fbpx
الهوية القبلية من اهلكت الهبة الشعبية ؟

وجدي صبيح

كان مقتل الشيخ بن حبريش – رحمه الله – هو الداعي الاساسي لقيام الهبة بحضرموت فقد كان بن حبريش رمز قبلي محض , وهو ما عكس نفسه جليا على هذه الهبة فيما بعد , وان البست باستحياء وتردد اثواب سياسية ووطنية كدرعلضم واسكات القوى المدنية الثائرة بالميدان اصلا , واستدراجها الى تحت جناح القبيلة , وتقيد حركتها لما يتناسب وفقالمصلحتها , ولتشد بها ظهرها , وتنتفع بطاقتها وخبرتها , وتتغذى على غضبها ونضالها , وما هو مهم انتحال صفةالشعبية التي كانت بمثابة الوسام عليها ..

يجب علينا ونحن نناقش مثل هكذا مواضيع ان نضع حد فاصل بين القبيلة اليوم كمؤسسة اجتماعية تعمل وفق صورةخطيرة تهدد التطور المجتمعي والسمه المدنية تعمل على اخضاع المجتمع المدني لأهدافها , وبين الانتساب للقبيلةباعتباره امرا مسلما به لا غبار عليه , فلا شيء يمكن ان يقف امام ان يحب الشخص اهله وذويه وقبيلته وافتخارهبذلك .

لماذا فشلت الهبة ؟

ان هذا السؤال الذي يطرح نفسه بصورة وهيئة عريضة يجب ان نبحث له عن إيجابه صريحة وشفافة بعيدا عن المجاملات والتأويلات الوهمية التي لا تزيدنا الا بعدا عن اهدافنا التي ننشدها جميعا , اجابة يجب ان تعطي للحقائقالعلمية المعروفة مكانتها وتبسط لنا كينونية الكياني القبلي وترسم خارطة طريق نكتشف من خلالها ايدلوجية القبيلةونظام القبيلة وكيف يتولى ادارة شونه وخلافاته مع الدولة والنظام الحاكم ومع كل من له حق عليه , و بتالي هل يجوزلنا ونحن نبحث من خلال تلك الهبة او الثورة عن استقلاليتنا وسيطرتنا على ارضنا ان نفوضها حينها امرنا ونجعلمنها متحدث رسمي باسمنا ومطالب وثائر يمكن ان يعيد لنا و لحضرموتنا مجدها وعزها وبالمقام الاول حضرميتهاالتي تحتضر .

لم يكن من ادبيات الثورات الناجحة ان توسد امرها للقبيلة , فلطالما كانت القبيلة سدا منيعا امام التغيرات والحركاتالتحررية ,