fbpx
هل سيتمكن محافظ عدن في القضاء على الفساد ؟! كتب :علي محمود الهدياني
شارك الخبر

لم يقتصر التحدي الذي يواجه محافظ عدن العميد عيدروس الزبيدي على الوضع الأمني المتردي وتوفير الخدمات العامة لمواطني عدن بل انه يواجه عدو خفي يتمثل بإخطبوط الفساد الذي يعشعش في أروقة المحافظة , فكلنا يعلم انه وطوال العشرين السنة الماضية دأبت سلطات الاحتلال ممثلة برأس الأفعى المخلوع صالح بتكوين طبقة من الو لاءات زرعها في المكاتب التنفيذية ومراكز صنع القرار في عدن لخدمة مصالحه وهي قائمة إلى اليوم.
وبالرغم من تغير الواقع وتبدل الأحوال في الجنوب مع هزيمة مليشيات الاحتلال وخروجها المهين من الجنوب إلا أن شبكة الفساد الصالحية لا زالت نشطه وان كانت قد تعرضت لعوامل تعرية ثبطت من حدة انتشارها إلا أنها لازالت في مرحلة سبات اصطناعي شبيه بسبات الضفادع عندما تتعرض لموجة من الحر والعطش ,لكنها ما تلبث ان تعاود نشاطها وتحاول المواجهة كلما شعرت أن هناك ما يهدد وجودها أو يحاول الاقتراب من شرانقها المترعة بالفساد.
محللون سياسيون قالوا بأن المحافظ الزبيدي يجب ان يتمتع بنفس طويل حتى يتمكن من تطويق بؤر الفساد تلك ومن ثم إزالة ورمها الخبيث الذي تقول التحاليل انه مزمن ويصعب استئصاله بسرعة ,فبعض المسؤولين ممن عاشوا في كنف صالح وسبحوا بحمده مازالت عدوى الفساد تجري في دمائهم , ومن الصعب ان تستقيم طباعهم وهم قد جبلوا على السلب والنهب وحب الذات والأنانية المفرطة ,وخروجهم من السلطة بمثابة خروج السمكة من وسط الماء, ولهذا تراهم وعند تغيير المحافظ يكشروا بجلودهم وأنيابهم كالحيات واذا رأوا استحالة عضه غيروا طريقتهم وسلكوا سلوك الحرباء البرية التي تغير لونها لتتكيف مع الوضع ولتدفع عن نفسها الخطر المحدق.
والحقيقة أن طريق المحافظ الزبيدي ليست مفروشة بالورود , فأذرع الفساد لازالت تشتغل بحركة ديناميكية نشطة وهذا ما شكا منه المحافظ اللواء المرحوم جعفر محمد سعد حين صرح ان هناك من لا يريد الخير لعدن وأعلن حينها انه لن يستسلم لهم وانه سيواصل النهوض بعدن مهما كلف الثمن.
فباعتقادي إن تلك الأشباح التي شعر المحافظ المرحوم بخطورتها وهول فسادها هي تلك التي ستحاول الوقوف في طريق المحافظ الزبيدي .
فهل ياترى هل سيتعقل هؤلاء البشر الذين لازالوا يفكرون بعقلية المخلوع صالح او لهم ارتباط بقوى الاحتلال ويدركون أن الواقع قد تغير وان الشعب الجنوبي ضحى بألاف الشهداء من اجل يبني وطن خالي من الفساد؟!
وهل سيدركوا إن المحافظ الزبيدي أتى من وسط المعاناة وولد من رحم الثورة الجنوبية ؟!, وأن مراهنتهم على إفشاله مجرد وهم فهو مسنود بإرادة الله وبحب جماهير شعبنا الجنوبي الذي يرى فيه القائد والملهم وعليه نعلق آمالنا في الحرية والاستقلال.

أخبار ذات صله