fbpx
تجهيل أجيال الجنوب

 

– قال نبينا محمد (ص) اطلبوا العلم ولو في الصين. وحسب اجتهادي ان المقصود في ذلك الوقت الحث على طلب وتعلم العلوم الإنسانية والطبيعية او ما يسموه بعض الخطباء العلوم الدنيوية. فقد كانت الصين ولازالت تدين بالبوذية. اي انه لا يمكن ان يحث على تعلم العلم الشرعي والإسلامي في الصين البوذية. لذا لا اعتقد بصحة العبارة التي يرددها بعض خطباء الجمعة بانه لا علم الا ما جاء به الرسول محمد (ص) والا ما كان أوصى بالذهاب الى ابعد مكان للمشركين. من يقول ذلك يدخل في اجيالنا الكراهية للعلوم الإنسانية لتصبح أجيال جاهله ومتخلفة لا تستطيع ان تصنع غذائها وركوبها ومستقبلها. واظن ان من يتعلم العلوم الشرعية او الدينية فهو ينفع نفسه. وان من يتعلم العلوم الإنسانية والطبيعية فهو ينفع الناس. انما من يتعلم الاثنين فهو ينفع نفسه وامته والناس. وقد كان الرسول (ص) يقايض حرية الأسير بتعليم مسلم للقراءة والكتابة. لذلك دأبوا حكام صنعاء وخاصه في الجنوب باعتماد خطط تجهيل الأجيال واعماد تدني مستوى التعليم وبالمقابل صرف المليارات على معاهد وجامعات التطرف خارج رقابة الدولة ونشر الطائفية والتناحر بين المذاهب لتكوين عصابات ارهابيه عابره للقارات ليستطيعوا التحكم بهذه الأجيال عبر تغليف ما يريدوه بالغلاف الديني.

ومثال رأينا الميزانيات الضخمة التي كانت تصرف لجامعة الايمان وفروعها والمتهم رئيسها برعاية الإرهاب في المقابل لم تبنى جامعه في الجنوب او مدرسه الا بالنادر وزاد عدد المساجد وقيموا عليها من يخدم سياستهم لجذب أبناء الجنوب للتطرف والتشدد بعد استبعاد أئمة الوسطية والاعتدال . فأصبح لدينا جزء من جيل يؤمن بان أرقي أنواع المعرفة هو تداول المنفعة عن بول البعير وارضاع الكبير وطاعة الأمير حتى وان كان ظالم. والنقل قبل العقل. وتعميم وتوزيع الموروث الإسلامي الذي كتبه المستشرقين والمختلف عليه وجعل كثير منه قوانين أولى من القران لتقسيم المجتمع الى طوائف متناحرة. وهم بذلك يهدفوا الى: ا -ابتعاد اجيالنا عن السعي لحجز مقاعد الدراسات في جامعات ومعاهد العلوم الإنسانية. لتصبح عقولهم مسيره بالبعد الديني الطائفي فقط واستبعاد البعد الوطني. لان الالمام بالعلوم الإنسانية والمعرفة سيؤدي الى افشال مخططات نافذي صنعاء الذين يعتمدوا على نهب ثروات الجنوب وطمس هويته وتركيعه واغتيال كوادره منذ اول يوم لوحده الفيد. فعلى سبيل المثال صدمنا بقله من الشباب الذي يرفض الدراسة في جامعة عدن او غيرها بحجة ان ذلك فساد وليس من الدين بشي بينما نجده يذهب الى الجبال في الشمال ليدرس في مغارات بما يسمي معاهد العلوم الشرعية.

