fbpx
ما أجمل (عدن) بدون جهاز القتل المركزي

كلنا نُحب “عدن ” كلنا نعشق هواها ونشتاق إليها وإلى كل شيء جميل فيها…نشتاقُ إلى دفئها وناسها الطيبين والى مناظرها الجميلة الخلابة التي لا يملأ اعيُننا في الكون سواها… مهما صُلنا وجُلنا حول العالم والدول الراقية التي نجدُ ونرى فيها مالم نراه في حياتنا من كل نواحي التطور المدني الصناعي وغيره.

إلا اننا نظلُ نشتاق الى عدن وحين يساعدنا القدر ونعود اليها نشعُر بكمال السعادة لتكتمل حين تتكحل اعيُننا بأول نظرة تشاهد فيها عدن … وفيها نشعُر بالدفء ونشعر بصفاء النفس …هكذا مشاعرنا تجاه الغالية عدن وهكذا تربينا وترعرعنا في ربوعها إلى ان اتى ذلك اليوم الأسود في تاريخ الجنوب عامة وتاريخ عدن خاصة !

حين اصبحت الجنوب وعدن مكبلة بأبغض احتلال عرفته عبر تاريخها المعاصر وخاصة بعد حرب صيف عام 1994م الذي تم فيه مصادرة وطن وسلب حرية ابنائه ونهب خيراته وجعل ابنائه اذلاء في وطنهم سوى كان في عدن او باقي محافظات الجنوب الاخرى.

ظل الحال هكذا حُزن وألم وظلم وقهر… اتذكر فيه مرارة كل شيء وملامسة ابشع صور الظلم والتعسف حين نكون في أي مدخل من المداخل الرئيسية لمحافظة عدن التي يتحكم في الدخول والخروج منها مايسمى (بجهاز القتل المركزي)

هكذا عشنا اعوام طويلة بقدر ما نحبُ ونهوى ونعشق عدن نشعر ونحن فيها بالذل ومصادرة الحرية ! ونحن فيها تحت رحمة تلك الاجهزة القمعية الهمجية المتخلفة التي تسجن وتُقتل وقت ما تشاء ووقت ما يحلو لها لتغيب من الحياة خيرة ابناء ومناضلي الجنوب… لا لسبب إلا حينما يقول احد ان هذا وطني ان هذه عدن عاصمتي وهويتي.

هكذا عشنا وعاشت عدن ظُلم وقهر وطغيان ليستمر حتى حرب الإبادة الأخيرة التي شنها المخلوع صالح وحلفائه على الجنوب عامة وعدن خاصة وبعد هذا وما حصل من القتل والدمار في عدن كانت رحلتي بالأمس الى عدن .

الرحلة التي (ابكتني) كثيرا لما شاهدت من الدمار في البنية التحتية والتي ساواها في الدمار والقتل في البنية البشرية ساواها بأكثر وأكثر … لكنها في نفس الوقت كانت أجمل رحلة في حياتي الى عدن !

رحلة افرحت قلبي وشعرت فيها بالحرية حين مررت بكل مركز او نقطة أمنية كانت بالنسبة لكل مواطن جنوبي إنما نقاط ومراكز الذل والتعسف والقهر والقتل التي كانت تمارسها تلك الاجهزة الاسرية القبيلية الفاشية المتخلفة ضد شعبنا الجنوبي

انها أجمل رحلة في حياتي حين مررت بتلك المواقع وشاهدت فيها علم الحرية وعلم الاستقلال يرفرف فيها عاليا يقف خلفه من ابناء هذا الشعب وهذا الوطن الذين ما ان تقترب منهم إلا وتشم رائحة البطولة والشرف والتضحية ..

إنها لحظات اعتبرتها الأجمل في حياتي حين اختفت فيها عساكر الرشوة والقتل الذين جثموا على صدر هذا الوطن والمواطن عقودا من الزمن سُجلت فيها ابشع صور الظلم والقهر والعدوان التي مارستها تلك العساكر ضد هذا الوطن وشعبه العظيم

نعم صحيح التضحيات جسام والخسائر فاِدحة … لكن هذا وحده ثمن الحرية والعزة والاستقلال

الرحمة والمغفرة لشهداء الجنوب الابرار… والدعاء للمولى عز وجل ان يُعجل بشفاء الجرحى … وان يفك أسر الاسراء وعلى رأسهم (عميد الاسرى الجنوبيين  الأسير احمد عمر المرقشي) .