fbpx
السلفيون .. رجالاً عاهدوا الله

جميعنا نحب أن نقتدي بالسلف الصالح، و لكني أعترف بأن السلفيين يبذلون كل جهودهم ليس للاقتداء فقط بل ليصبحوا نسخة طبق الأصل منهم، حتى في لبأسهم و هيئتهم، و حتى عاداتهم!

ردح من الزمن مر و انقضى كنا فيه أسرى للإعلام المركز في تشويه إخواننا السلفيين و الذين لصبرهم على كل ذلك الظلم و الاضطهاد، هاهم اليوم يحصدون النتيجة لم صبروا،، يحصدون الأنصاف، يحصدون احترام و تقدير عبرنا عنه بشكل أجماع شعبي غير مسبوق لأي جماعة او حزب او أي فئة اخرى!

اخلاقهم الحميدة و سلوكهم القيم جعلنا نغير كل ما لقموه لنا اعداء الاسلام و المسلمين،  في تحقير و تشويه السلفيين المسلمين و محاولة غرس صور مشوهة في غياهب عقولنا الباطنية، صور تقفز الى عقولنا كلما رأينا شابا ملتحي..

جعلونا نجافيهم..

جعلونا ننفر منهم ..

أعمونا عن سماحة وجوههم..

صموا أذاننا عن سمع طيب كلماتهم…

افقدونا احساسنا في استشعار حسن تعاملهم..

أحرمونا روحانية و فائدة جلساتهم، حلقاتهم، معاشرهم..

و لأن كل ما نظنه شر، ما هو الا خير  لنا،

كذلك جاءت الحرب الشريرة لتلد من رحمها مولود حق و انصاف لهؤلاء الأبطال، الشرفاء، النظاف، العفاف، الكرام…

نعم يستحقون كل الصفات التي تطلق عليهم، كيف لا و هم حين قدم الغزاة الحوثيون بأفكارهم المشوهة عن الدين تركوا تجارتهم و مصادر رزقهم، أولادهم و زوجاتهم و ذويهم…هبوا ملبيين نداء واحد لا سوأه، نداء الله.. حي على الجهاد…

لم يذهبوا تلبية لنداء أخر سمعه غيرهم حي على الحياة حي على الفيد!

لم نكن نرى في محياهم الا هدفا واحدا لا غير، الجهاد في سبيل الله، لانهم أدركوا أن بعد ذلك الهدف السامي تترتب و تأتي تباعا كل الاهداف الفرعية بشكل تلقائي.. فتلقائيا يصبح المجاهد مدافعا عن  ارضه و عرضه..

كل البطولات التي سطرها اخواننا السلفيون نعلمها و مهما كتبنا عنها لن نزيدها بطولية أكثر مما هي فعلا عليه..

انا شخصيا عايشت منها ما يجعلني لا أمل و لا أضجر في أن أحكيها و أعيدها حتى أخر لحظات عمري بل اني اشعر بان ذلك دين علي بعد سنوات فقدتها و أضعتها، كنت فيها بعيدا عن هذه الهبة الربانية، هبة على شكل مجتمع من البشر الصالحين نسميهم السلفيون  و هو اسم اختاره المسلمون لتميزهم عن ما ظهر من محاولات تفريخ الاسلام الى مذاهب اسلامية مشوهة كما هو حال الرافضة!

تضحياتهم و بطولاتهم في التصدي للعدوان غيرت تفكيري و تفكير العديد مثلي و جعلنا نعيد تقييمنا الخاطئ بشأن هؤلاء القوم، جعلونا نعرف انهم منا و اننا منهم..

صرنا نحبهم، فحين انقشعت عن عيني الغشاوة ..

بدأت أرى حقيقتهم ..

رأيت حسن سلوكهم ..

و حسن تعاملهم مع الاخرين..

رأيت التزامهم مع ربهم..

رأيت تسامحهم ..

رأيت حتى شيء لم أكن اتصوره فيهم، خفة دمهم و براعتهم في اضحاك الاخرين.. و عرفت لماذا هم يضحكون الاخرين، لانهم يعتبرونها طاعة لله تعالى، و أدخال البسمة الى قلب المسلم طاعة لله!

و ما تلك الا أبسط صفة من صفات المسلمين التي يتقيدون بها!

اليوم انا اكثر سعادة لأني حين كتبت موضوعي السابق عنهم (السلفيون كلمات للإنصاف) لم يكن الكثيرون مقتنعون بما كتبت!!

لكني اليوم و اقولها بالفم المليان اني أكاد لا ارى شخصا واحدا، نعم فقط واحد! لا يشيد بالسلفين و يحترمهم و يستثنيهم دون كل الأخرين حين يكون الحديث عن الرجولة و البطولة و الأمانة و الشرف و الإخلاص و حب التضحية و اليقين بالله!

بل ان الكثير منا اصبح لا يمانع بل و نكالب ان نراهم و من على خصالهم الطيبة قادة لمحافظة عدن، لأننا نثق بانهم سيكون علينا خير أمين،

أنهم القوي الأمين…

هم لا احد سوأهم الا بعض الابطال الأخرون بعد ان أنجزوا مهمتهم و دحروا الاعداء.. منهم من أستمر يلبي النداء واستمر يلاحق فلول العدو الى جبهات اخرى،

هم و قليل غيرهم لا يزال دمهم ينزف و جرحهم مفتوح..

و هم و قليل سوأهم من سار على دربهم بعد دحر انصار أيران من الجنوب عادوا لممارسة حياتهم الطبيعية.. تركوا سلاحهم، و لم  يستعرضوا به بالتجول و التلويح به في وجه الأخرين لأتفه الأسباب..

  لم يذهبوا متأبطون الشر للمطالبة بانتزاع حقوق او مناصب..

لم يقتحموا مرافق العمل و لم ينتهكوا حرمات المدارس و الجامعات، لم ينشروا الخوف بمدرعاتهم و غلاظة سلوكهم..

لقد وقعوا عقدهم مع الله و قد تم الاتفاق على الثمن الذي وعدهم الله لقاء جهادهم في سبيله.. أنها الجنة!! بل لقد اتسعت رقعة الحب و الثقة بهم لتشمل تقريبا كل ابناء عدن خاصة، حبا و تقديرا و احتراما و ثقة بالسلفيين..

فقد لاحظت اجماع كامل من الناس في ارجاء الحبيبة عدن..

رأيتهم يمنحونهم الثقة التامة ،  فهناك الكثير من الاشادات و كلمات الحق المنصفة لهم، التي اصبحت اقراها بغزارة في شبكات التواصل الاجتماعي..

أخيرا نال السلفيون لما صبروا و احتسبوا فارتفع شأنهم و أحبهم الناس و نالوا ثقة الجميع!

فهذا هو  حصاد الدنيا لمن أحب الله يحبه الناس أجمعين، اما حصاد الأخرة، فنسأل الله لنا و لهم الفردوس الأعلى!

اللهم أجعلنا من الصالحين و لك من المخلصين!