ب-هذه المعاهد أخرجت كثير من الصادقين في التزود بالأيمان من أبناء الجنوب كحب لدينهم وليقاتلوا دفاعا عما تعلموه. ونتيجة لتغييب البعد الوطني كنا نستهجن سكوتهم امام ما تفعله حكومات صنعاء بشعبهم في الجنوب من تنكيل وقتل وتهميش. وعندما اختلفت الأطراف الحاكمة في صنعاء فيما بينها وبدا طرف منها الحرب على المعاهد الدينية مثل دماج السلفية. رأينا هؤلاء الجنوبيين يسارعوا للذود عن هذه المعهد والمساجد والأخوة في الطائفة ولم نجد أحدا من أبناء الشمال يقاتل معهم لا في دماج ولا في حرب الحوثي -صالح على الجنوب ومساجده وحراكه وسلفييه وسنته بمعنى ان من كان من أبناء الشمال معهم هم مجرد مجاميع تتبع مخابرات الشمال لتتعرف وترصد طلاب الجنوب لتستعملهم وقت الحاجة. او لتتخلص منهم. ج -لإظهار ان أبناء الجنوب هم مجاميع ارهابيه تهدد الامن العالمي وان مرتع الإرهاب هي محافظات الجنوب ولأجل ذلك رأينا قطاعات من جيوش الشمال تلبس وتشارك وترفع راية القاعدة وأنصار الشريعة وداعش على انهم جنوبيين واهل هذه المناطق. ليبتعد حلم الجنوبيين بالانفصال لرفض المجتمع الدولي لذلك. د – اهمال التعليم الأساسي والفني والجامعي العام عبر فتح التعليم الخاص واقصاء الكوادر الشريفة في كل منابع التعليم فعلى سبيل المثال ما حصل في جامعة عدن من اقصاء لأبناء محافظات الجنوب كان نتيجة للوائح السارية المعمول بها من قبل الحرب مثل:
1-ابعاد الدور التربوي والعلمي والاكاديمي للجامعة شيئا فشيئا وسنه بعد سنه وجعلها مقرات سياسيه تتطاحن فيها الاحزاب والمكونات السياسية .2-عسكرة الجامعة .3-جعل رئاسة الجامعة تقوم بمقام ادارة امن عدن من خلال التبليغ والمطاردة والطرد للناشطين الطلاب والمدرسين من ابناء الجنوب المنتمين للحراك السلمي .
4- انعدام الفعاليات الأكاديمية لصالح الفعاليات السياسية .5- إرساء لوائح لا تخدم قبول الطلاب في محافظات الجنوب بل تعتمد على مساواة الفرص امام طلاب الجمهورية اليمنية ككل.

وقد رأينا هذه الأيام بعض من شباب الجنوب لم يستطع ان يقدم للالتحاق في كليات جامعة عدن لأنه يقاتل في جبهات الشمال لتحريرها من المتمردين. بينما نجد 70% من المتقدمين للقبول في كلية الطب والعلوم الصحية من تعز واب وصعده وباقي محافظات الشمال من أبناء النافذين والعصابات في الشمال. ورغم تقديم مقترح من بعض الأساتذة ان امتحان القبول يكون للمحافظات الجنوبية دون استثناء الا انه ضرب بالراي عرض الحائط …ودخلوا من غير الجنوبيين يمتحنوا؟؟فأصبح عدد المقبولين في كلية الطب والعلوم الصحية من محافظات الجنوب الشرقية 3 طلاب ومن محافظتي لحج والضالع 103 مع العلم أن هذه المحافظتين ضمت اليها إداريا مديريات شمالية كانت قبل الوحدة تتبع محافظتي تعز واب اللتان فيهما جامعات. وبحسب اللوائح لهم الحق في التقديم والقبول. بينما لا يتم قبول أي جنوبي في جامعات الشمال نتيجة الحرب الدائرة الان. ولنا ان نتصور بحسب اللوائح انه يحق غدا ان يتقدم ابن قائد لواء شمالي شارك في قتل أبناء عدن بالحرب الأخيرة ويتم قبوله ويأخذ مقعد اخت شهيد جنوبي كان يصد افراد هذا اللواء. وقد قالها الحكماء (إذا اردت ان تقضي على امه سلط الجهل على اجيالها وأهمل التعليم في مجتمعاتها). (كيف نرسم على الثغر ابتسامه/ ومناهج التدريس / تزيد للوطن انقسامه/ تعلم النش / نهشه وعدم احترامه / تنتزع من الأفئدة كل الشهامة / تصنع من البراءة ابليس / لتمجيد أصحاب الفخامة / لا تبني جيلا صالحا / لأتعلمه الاستقامة / ولأتزرع فيه روح الانتماء / او العيش في كبرياء/ ليصون للوطن الكرامة / كيف نرسم على الثغر ابتسامه/ وجحور الدجل تسعى لتأسيس/ اعراف نهب الوطن واغتنامه / لم تترك لنا من فسحة حياة /غير عقولا تقيدها زندقة / وارواحا تزهق بفتوى عمامة) .