fbpx
عفاش..وكابوس الضالع!!

(عدن في يد الضالع).. ضحكت كثيراً وأنا أتصفح هذا العنوان البارز جداً جداً في (يمن المخلوع) وكأنما يريد من خلاله القول (الضالع تحتل عدن)، وكأن الضالع أبعد من (مران) أو من (سنحان) أو من بلاد (واق الواق).. هكذا يبدو المعنى الخفي لمن لا يعرف أن الضالع جنوبية الاصل والهوى والهوية، بل هي عنوان بطولته ومقاومته الأبية ضد جيوشهم الغازية.. ولا أعتقد أن أحدا لا يعرف ذلك في الداخل والخارج، خاصة وقد سطع اسم الضالع خلال مقاومتها الباسلة طوال أيام الجمر والنار في مواجهة جحافل التتار حيث تصدر اسمها عناوين الصحف ونشرات الأخبار.

نعم..الضالع كابوس مزعج أوقف هجمات ضباع عفاش وقضى على حلمهم باستعادة احتلال الجنوب، وردهم على أعقابهم صاغرين يطلبون النجاة بعد أن مَرَّغ أنوفهم بالتراب..فقنعوا من الغنيمة بالإياب.

اليوم يرعبهم هذا الكابوس أكثر وأكثر.. يقض مضاجعهم في صحوهم وفي منامهم، في غدوهم وفي رواحهم، خاصة بعد قرار الرئيس هادي بتعيين عيدروس الزبيدي محافظاً لعدن، وشلال شائع مديراً لأمن عدن(والاثنان من فرسان الضالع) .

ها هو عفاش وزبانيته يعودون للعزف النشاز على اسطوانتهم المشروخة لمحاولة الخلاص من هذا الكابوس، بالسعي مجدداً لتفتيت اللُّحمة الجنوبية بالقول (عدن في يد الضالع) كرد فعل يعكس صدمتهم التي لن يفيقون منها طويلا من (كابوس الضالع) الجاثم فوق صدورهم وعلى خلايا مكرهم وغيظهم وغلّهم.

لولا أن عفاش، أراد العكس، لشكرناه على ما قدمه ويقدمه من خدمات لم يقصدها تصبُّ في محصلتها في توحيد الجنوبيين، وترص صفوفهم وتعزز إيمانهم بهويتهم ووطنهم الجنوبي المتحرر، الذي أضاعه  بغبائه وطمعه غير المشروع وأضاع الشمال على (العيال) كما كان يخطط ويدبر في (الخيال).

ببركاتك أيها الأُفعُوان عفاش.. أصبح الجنوبيون اليوم أسياد أرضهم وحكامها بعد أن كانوا مطاردين ومشردين ومبعدين ومنفيين ومعتقلين وعلى هامش الوظائف في عهدك النتن.

اليوم أصبح الجنوب ملكاً لكل جنوبي حر ، بغض النظر عن منطقته..فالضالع هي بوابة الجنوب، وأبين خاصرته، وشبوة وحضرموت والمهرة أفقه  الممتد في عمق التاريخ وفي الحاضر وفي المستقبل وعدن قلبه النابض ولحج دوحته الغناء..

جعفر ..عيدروس.. شلال.. منّا آل الجنوب ..لا فرق إن كان ضالعيا أو أبينياً أو عدنياً أو لحجياً أو حضرمياً أو صبيحياً أو شبوانياً أو مهرياً أو سقطرياً أو يافعياً .. فببركاتك أيها الافعوان أصبحنا (كلنا جنوب) نمقت المناطقية.. والمناسب بالنسبة لنا هو الأجدر في تبوأ الموقع المناسب..

لا شك أنك الآن تعيش أصعب أوقاتك وفي أسوأ حالاتك النفسية، حين تسمع أن عدن قد فازت بخير خلف لخير سلف.. ولعلك تهذر وتثرثر بين فينة وأخرى وبدون شعور :” يا الله ما هذا الكابوس؟: ما هذا الجوّ الخانق؟ ” ..

سيظل هذا الكابوس الجنوبي يلاحقك في الملاجئ والأنفاق يخنق أنفاسك..

فتوحَّش في غيّك ..ومُت في غيظك ..

واختتم بهذه الأبيات للشاعر احمد مطر بعد تحويرها:

الكابوس أمامك قابع

قمْ من نومكَ

لست بنائم

ليس، إذن، كابوساً هذا

بل أنت ترى وجه الضالع !