fbpx
الجنوب وقضيته لا يختزلان في “الزٌبيدي وشلال” – كتب مطلق الخريشي
شارك الخبر

غالبا ما كان الانسياق وراء العاطفة سبب للنكسات في الجنوب غير ان هذه النكسات لم تستطيع ان تكسر ارادة الجنوبيين في السعي نحو التحرير والاستقلال ,فسرعان ماكانوا ينهضون بعد كل نكسة ليعاودوا السير في طريق النضال المقدس لنيل الاستقلال لكننا بعد هذا اليوم لا اظن اننا نستطيع النهوض اذا لا سمح الله ساقت لنا العواطف نكسة اخرى، نتيجة التسرع وانتهاج الشمول والتعميم في جزئيات وفرعيات هنا وهناك .

الاغلبية الساحقة في الجنوب استبشرت بالخير في تعيين الزبيدي وشلال وعاد الفرح من جديد ليطرق ابواب قلوبنا بعدما نسيناه منذو 25 عام , إلى هنا والامور بخير  . لكن اصارحكم القول ان ما افزعني حقا هو المحاولات الجاهدة التي يبذلها جهات عديدة لاقناعنا بان الجنوب وقضيته مرهون بالزبيدي وشلال , وهذا الامر خطير جدا وهذا بالفعل ما بدء يترسخ في ذهن الكثيرين من ابناء الجنوب.لهذا وجب التحذير .

ايها الناس يجب ان تعلموا ان الزبيدي وشلال لا يملكون عصا موسى او الفانوس السحري لكي يغيرو واقعا مؤلما عصارة 25 عام من الشقاء والبؤس والمعاناة التي تفنن نظام صالح في صناعتها واذاقتها لابناء الجنوب , بالتالي يجب على الجميع ان يشمروا سواعدهم ليعينوا هاذان القائدان على تحقيق الحياة الكريمة للجنوب واهله.

كما يجب ان يدرك الجميع ان الجنوب وقضيته لا تختزل في هاذين القائدين.. فاذا لا سمح الله حدث لهما شي  او لم يحالفهما الحظ في تحقيق مايصبوا اليه الجنوبيين تكون القضية  قد انتهت, وهذا مالا نريده ان يترسخ في الاذهان , اذ ان الكثير من الاصوات تردد ( اذا اخفق الزبيدي وشلال فلن تقوم لنا قائمة).

الانسياق وراء العواطف يعمي ابصار الكثيرين ويجعلهم يرفعون سقف توقعاتهم لما سوف تئول اليه الاوضاع في الجنوب , دون ان يعطوا للعقل مجال للتفكير والتقدير الصحيح للمعطيات والمقومات التي تحدد سقف التطلعات التي نحلم بها جميع.

ولهذا نود القول، ان القضية الجنوبية، اكبر من الاشخاص والافراد، وانها قضية شعب، لا ترتبط بشخص ولا منصب هنا او هناك، بل ترتبط بمصير شعب وأجيال قادمة .

ويجب ان يعي كل جنوبي، ان هذين القائدين البطلين، سخرا حياتهما لخدمة القضية الجنوبية وهدف استعادة دولة الجنوب، وان ما يقومان به اليوم، هو ضمن مساعي سياسية للوصول الى الهدف المنشود، وان وجودهما في منصبيهما او عدم وجودهما لا يسقط عنهما فردية العمل والرأي، وهو جزء بسيط من إرادة شعب، ولا يمكن ان يتغلب هذا الجزء البسيط على رأي وارادة شعب باكمله .

 

 

أخبار ذات صله