fbpx
الهلال الأحمر الإماراتي وأماني (بيتشا كوتشا)

هذه هي المدينة الجميلة (عدن)، قدرها في التاريخ أنها حية، وأنها تقاوم أي مشروع يهدف إلى إفراغها من الحياة ومن وظيفتها التي حددها لها الرحمن عز وجل.

هذه المدينة الطيبة الصبورة التي خيبت آمال من أراد لها الموت والفشل عندما احتلت ولازالت تحتل مراتب متقدمة في الامتحانات (سواء امتحانات النقل أو الثانوية العامة).

هذه هي عدن التي تخطف الأنظار بشبابها المبدعين المتألقين، رغم أنها لا تحتل مكانة الصدارة عند الحكومة أو كبار المسئولين، حيث طرقت هذه المدينة باب (ليالي بيتشا كوتشا)، والـ(بيتشا كوتشا) كلمة يابانية معناها الدردشة أو الثرثرة، استخدمت لأول مرة في إحدى ضواحي العاصمة اليابانية عام 2004م، في عملية تسويقية لجذب العملاء إلى أحد المعارض.

بيتشا كوتشا هي أسلوب خطابة، يشارك فيها من (8) إلى (14) مشاركا، وتعرض في العملية (20) شركة إلكترونية، مدة كل واحدة منها (20) ثانية، وبذلك يتمكن عدد كبير من المشاركة، لأن حصة المشارك الواحد (6) دقائق و40 ثانية، ويتم خلال مجمل العملية تبادل تجارب وأفكار وقصص نجاح، تقدم من خلالها معلومات مختلفة في شتى المجالات.

انتشرت فكرة (الدردشة) بالعربي و(بيتشا كوتشا) بالياباني إلى 534 مدينة في أنحاء العالم، وبالنسبة للعالم العربي أقيمت أول ليلة من ليالي (بيتشا كوتشا) في بيروت العاصمة اللبنانية، في مايو 2010م، وبعدها انتقلت الى الدوحة ودبي والكويت والمنامة ومسقط، وآخرها كانت أربع ليال بمدينة الشارقة في الإمارات العربية المتحدة في فبراير 2013م ومن ثم دخلت صنعاء وعدن.

نشطت ليالي (بيتشا كوتشا) في عدن، وتشرفت بالحضور في صيف 2014م، وكانت الليالي زاخرة بمشاركات الشباب مختلف القطاعات، وقوام فريق المنظمين من الشباب المتألقين: هبة فهيم وإلياس خان (زوجان) وعبدالكريم علي وريما علي وعمار الكعكي ومحمد رفيق وصقر منقوش وإشراق عبدالله ويسلم بامطرف وحسين ردمان، ويساندهم في عملهم كوكبة متطوعين هم: أثمار موسى وسارة محمد عوض وشريف صالح الشواني وفاطمة سمير وفتح مانع وكرم نصر محمد ومحمد مرشد ومنى فاروق ومعهم وهيب محمد ونواس محمد ونادين نادر وهبة حسن الذيباني.

تمكن الشباب من تقديم أنفسهم وأفكارهم من خلال لقاءات وبروشورات قدمت للمانحين أو الرعاة، وشارك الرعاة بالمال والحضور، وكانت القاعة مزدانة باللافتات والملصقات، وكانت الفعالية ناجحة وآتت أكلها، إلا أن العام 2015م حمل لعدن خاصة كل أصناف الكوارث البشرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي استهدفت الإنسان بأعمال القتل والمنشآت والمرافق العامة والخاصة بالتدمير وكذا البنية التحتية والآثار والمعالم، وذلك في إطار الفوضى الخلاقة، وكانت البلاد عامة وعدن خاصة في مواجهة تآمر المثلث: واشنطن / تل أبيب / طهران، وشارك الحرس الثوري الإيراني في أعمال القتل والتدمير وأخضع المدينة لشلل تام بخسة مجوسية لا نظير لها!.

أصبح الحمل كل الحمل على الأشقاء الكرام: مركز الملك سلمان للإغاثة والهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسات خليجية أخرى، لكن أعمال الخير والبر برزت كثيرا من خلال الهلال الأحمر الإماراتي، حتى مؤسسات الدولة هي الأخرى أصبحت عبئا ثقيلا على الأشقاء في السعودية والإمارات على وجه الخصوص.

القطاع الخاص هو الآخر تعرضت ممتلكاته للنهب وتعرض نشاطه لشلل والتعثر في أحسن الأحوال، ويبقى الأمل معلقا على الهلال الأحمر الإماراتي في تقديم الدعم والرعاية لليالي (بيتشا كوتشا)، لكن وجه الصعوبة، كما أخبرني الشباب المتألقون، أن هناك من يريد أن (يكوش) على الأشقاء الكرام من الهلال الأحمر الإماراتي، ويريدون إقصاء مؤسسات الشباب الإبداعية والاجتماعية التي قدمت ولا تزال تقدم خدماتها للمجتمع المدني في هذه المدينة الطيبة.

أتمنى على الأشقاء في الهلال الأحمر الإماراتي أن يقدموا الرعاية السخية التي عهدناها منهم لأبنائنا الشباب في (بيتشا كوتشا)، وأقول لهم: ثقوا بأن شبابنا لن يخيبوا آمالكم.