يافع نيوز – تقرير – خاص :
وسط انشغالات التغّني والمديح بما حققته المقاومة الجنوبية المسنودة بقوات التحالف العربي، تبرز مخاطر عديدة تهدد هذا النصر الذي تم تحقيقه في الجنوب بعد دفع تضحيات باهضة لخيرة أبطال وشرفاء الجنوب وقوات التحالف لاسيما الإمارات العربية المتحدة .
هذه المخاطر التي تحدق بهذا النصر التأريخي، ودحر المليشيات الزيدية والشمالية عموما، الجديدة والقديمة، عن منطقة الجنوب التي تشرف على أهم ممر مائي عالمي وخط التواصل الوحيد بين شرق الكرة الأرضية وغربها، بدأت تبرز بقوة وبتحركات ذكية وخطيرة في نفس الوقت، من قوى شمالية وتحت عناوين ولافتات عدة وربما بدعم من دولا لا تريد الاستقرار في الجنوب .
أولاً : تفكيك الجنوب من الداخل :
هناك محاولات لتفكيك الجنوب ومقاومته من الداخل، وذلك بصور عدة، وللتمهيد لعملية ( إسقاط الجنوب من الداخل ) وتتم هذه العملية وفق استغلال قوى شمالية علاقاتها بدول التحالف، للترويج بضعف المقاومة الجنوبية وإظهار ما تقول عنه قوى الشمال وأجهزتها الإعلامية ” عدم وجود قيادة موحدة للمقاومة ” .
كما تبرز عملية التفكيك من الداخل، بزرع قوى الشمال عناصر تخريبية، وأخرى بلطجية، للقيام بممارسات غير مألوفة في الجنوب، وحساب ذلك على ( المقاومة الجنوبية الحقيقة ) عبر توحيد الخطاب الاعلامي لقوى الشمال حتى المتحاربة مع بعضها ضد الجنوب ومقاومته لرسم صورة مشوهة عن المقاومة الجنوبية التي قاتلت وناضلت وقدمت التضحيات من اجل تحرير الجنوب من المليشيات الغازية المحتلة التابعة للحوثيين والمخلوع صالح .
المساعي الحثيثة لقوى الشمال، ومعها قوى جنوبية كاملة الولاء نتيجة ” المال السياسي “، تحاول زعزعة الثقة بين المقاومة الجنوبية والحواضن الشعبية الجنوبية، التي كان لها الدور الأبرز في نصرة المقاومة والانتصار لها شعبيا حتى دحر المليشيات وتحرير مناطق الجنوب .
تركز هذه القوى الطامعة، جل جهودها على كيفية حماية مصالحها التي نهبتها منذ عام 90 تحت (يافطة الوحدة اليمنية )، ودون ان تركز جهودها على ضرورة إعادة الحياة للمناطق المحررة بعد حرب تدميرية ثانية ظالمة استهدفت الجنوب المظلوم وشعبه الصابر على ويلات الشمال وأفعال قواه ومشائخ قبائله أكثر من 21 عاماً .
ما هي ابرز اساليب تفكيك الجنوب من الداخل ..؟
تبرز عدة أساليب تحركات وظواهر تهدف الى محاولات تفكيك الجنوب من الداخل، واستهداف المقاومة الجنوبية .. من تلك الأساليب ما يلي :
ثانياً : اسقاط الجنوب من الداخل :
بعد المحاولات الحثيثة لرسم صورة مفككة للجنوب من الداخل، وتشوية صورة المقاومة الجنوبية الباسلة، تسعى قوى الشمال لتحقيق الفرصة المناسبة لــ( لإسقاط الجنوب من الداخل ) .
وهناك تحركات فعليا خطيرة، وتحت يافطات وعناوين مقنعة، تسعى لإعادة التواجد الشمالي المسلح لقوى شمالية حتى وإن كانت ضد الحوثيين والمخلوع شمالاً، لكنها يمكن أن تلعب دورا بديلاً عنهم في الجنوب لتنفيذ ما كانت تسعى إليه المليشيات، من استمرار قوى الشمال في ( احتلال الجنوب الممتد منذ 7 يوليو 1994 )، واستمراره للحفاظ على مصالح قيادات القوى والنهب الشمالية .
