fbpx
اغتيال سعد يندرج في مخطط اغتيال وطن

عبدالوهاب الشيوحي

فجعنا جميعا في الجنوب بخبر استشهاد اللواء جعفر محمد سعد محافظ محافظة عدن , وكان لنبأ استشهاده وقع مزلزل على كل الشرفاء والمحبين لهذا الوطن , ,وبالاضافة الى الجانب الانساني في الامر فأن مصدر فجيعة الجنوبيين به ليس فقط لخسران شخصية وقيمة وطنية عالية , مثال في الاخلاص والإقدام والصدق , بل لكون تصفية سعد هي مؤشر لعمق الشر الذي تخفيه قوى الظلام المختلفة للجنوب والجنوبيين .
امام هذه الفاجعة على الجنوبيين كل الجنوبيين ان ينتبهوا ويتيقظوا لما تعده لهم قوى الظلام والإجرام فهم مصممين على القضاء على كل شيء جميل على سطح هذه الرقعة الجغرافية , ولن يتركوا فيها الا اللصوص والمتاجرين بأوجاع الناس وميتي الضمير .
ان الاعلان المبكر لدولة الظلال بأنها قد اصابة رأس الكفر والردة , والمبادرة السريعة الى اعلان ذلك فور حدوث الجريمة على غير العادة التي درجت عليها داعش في التأني بتبني افعالها , هذه الاستعجال يؤكد الدلالات التي تشير الى ان من يقف وراء جريمة اغتياله هو عفاش والحوثي وليس احداً غيرهم فالاتهام الشعبي قبل الرسمي للفواحش ( عفاش والحوثي ) بأنهم وراء هذه الجريمة ليس عبثاً , وليس هروباً من الحقيقة كما ذكر بعض عرابيهم , بل هو مبني على حقائق مؤكدة وقرائن قوية تؤكد انهم من يحرك كافة القوى والعصابات الظلامية في الجنوب .
هذه البقعة التي تقع جنوب الجزيرة العربية هي استثناء لكل ما يدور في العالم , في كل الجوانب فلا اخوانها اخوان ولا قاعدتها قاعدة ولا دواعشها دواعش .
لا شك لدي ان المغرر بهم الذين ينفذون هذه الجرائم يعتقدون ان الحور العين على احر من الجمر في انتظار ان يلتقين بهم , بينما هم في الحقيقة سيساقون مصفدين بالأغلال الى جهنم وبأس المصير , وهم في الاخير مجرد ادوات قتل لا تعي ما تفعل ولا من تخدم اذ تحركها قيادات مخترقة بشكل مؤكد من عفاش وعصابته , وحينما نتكلم عن حقائق تؤكد هذا الاختراق , فالكثير يعلمون ان من يسمون انفسهم اليوم قيادات داعش وقبلها كانوا قيادات للقاعدة وأنصار الشريعة كانوا يستلمون عطاءات شهرية تقدر بملايين الريالات من عفاش ’, وكانوا يعيشون في بيوتهم بجانب ادارت امن عفاش ويديرون منها عملياتهم , فلا عفاش طلبهم ولا طائرات الدرونز تعرضت لهم .
اما القرائن على هذا الامر فهي كثيرة وشاخصة , اين اختفى جلال بلعيدي في حرب الجنوب مع الدواعش ؟ , ولماذا لايذهب لقتالهم حيث هم طالما وهم لا يؤمنون بالحدود ؟! , لماذا لم يهاجمهم حينما كانوا يقيمون نقطة على باب منزله في زنجبار وينشرون نقطهم على كامل تراب ابين ؟! , لماذا لا يستهدفون منسوبي منظمة عفاش الاجرامية الذين لا يزالون في عدن وابين وكافة المحافظات ؟! ,واذا رجعنا الى الوراء , فلماذا عجزوا عن استهداف المجرم مقولة قائد المنطقة الجنوبية الاسبق ولم يحاولوا حتى , بينما قتلوا الشهيد قطن القائد الجنوبي الذي اتى بعده ؟!
وللتدليل اكثر على عمق ما يخبئونه ويعدونه للجنوبيين من جرم وفجر فلنسأل انفسنا طالما وهؤلاء القتلة يدعون انهم يستهدفون كل من يتقلد وظيفة رسمية , لماذا لا يتم استهداف محافظ ابين وهم يسيطرون عليها ؟! ,ولماذا لا يتم استهداف محافظ لحج وهو يتمتع بحماية امنية اقل من ما تمتع بها جعفر محمد سعد طالما وهم حسب زعمهم يستهدفون كل طواغيت النظام ؟! اليس هؤلاء وغيرهم الالاف من طواغيت النظام ؟! , الجواب لأنها تأتيهم الاوامر باستهداف كل جميل وكل قيمة على هذه البقعة من الارض , استهدفوا جعفر لأنه قيمة جنوبية حقيقية عالية , استهدفوه لأنه صدق في تحمل الامانة , استهدفوه لأنه اوجعهم بأفعاله وصدقه مع الناس , قتلوه لأنه احب عدن والجنوب وعمل لأجلها , استهدفوه لأنهم يريدون استهداف كل الجنوبيين من خلاله , استهداف امنهم وأمانهم , استهداف محاولات اعادة بناء انفسهم , زعزعة ثقتهم ببعضهم وبأنفسهم وبمشروعهم التحرري .
اليوم وبعد ان تمت تصفية الشهيد جعفر محمد سعد على الجنوبيين ان يستوعبوا الدرس جيداً , وان لا يستمر البعض منهم في مخادعة انفسهم فهم جميعهم مستهدفون , وما يحصل من خداع بعضهم هو فقط لحاجة الطرف الاخر لهم في لعب ادوار المحللين والشركاء المزيفين لإرادة الجنوبيين وسرعان ما يأتي وقت التخلص منهم او على الاقل اقصائهم بعد ان تنتفي الحاجة اليهم , ليدخل الخدمة مستخدم جنوبي جديد مخدوع او مرتزق , والأمثله على هذا الامر اكثر من ان تحصر , وليس هادي وبن مبارك آخر هؤلاء المخدوعين .
لابد لنا في الجنوب من التعاطي مع الواقع بصدق وتجرد وتأجيل مسائل الخلاف والإطماع الى ان يحين وقت حسمها بالطرق المتعارف عليها لدى الشعوب المتحضرة , اما اليوم فلا مخرج ولا معرج لنا للنجاة بأنفسنا وبلدنا الا بالاصطفاف الصادق جنوباً والالتفاف حول الرموز التي تشكلت ابان معارك التحرير الاخيرة .
رحمة الله تغشاه ايها الشهيد العظيم .