fbpx
هل سيتدخل الروس في حرب اليمن؟*

د. عيدروس نصر ناصر**
بعض صبية الحوثي وصالح يتحمسون جدا للترويج للتدخل الروسي في حرب اليمن التي أشعلوها منذ عام ولم يقتنعوا بعد أنهم خائبون في بلوغ ما يتمنونه منها.
منذ أيام تهلل وسائل إعلام المخلوع وحلفائه للتدخل الروسي، وكأن روسيا عامل بالأجرة ينتظر من يدفع له أجرة يومه ليخوض حربا حمقاء نيابة عنه، وقد شاهدت عددا من التصريحات وتابعت عددا من التحركات لبعض من يسميهم العدنيون ب(العويله) ويسميهم الصنعانيون ب(الجهال) وهم يبشرون بقرب التدخل الروسي.
يتناسى هؤلاء (العويله) أن روسيا هي إحدى الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية (التي لنا عليها عشرات الملاحظات) لكنها تظل المرجعية الأساسية لأي تسوية سياسية في اليمن، ويمكن تطويرها والبناء عليها، ولكن ليس نسفها وإلغاؤها من قبل رعاتها الذين روسيا واحد منهم.
كما يتناسى هؤلاء (الجهال) أن روسيا ليست موظفا مع إيران تطلبها فتستجيب وتوقفها فتتوقف، روسيا يمكن أن تستخدم إيران، لكنها لا يمكن أن تكون خادمة لدى إيران ، وبالتالي يصبح الرهان على تدخل روسيا، لصالح تحالف الحوافش ، مجرد أمنية يرددها هؤلاء الصبية ومجرد جرعة تحميس وتنشيط يضخونها في نفوس مقاتليهم الذين رموا بهم إلى محرقة الحرب دون أن يحسبوا حساب النتائج المأساوية لهكذا مغامرة.
تدخلت روسيا في عدة بلدان، وفي كل مرة كان لديها ما يبرر سياساتها الخارجية ومصالحها الاستراتيجية، وتحالفاتها الإقليمية والدولية، وكانت تجربة أفغانستان المريرة عاملا من عوامل انهيار امبراطوريتها، وما تزال تحصد نتائج تدخلها في جورجيا وأوكراينا وهما دولتان جارتان من مكونات الاتحاد السوفييتي السابق، أما تدخلها في سوريا (وهو عمل لا يخلو من الحماقة والمغامرة) فيعود إلى وجود مصالح استراتيجية ترتبط بالصراع الروسي الغربي، ووجود قواعد عسكرية روسية في سوريا منذ زمن الحرب الباردة.
اليمن ليست جمهورية سوفييتية سابقة، (ولو طالب أصدقاء الاتحاد السوفييتي السابق بالتدخل، وهم لن يفعلوا ذلك ولا روسيا ستقبل به) فإن التدخل لن يكون لصالح الحوافش بل سيكون العكس، وهو أمر غير وارد ولا مطروح.
روسيا ليس لها قواعد عسكرية في اليمن حتى تأتي لتدافع عنها، والرشاوي التي يمكن أن يقدمها هؤلاء الصبية لروسيا ليورطوها في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل، لدى روسيا مئات أضعافها لتقدمها لهم ليخرسوا ويجنبوها مراهقاتهم الحمقاء التي لن يجني من يتورط فيها إلا الوبال والويل.
خلاصة القول، إن حكاية التدخل الروسي في اليمن هي أكذوبة كبيرة مثل إكذوبة تحرير فلسطين عبر عدن أو احتلال الحرمين من خلال إسقاط تعز.