامها مهما كان اي تباين في الرؤى او وجهات النظر أو المواقف مع اي شخص في السلطة او حتى مع المحافظ ومدير الشرطة المنتمين للمقاومة والحراك فالتباين والخلاف في وجهات النظر وارد وليس من الضروري ان نتفق على كل شيء حتى نتعاون مع الاخر، او مع الرئيس هادي والحكومة ،فانهيار آمن عدن سيكون انهيار لحياة واستقرار الجميع ولا يعتقد احد فينا انه سينجو سالما لأنه محايد او مختلف مع سياسات الرئيس وسلطته او غير مشارك فيها ،فالشر يعم كما يقولون والخير يخص، مع ان المسؤولية الرسمية تقع رسميا على السلطة والرئاسة والحكومة فقط وليس على الكل، لان عمل الباقين طوعي وليس رسمي.

لذلك يتطلب تعاون الجميع والاتفاق من قبل السلطة مع المقاومة الحقيقة التي كانت موجودة اثنا الحرب وليس المقاومة التي ظهرت بعد تحرير عدن ، على الية الحفاظ على عدن وامنها ووضع المقاومة ومنح كافة حقوقهم بعيدا عن دفعهم الى البحث عن وسائل اخرى غير مناسبة للحصول على حقهم المعيشي والوظيفي وتدريبهم وتأهيلهم وفق شروط الوظيفة العسكرية ومعالجة وضع كبار السن والمعاقين والمناضلين  من خلال دائرة تختص بشؤنهم وشؤن الشهداء والجرحى مثلما كانت دائرة اسر الشهداء ومناضلي ثورة اكتوبر تعمل لرعاية مناضلي زمان وتمنحنهم خصوصية وامتيازات مثل خصم اسعار التذاكر للسفر/او النقل الداخلي ،واعفائهم من بعض الاجراءات واعطائهم الاولوية من حيث التأهيل او السكن او العلاج ،قبل ان تتحول حينها دائرتهم بعد 90الى دائرة ميته لا تخدم احد وتضم اليها الالاف من المناضلين بالوساطة وبتوجيه من النظام اي كذب ومخادعة ‘ فالاستفادة من تجارب الماضي مهمة مع تجنب السلبيات .

وفي نفس الوقت الذي نطالب فيه الجميع بالتعاون لتثبيت آمن عدن لأهميتها فان المسؤولية تقع على الرئيس وحكومته لفتح ابوابهم ومعالجة مشاكل ابناء عدن والجنوب والمقاومة واستيعاب الجيش وان لا ينتظرون ان يأتي اليهم الشرفاء والمخلصين ليسألوهم مكرمة او منحة لترتيب اوضاعهم ،فكرامة المناضلين الحقيقين لا تسمح بالتردد على ابواب السلطة أو الاستجداء منها للحصول على الحقوق والشراكة في ادارة مؤسسات الجنوب المدمرة التي تحتاج الى بناء ،فهؤلاء مناضلين قدموا تضحيات كبيرة منذ 2007م ورفضوا السلطة او القبول بها ايام حكم صالح والاصلاح او حتى الحوثيين وهي سلطة كانت ستأتي الى من يريدها باردة مبردة مع الامتيازات الشخصية ،اما اليوم فالواجب الوطني يملي على كل ضمائر المناضلين مسؤولية الشراكة في ادارة الجنوب رغم انها سلطة فيها تعب واحراق، والشراكة التي نقصدها تقتضي ان تكون مبنية على اسس وليس اجتهاد فردي لكي يتم التواجد في مفاصل مؤسسات الجنوب حتى يتم الحل النهائي لقضية شعب الجنوب، شراكة  بعيد عن الاستجداء عند ابواب السلطة فنأمل من الرئيس ان يقدر وضع المناضلين وكرامتهم لبناء الجنوب واستقرار عدن ،فهل نسمع قريبا بتغير للواقع على الارض ؟

هذأ ما نأمله وينبغي ان يتحلى الجميع بالصبر في حال تم تجاهل اي شخص او ظلموه فالأوطان باقية والسلطة زائلة ولن يبقى مع الإنسان بعد رحيله الى الله، غير العمل المثمر والذكر الطيب بين الناس وسيتذكر من هم في السلطة اخطائهم بعد خروجهم وحينها لا قيمة للندم .

والله الموفق