fbpx
شظايا

مع قناعتي بحقيقة أن الأحزاب السياسية القائمة اليوم بالجنوب لم تعد تمثل الارادة السياسية الحقيقية للشعب ,بعد أن تغيّـرت أمور وتبدلت أحوال منذ قيام هذه الأحزاب حتى اليوم مروراً بمراحل ومنعطفات حادة. فالخارطة السياسية اليوم بالجنوب تغيرت تضاريسها  بشكل كبير وظهرت فيها معالم جديدة واخاديد عميقة بمقاسات مختلفة وخطوط طول ودوائر عرض جديدة , إلا ان الحديث عن إلغاء هذه الاحزاب أو مصادرة مقرات بعضها كما حدث في بعض المحافظات الجنوبية أو حتى انتقاء بعضها لمصادرة مقراتها يعتبر قرارا خاطئاً ولا يخدم سير القضية الجنوبية ومستقبلها التحرري, على الأقل في هذا الظرف الحساس و أمام أعين العالم الذي يرقب من خلال جهاته الرسمية وغير الرسمية مجريات الامور بالجنوب ويرصد كل ما يِهبُّ ويدبُّ  وما يحوم وينوم بالجنوب بعيون حادة النظر ثاقبة الروية.

صحيح أن كل الأحزاب اليمنية تقريبا كان لها الدور الأكبر من معاناة الجنوب ولعبت دورا سلبيا على الأقل منذ 2007م  باستثناء الاشتراكي الى حدٍ ما- حتى نكون منصفين للجميع- إلا ان هذه الأحزاب أصبحت على علاتها جزءاً من منظومة وموروث العمل المدني الجنوبي لا يمكن سلخه عن باقي جسده, مهما كانت الدوافع والمبررات التي لا شك ان بعضها مقبولا ومنطقيا. فمستقبل أية دولة ناجحة ومستقرة لا يمكن يمر إلا من بوابة المدنية و يتنفس من نافذة الحقوق العامة ويسلك درب القبول بالأنا الآخر مهما بلغت درجت المرارة  وتجاوز حد  العلقم  من تصرفاته  طالما بقي في دائرة الخضوع للإرادة الشعبية , فلا بد من دفع ضريبة ورسوم ولو على مضض لبناء الدولة العصرية المدنية ,الحافظة للحقوق العامة ,والخالية من التطرف وحكم العصابات والقمع وحكم العسكر والاستبداد.

الشرعية اليمنية وأحزابها المخادعة  تطلب  بكل فجاجة ولو بشكل غير مباشر من الجنوب بعد كل ما جرى له من قتل وبطش وتنكيل أن يقبل بتدبيل الجلاد والإبقاء على السوط.!

عاودت صحيفة (أخبار اليوم) التابعة للواء علي محسن الأحمر المقرب من حزب الاصلاح اليمني الصدور من عدن بكل ثقة وثبات ولم تعاود صحيفة 14أكتوبر الرسمية الاصدار لبقى حال الأخيرة في فريزر التجميد مثلها مثل فضائية عدن وإذاعتها. مفارقة غريبة في وضع سياسي مشوش.!

لو كانت الوحدة الجغرافية من الدين بشيء لما كان الخليج العربي على صغر جغرافيته ست دول مستقلة عن بعضها البعض, وهي تتشابه بكل شيء. هل يعلم جهابذة الإسلام السياسي هذه الحقيقة؟. أعتقد انه يعلم ذلك ولكن المكابرة تتلبسه من الساس الى الراس.!

حتى لو فعلا تلاعبت صحيفة (الوطن) المصرية بمحتوى المقابلة التي نشرتها مع المحافظ عيدروس الزبيدي قبل أشهر  من تعيينه محافظا لعدن وأعادت نشرها  قبل ايام بعض المواقع المقربة من بعض الاحزاب اليمنية لحاجة في نفسها دون ان تشير الى التاريخ  الصحيح  لهذ المقابلة, إلا ان ما ورد فيها من كلام للمحافظ كان اكثر كلام صريح وشجاع.

وهذه بعض من الفقرات تلك وردت بتلك المقابلة, ,حيث يقول :  ((..تخوفي أن ينشط  (القاعدة) في هذه الفترة، لأنه يستغل عادة الانفلات والفراغ الأمني، ليتحول وجوده إلى أمر واقع، لذلك نتمنى أن تتعاون معنا القاهرة في وضع الخطوط العريضة لمواجهة تلك التنظيمات في أسرع وقت، باعتبار أن باب المندب يمثل موقعاً استراتيجياً بالنسبة لمصر وبالنسبة لنا….جماعات أخرى مثل أنصار الشريعة والدواعش تتدرب على الأرض، وتمتلك أموالاً تمكنها من شراء الأسلحة، وهى تتمركز في حضرموت…المقاومة لم تنسق يوماً مع القاعدة لطرد الحوثيين، لكن أعضاء التنظيم وجدوا أرضاً خصبة للقتال وطرد الحوثيين، والوضع في الجنوب هو أن الشعب كله قاتل بجانب المقاومة، والناس تعرف أن بينهم أعضاء في القاعدة، وبعد خروج الحوثيين من الجنوب بدأ الناس في الوقوف أمام القاعدة، لمنعه من ممارسة أي أنشطة داخل المجتمع)).أنتهى.

حكمة: (تستطيع دفن الحقيقة لكن لا تستطيع قتلها).