يافع نيوز – تقرير – قسم التحقيقات :
لم يكن عام 2015، كغيره من الأعوام السابقة، رغم شدتها وقسوة أحداثها، بل كان عام أجملت أحداثه تفاصيل المعاناة في اليمن شمالا وجنوباً وفجرت حربا ضروسا ظلت إرهاصاتها متراكمة على مدى عقدين من الزمن ونيف .
بداية :
بدأ عام 2015م، بأحداث في اليمن، كانت منذ بدايتها طريقا للسير نحو الحرب، بعد خلافات بين قوى صنعاء، التي كانت تتويجا في نهاية 2014 لإقتحام صنعاء في 21 سبتمبر 2014، من قبل ” جماعة الحوثيين المسلحة ” بتسهيلات جيش المخلوع صالح العائلي .
إزدادت حينها، أحداث صنعاء اشتعالاً وتحولت مسارات الأحداث، بشكل متسارع، للتوجه صوب الانقلاب على رئاسة الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي .
ولم تكن هذه التطورات الخطيرة، بعيدة عن مخرجات ” الحوار اليمني الوطني ” التي وقعت عليها كل القوى والاحزاب المشاركة في هذ الحوار، إلا ان الفصائل المتنفذة والطامعة في شمال اليمن، والتي تتخذ من الوحدة اليمنية شعارا للنهب، كانت رافضة للحوار ونتائجه رغم توقيعها، فبدأت تحشد للحرب ولتفجير الوضع عسكريا .
شرارة الحرب :
في مارس 2015، دخلت اليمن حربا عبثية أخرى، كتلك التي شهدها الجنوب عام 94 واشد، وبنفس الأدوات والنوايا، حيث حشدت قوى الشمال بكل قواتها لاقتحام وغزو الجنوب مجدداً .
ولكن هذه المرة ممثله بالتحالف الجديد ” الحوثيين والمخلوع صالح حزب المؤتمر الشعبي العام ” وبرضى الاحزاب الشمالية الاخرى .
بل وبشعار مناقض تماما لشعار عام 94م، حيث انذاك كان اقتحام وغزو واحتلال الجنوب بحجة ” محاربة الكفار والشيوعيين ” اما عام 2015م، فكان بحجة محاربة ” التكفيريين ممن اسموهم الدواعش ” . وهما عنوانين متناقضين يكشفان مدى النوايا السوداء والخبيثة والدموية التي تتستر خلفها قوى اليمن الشمالي التقليدية والدينية، من اجل ابقاء نهب الجنوب وسرقة ثوراته .
وكانت بداية الشرارة التي افتعلتها مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، قد بدأت بتمرد من قبل قائد الامن المركزي بعدن، عبدالحافظ السقاف، رفضا لقرار اقالته الصادر من الرئيس عبدربه منصور هادي، حيث جرت معارك بين الجيش واللجان الشعبية، لتخليص الامن المركزي من السقاف والمليشيات، ولكن هذه كانت بمثابة شرارة الحرب التي كانت معدة لها تلك المليشيات العدوانية..
وفي نهاية مارس بدأت تلك كليشيات القوى الشمالية بالتوجه صوب عدن، بعد ان باتت كل محافظات الشمال بيد التحالف الجديد ” الحوثيين والمخلوع صالح ”
الحرب الطاحنة :
ادت الحرب الطاحنة نتيجة اقتحام مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، للجنوب، الى تدخل سريع ومباشر لأكثر من 10 دول عربية، تحت اسم ” التحالف العربي ” لمساندة الشرعية اليمنية، والحفاظ على امن المنطقة العربية والخليج .
فهبت طائرات التحالف العربي، تدك اوكار المليشيات المتمردة، والغازية، منعا لها من الوصول الى باب المندب وسواحل عدن من اتجاه البحر الاحمر وخليج عدن .
استمرت الحرب الطاحنة، والتعنت من قبل المليشيات في عدن ومناطق الجنوب، واحدثت دمارا كبيرا عاد بعدن والجنوب الى عشرات السنين، بعد تدمير كامل للبنية التحية.
وتسببت الحرب بقتل الالاف من الجنوبيين بينهم مدنيين من النساء والاطفال .
تحرير الجنوب :
بعد صمودها الاسطوري وخوضها المعارك الضارية، وتمكنها من كسر شوكة مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، اعلنت المقاومة الجنوبية بالضالع، التحرير الكامل، واسقاط معسكرات المليشيات .
كانت لهذه العملية، والنصر النوعي، اثاره على المقاومة الجنوبية بعدن ومختلف جبهات القتال، وعلى قوات التحالف ايضاً، التي ساندة بطيرانها ودعمها اللا محدود الضالع وكل المقاومة في الجبهات لصد مليشيات الحوثيين والمخلوع .
وتحررت مديرية المسيمير بمحافظة لحج، بتاريخ 11 مايو 2015م، كأول مديرية من لحج تتحرر بعد معارك استمر اربعة اشهر .
ثم تلت ذلك، عملية تحرير العاصمة عدن، في 17 يوليو من العام 2015م، والتقدم السريع نحو تحرير محافظة لحج ومعسكر العند . وبقية محافظات الجنوب، ما عدا منقطتين حدوديتين هما ( مكيراس ابين وبيحان شبوة ) واللتين لا تزالا تشهدان معارك تحريرهما .
بهذا انكسرت المليشيات الغازية، وجرّت اذيال الخيبة، بعد هذه الانتصارات التي حولت مسار الاحداث، وقلبت الطاولة على المليشيات، وافشلت مشروع ايران في المنطقة الجنوبية من شبة الجزيرة العربية .
“يافع نيوز ” يرصد ابرز تواريخ احداث العام 2015 باليمن :
رصد “يافع نيوز ” تواريخ لأهم وابرز الاحداث التي جرت، خلال هذا العام، وغيرت مجرى الاحداث واحدثت تحولات في خارطة ومسار العلاقات والمصالح المحلية والدولية .
واليكم ابرز تلك التواريخ :
-19 /1/2015م – بداية الانقلاب من قبل مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، وحصارهم لمنزل الرئيس هادي بصنعاء.
– 20/1/2015م – الحوثيون والمخلوع يسيطرون على كل وزارات ومؤسسات بصنعاء .
-21/1/ 2015م – مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح يفرضون الاقامة الجبرية على الرئيس هادي بمنزله بصنعاء .
-22/1/ 2015م – الرئيس هادي وحكومة المهندس خالد بحاح يقدمون استقالتهم والرئيس ورئيس الحكومة تحت الاقامة الجبرية .