fbpx
أين هي خطة الانتشار الأمني يا عرب!

بقلم/ علي منصور أحمد
عقب تحرير عدن من قبضة قوات الاحتلال “الوحدوي” لمليشيات عفاش والحوثي الانقلابية المتمردة على شرعية الرئيس “هادي” ونظامه , كتبت أربعة مقالات متتالية خصصتها لتقييم الوضع ما بعد التحرير , خاطبت فيها الرئيس هادي وحكومته المنفية في الرياض , مستوحاة من قراءات الوضع في عدن والجنوب والواقع على الأرض وخطورة تداعياته الأمنية المتوقعة , عقب التحرير , الواقعة بين أمرين كلاهما أمر من الآخر, واقع أمني منفلت وفراغ أمني وعسكري وسياسي مخيف جدا .. وحكومة غائبة في المنفى وجيش وطني لا له وجود يذكر في الجنوب , ومقاومة بلا قيادة رشيدة , وتنقص منتسبيها الخبرة والكفاءة وتفتقد وجود مركز “قيادة وسيطرة” أو مجرد غرفة عمليات مشتركة.. ومنتسبيها بدون معاشات حتى اليوم؟!

وحذرت من خطورة تهميش المقاومة الجنوبية , ونبهت إلى خطورة بروز مليشيات مسلحة ذات ميول وتاريخ دموي وإرهابي معروف للجميع , وقيامها بحملة الاستحواذ على غنائم الحرب من العتاد والأسلحة الثقيلة والمتوسطة وقيامها بحملة منظمة لشراء الأسلحة الثقيلة والمتوسطة بما فيها الأسلحة الشخصية لمنتسبي المقاومة الجنوبية الذين تركتهم سلطات “الحكومة الشرعية” بدون معاش طيلة الحرب وما بعد التحرير وحتى اليوم , ما أجبر الكثير منهم على بيع أسلحتهم الشخصية تحت ظروف أسرية صعبة ودواعي الحاجة الشخصية لبعض شبانها الإبطال والأبرياء المغلوب على أمرهم وما آلت إليه أوضاعهم ونفسياتهم المحبطة.

وشنت ضدي حملة سلبية من بعض المزايدين الأغبياء , ممن فسروا كتاباتي على أنها تثبيط للهمم وتقليل من عظمة النصر الذي يحسب للرئيس “هادي” على حد تعبيرهم .. وتلقيت اتصال هاتفي من الخارج من وزير سابق .. أبدا تفهمه لمقالاتي وتأييده لكل ما تضمنته من أفكار ومخاطر , ولكنه طلب مني بود التوقف عن الكتابة ولو مؤقتا لأن هناك من يعتقد بأني أستهدف الرئيس هادي شخصيا .. وحكومته الشرعية.. وتقديرا لعلاقتي الأخوية الحميمة بهذا الوزير الذي كنت أتمنى أن يكون موجود بيننا في عدن , ولما له من خبرة وسمعة طيبة لما كانت أوضاعنا المتردية على ما هي عليه اليوم من تردي معيشي وانفلات أمني مخجل للجميع .. واستجبت لدعوته .. واحتراما لوالدي ولصديقي ورئيسي وقائدي الرئيس هادي حفظه الله .. توقفت عن الكتابة واتجهت نحو الأدب والشعر وأمري لله .. وعاتبني الأصدقاء والآخرون.

واليوم وبعد أن وقع الفأس في الرأس .. ورأى الجميع تلك النتائج المؤسفة وكم سقط من ضحايا أبرياء وشخصيات هامة أبرزهم الشهيد البطل جعفر سعد وآخرهم الشهيد القائد الميداني أحمد الإدريسي وشهداء الأحداث الدامية من أبطال المقاومة الجنوبية وقوات الأمن وضحايا تلك المليشيات الإرهابية والبلطجية يوم أمس , ولما لتأثيراتها المؤسفة من أضرار بالسمعة على الصعيد الخارجي .

كنت أتمنى وما زلت أن يوجه الرئيس هادي حكومته وسلطاته ومسئوليها بالتوقف الفوري عن هوس “التصريحات الباذخة” الفارغة والمملة .. التي لا تجلب له ولحكومته وردود الفعل عليها محليا وخارجيا , إلا مزيدا من السخرية والازدراء وتضعف من ثقتها وسمعتها عند الأشقاء والأصدقاء , وتضع هذه الحكومة على المحك!

وأن يوجه وزير الداخلية المخضرم اللواء حسين عرب بالبدء بخطة الانتشار الأمني الفوري وتكليف اللواء القتالي “الجنوبي” المرابط منتسبيه منذ شهر في معسكر “النصر” بعدن الذين تدربوا على أيدي الأشقاء الإماراتيين , ومنحهم رواتبهم فورا , وقبل أن تحبط معنويات هولا الأبطال من ملل التهميش والانتظار , بوضعه معززا بالياته وعتاده تحت تصرف وزير الداخلية ومدير أمن عدن وتوزيعه على مداخل ومخارج عدن ومراكز الشرطة والنقاط الرئيسية والمربعات الأمنية بين الأحياء السكنية .. وهنا سيطمئن المواطنين لتلك الإجراءات الجدية وسيتعزز دور وإسهام وثقة المواطن بالسلطات الأمنية والإبلاغ عن كل صغيره وكبيرة وتضييق الخناق على القتلة والسفاحين المارقين المغرر بهم , ممن غسلت أجهزة عفاش الاستخبارية أدمغتهم .. وترسخت في أذهانهم فكرة التسابق على “الاستشهاد المبكر” وأن الحزام الناسف هو مهر بنات الحور .. والقضاء عليهم وإفشال مرامي من زرعهم ويوجههم بالريموت كنترول من اجل مصالحه الدنيئة والرخيصة المكشوفة والمفضوحة .. وهذا ما يتمناه كل مواطن ومقيم في عدن والجنوب .. ويا دار ما دخلك شر !