مقالات للكاتب
يا صاحبي الشمالي … عندما جئتك انا الجنوبي بدولتي و بشعبي و بلادي و بثروتي و بكل ما أملك لأقول لك تعال لنتحد.. كنت انا في قمة الصدق … و كنت انت في قمة الكذب …
مددت لك يدي من اجل الوحدة و انت مددتها من أجل الفيد … فخدعتني يا يا صاحبي، و استوليت على ارضي كلها، و قتّلت اهلي، و شردتهم، و اصبحنا بلا هوية …كله بأسم الوحدة.
…
و الان يا صاحبي قررت انا ان انعم بوحدتي الخاصة بي…
وحدة تعني ان يبقى قلبي وحيدا و بعيدا عنك … وحدة مع اهلي في الجنوب ، مع من ينتسبون اليا و لا اشعر بالغربة بينهم …
وحدتنا معكم في الشمال كانت و كأننا نعيش في كهف مظلم، تتحرك فيه الجرذان بسرعة، و نسمعكم تتحدثون للجرذان و لانفهمكم، و عندما تشرق الشمس في الكهف، نراكم انتم و جرذانكم قد قضمتم جزءا آخرا من وطني…
…
كنا نبحث في وحدتنا معكم عن الحب … عن الانتماء … عن ان نحلم معا و نحقق احلامنا و احلام ابنائنا، و لكنكم لا تعرفون الا حب الفيد و سرقة الثروات، و تكرهون الاحلام الجميلة و تعيشون على الواقع الذي يسمح لكم بمزيد من سرقات وطني.
…
ضحينا تقريبا بربع قرن من حياتنا في احضان وحدة تكرهنا … وحدة تتجاهل مشاعرنا و احاسيسنا … وحدة اذلتنا ايما ذل … و انتهينا.
يا صاحبي الشمالي…
نحن لا نريد هذه الوحدة، لكم ارضكم و لنا ارضنا … لكم تاريخكم و لنا تاريخنا … لكم مستقبلكم و نعرف مستقبلنا … اننا نمد ايدينا لكم لننفصل منكم، و لكن عندنا القوة و الجرأة في التخلص منكم بالقوة لو تريدون.
…
لقد قررنا نحن في الجنوب ان نعيش وحدتنا مع انفسنا … نبني بلدنا بسواعد ابنائنا، كفاية ما ضاع من عمر ارضنا … نريد ان نهدأ من وجع راسكم، نريد ان نسترخي في شواطئ بلادنا الجميلة … نريد ان نبدأ التخطيط في اعادة اعمار بلادنا
…
نريد ان نعيش وحدتنا مع انفسنا، نفعل ما نشاء ، ونختار ما نشاء ، و نصدر القرارات و الإختيارات التي تأتي على هوانا نحن فقط.
…
يا صاحبي الشمالي
خلاص لن يقوم أحد بالتأثير على خيارنا وقراراتنا كما كنتم تعملون ايام الوحدة…
و أخيرا هل ستقبل بأنفصالي يا صاحبي الشمالي؟
هذا شيئ راجع لك …
…
و اتمنى ان يشذّ ابناء الشمال عن حكامهم المجرمين … و تخرج مسيراتهم في شوارعهم … في محافظاتهم … في مديرياتهم يطالبون فيه بعودة الجنوب الى كيانه السابق قبل 22 مايو 1990 .
سنشكركم عندها، و لن ننساكم كجيران ابديين لنا.
ولكن لو عدتم لقتلنا من جديد … فلدينا الآن مقاومة شعبية ستوجعكم.