fbpx
عن سقوط صنعاء واستعادتها (الجزء الاخير)

لقد حاولت في المقالين السابقين  ان اضع القارئ أمام بعض الحثيات التي ادت لسقوط صنعاء في العام 2014وكيف استفاد الحوثيين من الشعارات التي رفعوها وتحيدهم للجيش وبعض المسائل المتعلقة بتعامل احزاب السلطة والحكومة مع تلك المرحلة  وكذلك تركيبة صنعاء ومحيطها القبلي في ضوء الصراع الحالي والتي قد تكون غائبة لدى بعض المتابعين لرسم تصوراتنا لازمة اليمن وفق معطيات الواقع’

وفي هذا المقال الاخير نقف أمام سؤال سابق طرحناه ،عن علاقة صنعاء بعدن كدولتين او اقليمين بعد انتهاء الحرب ؟

وللإجابة على السؤال المذكور ارى ان هذه العلاقة ستحددها بعض العوامل التي ينبغي علينا ان لا ننساها ونأخذها بعين الاعتبار وهي :

1/اهمية الادراك بان الجنوب لم يكن طرفا في الصراع على السلطة بصنعاء باعتباره لم يكن جزء منها عند توقيع مبادرة الخليج ،وان كان الرئيس من الجنوب ورئيس حكومته ،ولكن بالقدر الذي لم يكن الجنوب طرفا رسميا في السلطة فانه كان طرفا في الحرب وشريك في تحرير عدن والمحافظات المجاورة لها عبر المقاومة الجنوبية ‘وبالتالي لا يمكن رسم اي علاقة بين صنعاء وعدن والتحالف العربي بدون شراكة المقاومة والحراك الوطني الجنوبي وتحمل مسؤوليته في ادارة الجنوب بالشراكة الجنوبية مع بقية القوى الفاعلة على الارض’

2/ان التدخل الخارجي ممثلا بعاصفة الحزم جاء بنا على طلب الرئيس هادي لدعم الشرعية ولم يأتي من اجل قضية الجنوب وهذأ واضح من اهداف التحالف وقرار مجلس الامن 2216 ،ولكن بالقدر الذي  جاء التحالف لدعم الشرعية فانه ايضا كان من اجل حماية مصالح دول الخليج والتحالف العربي في الجنوب وباب المندب والخشية من سقوط عدن بيد ايران او هيمنها على باب المندب كمضيق استراتيجي يحفظ الامن القومي العربي ‘وبالتالي  فان قضية الجنوب باتت تشكل اولوية لدى التحالف من اجل استقرار الجنوب والحفاظ على مصالح الخليج، وسيؤدي انفراد السلطة الشرعية بإدارة الجنوب وتمثيله بمفردها أو رسم علاقة عدن بصنعاء السياسية كطرفين دون الرجوع للشراكة مع الحراك والمقاومة الى خلاف مع المقاومة والحراك والعكس  صحيح في حال انفراد المقاومة او الحراك بتمثيل الجنوب سيؤدي لنفس الازمة ‘

3/ان التحالف العربي لا يهتم فقط بمصالحة في الجنوب ،بل حريص على مصالحة في الشمال ذات الكثافة السكانية وحريص على ان يعم السلام اليمن والجنوب وكما قال احد المحليين السياسيين (قال ان التحالف العربي يتعامل مع الجنوب على قاعدة جلب المصالح ويتعامل مع الشمال على قاعدة درئ المفاسد) وهو تحليل قريب من الواقع فمصالح التحالف كبيرة في الجنوب لن يفرط بها  والخوف كبير  من الكثافة السكانية في الشمال المجاورة للملكة السعودية وعلاقة الشمال بايران يشكل قلق للملكة ولبقية الخليج ومصر العربية ولن يتخلى عن الشمال ‘

