fbpx
برقيات عاجلة*

د. عيدروس نصر ناصر**
تولي قيادة محافظة عدن والقيادة الأمنية فيها على وجه الخصوص مهمة غاية في التعقيد والدقة والمسؤولية والخطورة، . . . التعقيد ناجم عن حجم التدمير الذي شمل كل شيء على مدى عقدين متواصلين من العبث والانتقام، . . . والدقة تنبع من حساسية القضايا التي ينتظر الناس حلها من القيادة الجديدة للمحافظة، بحيث إن مجرد التقصير الصغير قد يحسب فشلا، ومجرد الزيادة في جرعة المعالجات سينظر إليه على إنه قسوة وكبت، . . والمسؤولية تنبع من التطلعات والآمال التي يعلقها المواطنون على القيادة الجديدة والتي لا نتوقع أن تمضي بدون مصاعب وعراقيل وأحيانا مؤمرات ومعوقات اصطناعية، . . . والخطورة تنبع من جسامة المشكلات وتشابكها وتداخلها وازدواجية المسؤوليات بين قيادة الدولة (المقيمة في عدن) وقيادة المحافظة المناط بها معالجة مشاكل عاصمة هي بوزن بلد ، ومن هنا نقول للثائرين عيدروس وشلال ومعهما كل القائمين على الأجهزة الأمنية والتنفيذية والخدمية المختلفة : أنتم ممنوعون من الخطأ، كل المطلوب منكم هو الصواب والصواب فقط وهذا يستدعي الحذر والدقة والاستشارة والاستماع إلى آراء الخيرين المنتشرين في كل عدن والجنوب
* * *
الحملة الأمنية التي قامت بها الأجهزة الأمنية في عدن لاقت ترحيبا كبيرا من أوساط عديدة من المواطنين باعتبارها مؤشر على اتجاه السير نحو استعادة عدن لمدنيتها وسلمها وأمنها واستقرارها، لكن الحملة لاقت حملات تشهير وتشويه وجرى تصويرها أنها موجهة ضد المواطنين الشماليين، ولو كانت كذلك لأدنناها جميعنا، لكن طالما هي تستهدف أوكار الإجرام وجماعات القتل والعابثين بأمن عدن فإننا نؤازرها ونؤيدها وندافع عن القائمين عليها، وقد بلغني أنها اكتشفت مجاميع من الإرهابيين (الدواعش المتحوفشين، أو الحوافش المتداعشين لا فرق) وعلمت أن من بينهم عدد كبير ينتمون جغرافيا إلى المحافظات الشمالية فيما هناك عدد من أبناء الجنوب، . . وللعازفين على وتر الشطرية والتحريض العنصري نقول أن المجرم بجب أن يردع حتى لو كان من أحفاد الأنبياء وليس من حق مجرم ومخرب أن يحتمي بالشطرية ليمارس جرائمه ، ونحن لا نرى فرقا بين العنصري الذي يريد أن يحكمنا باسم ولاية البطنين، أورالحقرالتاريخي، أو المخرب الذي يرهب الناس ويشوش أمنهم باسم الوحدوية وما إن يكشف أمره حتى يصرخ ويولول: أنا شمالي دعوني أخرب وأقتل لا تقتربوا وإلا فإنكم انفصاليون .
* * *
صديقي وزميلي المحامي خالد الآنسي من المتمسكين بالوحدة اليمنية وهو وحدوي جدا جدا جدا، بحيث لا يجري حادث إلا ويتهم فيه من يسميهم بالحراكيش، وعندما كانت المقاومة الجنوبية تتصدى للمشروع الإيراني وحدها بالأسلحة الخفيفة وتلحق بأزلام إيران أقسى الهزائم كان يتهم هذه المقاومة بالعمالة لإيران، وهذه الأيام لا تخلو صفحته على فيس بوك كل يوم من شتيمة تحتشد بالبذاءات (الوحدوية) تجاه رواد القضية الجنوبية وقادة المقاومة الأبطال الذين ينعتهم بالحركيش.
يا صديقي يا خالد أيها المحامي الماهر والمحترف، . . . أنت تعلم وأنا أعلم أن من تسميهم الحراكيش لم ينهبوا منزلا في صنعا أو ذمار أو آنس، ولم يأتوا غزاة فاتحين في صعدة وعمران والحدا، ولم ينهبوا مترا واحدا في الحديدة ولا دمروا مسجدا أو دارا لتعليم القرآن، ولم يقتحموا منزل إصلاحي (ولا غير إصلاحي) واحد، ولم يتصورا في غرف نوم المعتقلين ولم يتخذوا إصلاحيا واحدا درعا بشريا لحماية أسلحتهم التي نهبوها من معسكرات الدولة، كما لم يقوموا بنهب الأراضي والمنشآت ومؤسسات الدولة الشمالية، ولم يصدروا الفتاوي بإباحة دماء الشماليين واستباحة أرضهم ونساءهم، ولم. . ولم . . ولم.
يا صديقي أيها المحامي الوحدوي، كيف تكون وحدويا وأنت تنصب نفسك محاميا للشياطين الذين يخربون ويسرقون ويقتلون، فقط لأنهم من أصول شمالية، وكيف تكون وحدويا ونحن لم نسمع منك كلمة واحدة تدين أعمال القتل التي تعرض لها المواطنون الجنوبيون منذ العام ٢٠٠٧م بل من العام ١٩٩٤م ؟
يا صديقي أيها المحامي البارع، المجاميع التي تم اعتقالها اليوم في عدن عثر لدى بعضها على أسلحة ومتفجرات وأدوات تخريب ومخطط تخريبي متكامل ستكشف عنه التحقيقات اللاحقة فكيف نفهم دفاعك عن هؤلاء فقط لانتمائهم الشطري وأنت الوحدوي الجهبذ الذي يعض على الوحدة بالنواجذ!!!