ويمكن ذكر ابرز هذه العملية الخطيرة من خلال الآتي :
في العند يؤكد شهود عيان، وصول مئات الجنود والمتدربين من مناطق شمالية، بحجة التدريب داخل المعسكر، فيما هذه الجماعات مخترقة من اولاً ( من مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح ) ومخترقة ايضا من حزب الاصلاح الذي يساند المليشيات من تحت الطاولة لمحاولة السيطرة على العند .
ويمكن تلخيص ذلك بالاتي :
ثالثاً : سلبية شمالية تجاه استقرار الجنوب :
في ظل الأوضاع الحالية في اليمن عموما، جنوبا وشمالاً، لا يعني استقرار الجنوب المحرر من المليشيات المعتدية، هو استقرار للجنوب فقط، بل هو يعني استقرار عام وبداية موفقة لاستقرار في الشمال مع مواصلة دعم الجنوب ومقاومته، للمقاتلين في الشمال وبإشراف قوات التحالف العربي .
فاستقرار الجنوب، وعودة الحياة فيه، سيكون له إثره في استقرار وضع المواطن الشمالي والعامل، والمسئول، في عدن بل والمقاومين الشماليين الذين يمكن لهم ان يتخذوا من الجنوب مركزا للمقاومة في الشمال وتحرير مناطقهم، لكن بعلم وتنسيق المقاومة الجنوبية والسلطات الشرعية .
ولكن الدور السلبي الذي تظهر بها قوى شمالية تقول انها معادية لمليشيات الحوثيين والمخلوع بالشمال، فيما موقفها في الجنوب يبدو موافقا لموقف وتوجهات المليشيات، فضلا عن أن الإعلام الشمالي الذي يلعب دورا سلبيا تجاه استقرار الجنوب وتطبيع وعودة الحياة فيه .
ومن ابرز النقاط السلبية التي تلعبها وسائل الإعلام تجاه الجنوب التالي :
تصر قوى الشمال على خطابها العدائي ضد الجنوب ومطالب شعبه، الرامية لاستعادة استقلال دولة الجنوب، رغم إدراكها ان الامر هذا سياسي أكثر من كونه ميداني . وهذا يجعل قوى الشمال تتبنى خطابات تنطلق من فكرة المخلوع صالح الذي اتبع منذ البداية الفكرة الاستبدادية ( أنا ومن بعدين الطوفان ) والأسلوب الشمشوني ( عليا وعلى أعدائي ) .
هذا الأمر، ليس لعمل وطني أو تمسك حقيقي بالوحدة اليمنية التي أقرت كل قوى الشمال أنها فشلت، بل تمسكا بالمصالح والمنهوبات التي كسبها قيادات تلك القوى الشمالية السياسية والتقليدية والقبلية في الجنوب منذ غزوه عام 1994م، فيما حتى شعب الشمال نفسه،لم يستفد من تلك الثروات وترك نهشا للجوع والعوز والفقر وأكثر منه شعب الجنوب صاحب ومالك تلك الثروات.
لهذه تسعى هذه القوى، لتصوير انها وطنية، من خلال تمسكها بهذه الوحدة اليمنية، فيما الوطنية هي توفير الأمن والاستقرار للمواطن أي كان انتماءه او توجهه .
منذ تحرير عدن وقبلها الضالع، ومن ثم مناطق الجنوب الأخرى، ما عدا مكيراس أبين وبيحان شبوة، سعت قوى الشمال بمختلف تكويناتها، إلى مهاجمة المقاومة الجنوبية .
هذا الهجوم والنظرة الغير منطقية، توحي بأن أمر تحرير الجنوب، له تأثير على تخاذل المقاومة في الشمال، تخوفا من استقلال الجنوب، رغم ان الاستقلال هو خيار سياسي له تبعاته وارتباطه بالمحيط والإدارة الاقتصادية. وطالما والأمر سياسي، فلماذا لا تقف إلى قوى الشمال الوطنية، لدعم استقرار الجنوب وأمنه.
وتشير مخططات الإضرار بالجنوب، إلى إن الأمر لا يتوقف عند الحرب والتدمير المباشر من قبل الشمال للجنوب، بل والاعتماد على إستراتيجية التخريب التي قد تستمر سنوات .
وانطلقت دعوات جنوبية عاجلة، لسرعة انقاذ الامر، وافشال مخططات قوى الشمال، التي تظهر بوادر انها تنفذ مخطط لإسقاط معسكر العند . بحسب الناشطين الجنوبيين .