4/ان الحلول الصادرة عن حوار موفنبيك بصنعاء والخاصة بقضية الجنوب لا تمتلك شرعية ،لأنها تمت بغياب معظم او اغلب مكونات الحراك الرافع لقضية الجنوب ولم ترى النور في الواقع ،وبالتالي فان هذأ لا يتعارض مع اهداف  التحالف الذي يطرح تنفيذ مخرجات الحوار ضمن اهدافه طبقا لقرار 2216من مجلس اﻵمن الدولي ،باعتبار وثيقة حل قضية الجنوب لم تطرح للتفاوض مع الجنوب وباعتبار الاقاليم الستة تسببت بالحرب كما قال امين عام مؤتمر الحوار السفير بواشنطن /احمد عوض بن مبارك قبل ايام لقناة سكاي نيوز (قال /ان الاقاليم الستة كانت فخا نصبه المؤتمر الشعبي الذي تقدم بالمشروع بواسطة ياسر العواضي واحمد عبيد دغر بهدف دفع ابنا إقليم ازال للثورة ثم الحرب بسبب الشعور بالظلم )

فاذا كان هذأ كلام امين عام مؤتمر الحوار فهذأ يعني ان الاقاليم الستة لم تعد مشروع للحل لازمة الصراع في اليمن’

5/في ضوء ما سبق الاشارة له فان العلاقة بين صنعاء وعدن ،لم تعد محصورة الا في دولتين ذات سيادة دولة الجنوب التي سيتم تسميتها

باسم قد لا يكون السابق جمهورية  اليمن الديمقراطية ، ودولة الجمهورية اليمنية في الشمال، او فدرالية من اقليمين جنوب وشمال لفترة زمنية تنتهي بحق تقرير المصير لشعب الجنوب ،وليس هناك من حلول اخرى تبدو ممكنة لدول التحالف العربي والامم المتحدة واطراف الصراع ،وقد يقول قائل هل سيقبل شعب الجنوب بفدرالية من اقليمين بعد الحرب الاخيرة على الجنوب ؟وهو سؤال في محلة وهاجس معظم الناس ؟والاجابة من وجهة نظري لدى شعب الجنوب نفسه المخول بقبول اي حل او رفضه وليس من حق اي مكون او فرد فينا الجزم حتى لا يتم مصادرة حق شعب الجنوب للمرة الثالثة كما حصل عام 1967اثنا الاستقلال من بريطانيا وعام 1990اثنا اعلان الوحدة اليمنية ،

،مع الاخذ بعين الاعتبار ان الفدرالية المشروطة بالاستفتاء لقيام دولة الجنوب ليست مشروع ينتقص من حق شعب الجنوب في استقلاله وبناء دولته كالوحدة الاندماجية او الحكم المحلي أو الفدرالية المركبة وغيرها من الحلول التي لم تعد مقبولة في الشارع الجنوبي ،بل اعتقد ان المقصود بها آلية تنفيذية لتحقيق تطلعات واهداف شعب الجنوب بسلام ،بحكم عدم وجود آلية تنفيذية لقوى التحرير والاستقلال وبناء الدولة الجنوبية قابلة للتنفيذ على ارض الواقع ومقنعة للأمم المتحدة والتحالف العربي والشمال الذي لن يكون مع هذأ الحل لكنه لن يستطيع رفضه ، وهذا مجرد راي والمختصين في القانون هم ادرى منا بما هو مناسب لكل مرحلة من توصيف قانوني

6/واخيرا لا يمكن ان يتحقق السلام الدائم في أي جزء من اقليم اليمن أو الجنوب مالم يكن هناك حل شامل لقضية الجنوب اثناء او بعد حل قضية الصراع على السلطة بصنعاء ولا يمكن ان تكون العلاقة بين صنعاء وعدن علاقة استقرار بدون منح شعب الجنوب حق الاستفتاء لقبول اي حل او رفضه ليقرر مصيره بنفسه كسائر شعوب الارض وبما يكفل اغلاق ملف الصراع القائم والحفاظ على المصالح القانونية المشتركة بين الشعبين والكيانين صنعاء وعدن لينتقل الجميع لمرحلة البناء  والسلام الدائم”

وبالله التوفيق