fbpx
معركة صنعاء إنتصار إفتراضي يلفه الوعيد !

بقلم :مجاهد القملي
لم تكن السلطة الشرعية باليمن ممثلة بالرئيس منصور هادي في حاجة لإعلان التدخل الخارجي لولا خروج الحوثي النهائي من دائرة العقل والإنسانية بإعدامها العلني لكل المبادرات والبوادر الطيبة وحسن النوايا لندرك أن هذه الفئة هي عدو نفسها قبل أن تكون عدو الوطن وسلامته .

فإذا كانت هذه الحركة الفقيرة في العقل والدين تعتقد أنها بهذه العملية الإجرامية الغبية ستخيف أمريكا وإسرائيل كما تزعم وتوقف العملية الدولية معها فإنها بحق لا تفقه شيئاً لأنها بالعكس حققت إجماعاً لا سابقة له في جل الدول والاقليم حول ضرورة استئصالها من على وجه الأرض ليس هذا سوء الفهم الوحيد من قبل هذه الحركة حيث أن مجرد اختطافها للقادة الشرفاء الذين غامروا بحياتهم من أجل إيصال صوت الحق والوقوف معه منذ سنوات تكشف عن خطأ فاضح في الحساب إن لم يكن سوء نية ذلك أن من رزق أدنى حظ من العقل يدرك أن الإعلام هو السلاح الأمضى في يد الضعفاء من ضحايا الاستبداد سواءً أكان ذلك في سوريا والعراق أو في فلسطين أو في الجنوب وغيرها من الدول الملتهبة .

ولنفس السبب فإن “الحركة الحوثية وقوات صالح “دأبت على استهداف الصحفيين قتلاً وخطفاً وحظر دخولهم إلى المناطق التي تقع تحت سيطرتهما وجعلهم دروع بشرية وقربانا لطائرات قوات التحالف العربي فإن من يحسن الظن بنوايا صالح وأعوانه والحوثي وقادة حركته –وهو أمر في غاية الصعوبة- يحكم بأنها ارتكبت خطأً فاضحاً حين دأبت على اختطاف الصحفيين الشرفاء والمساومة بهم بثمن بخس من ذرة إنسانية معدودة مقابل الأثر السلبي الكبير للدولة وشعبها فهي بهذا تؤدي خدمة لإجندة خارجية وكوارث إنسانية بإحجام الصحفيين عن دخول مناطق الثوار كما أنها تظهر الثوار بالصورة التي يريد حلفائهم تحديداً إظهارهم بها وهي أنهم برابرة إرهابيون إلا أن إحسان الظن بهذه الجماعة يحتاج إلى قدر كبير من السذاجة.

فمنذ بداية أمرها تجتهد في خدمة نظام الإستبداد والولاء القبائلي بأفضل مما استطاع إعلامه وأجهزة مخابراته إختراق الاعيبة برميه في فخ الموت فبمجرد إعلانها التحالف مع المخلوع في آن واحد جندت النظام العائلي ودواعشه في صفها كما أن الانتماء العقائدي للخارج كان يمدها بالدعم مما جند التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية كله ضدها مما أدت هذه الخطوات إلى إحجام الدول العربية عن الدعم والتمدد الذي كان يغذي التمرد ثم جاءت الفظائع وأعمال الخطف لتكمل الدائرة بإجتياح الجنوب وتدميره أرضا وإنسانا وهذا دليل آخر عن أن هذه التوجه العدواني قد أخجل بممارساته حتى أشد الجماعات تطرفاً.

فعلى أي فكر تستند هذه الحركة؟ وأي مصالح تخدم ؟ وهل ستذوب كل هذه الجماعات في وعاء الجنرال الأحمر ؟وكيف سيكون مستقبلها الثوري والسياسي إن طفح وعاء النصر المفتعل من يد جنرال الحرب والدمار علي محسن الأحمر ؟ يبدو لي أن هناك ملامح لمشيخة الدولة في الشمال ووعيد علي عبدالله صالح وزنقلة الحوثي سيحتويهما محسن الأحمر دون تصوير حتى !! لإن وراء تلك معجزة الجنرال العجوز دولة ثرية ستغدقه بالعطايا في حال نفّذ وسيطر ولهف وعقد صفقات المعارك وأمتص كل حماقاتهم ..

وسيظهر نفسه كمنقذ كبير وزعيم جهادي متئفغن ! ذبح شعب ذات يوم من الوريد إلى الوريد وجلب عبث الدنيا وخرابها وزرعها في وطن أسمه الجنوب مازال جريحا ولم يتعافى بعد تلاحقه المصائب والكوارث حتى يومنا هذا …واليوم ونحن على أعتاب عام جديد ندعوا شعبنا إلى الثبات والإمساك بروح المبادرة الوطنية والتصدي لأي مد مجنزر قد يأتي زاحفاً من خلف أسوار صنعاء الشمال متحجبا برداء الشرعية .