fbpx
13 مجزرة تمثل مأساة (عدن و لحج) في تقرير حقوقي كشف درجة إجرام المليشيات الحوثية
شارك الخبر
13 مجزرة تمثل مأساة (عدن و لحج) في تقرير حقوقي كشف درجة إجرام المليشيات الحوثية

يافع نيوز – متابعات :

عريضة اتهامات ودلائل طويلة ومفصلة وموثقة احتوت عددًا من الجرائم والانتهاكات كالقتل المتعمد للمدنيين، وتطول لتذكر استخدام المختطفين والمعتقلين والسكان دروعًا بشرية، وتهجير المواطنين وتشريدهم، وتدمير شبكة المياه والكهرباء، و لا تنتهي عند منع دخول المواد الغذائية والطبية، كل هذا وأكثر استخدمته المليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي صالح في السعي إلى إخضاع سكان محافظتي عدن ولحج.

عريضة الاتهامات التي سنذكرها بالتفصيل في الأسطر القادمة تشرح حجم المعاناة التي لحقت أبناء محافظتي (عدن و لحج) فقد شنت عليها حرب دموية جراءها تفاقم ﺍﻟﻮﺿﻊ الإنساني إلى درجة كارثية، وأﺟﺒﺮوا ﻋﻠﻰ ﺇﺧﻼﺀ المستشفيات التي ﺑﺎﺗﺖ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﺝ الحالات ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ؛ نتيجة ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺮﺣﻰ والشهداء، كما أن ﺷﺒﺢ ﺍﻟﻤﺠﺎﻋﺔ خيم ﻋﻠﻰ الأحياء المحاصرة الذين كانوا ينتظرون ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﺑﻮﺭ ﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺁﻣلين ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺑﻀﻌﺔ ﺃﺭﻏﻔﺔ.

الشيخ عبد الله بن علي إمام وخطيب مسجد في عدن قال لبرنامج التواصل مع علماء اليمن عن تلك الأيام: الوضع الإنساني كان صعبا قبل الحرب فما بالك وقد تم حصارنا من كل مكان!

بل المؤسف أن نكتشف مدينة كعدن يزيد عدد سكانها عن مليوني إنسان لا يوجد فيها ما يغطيها من القوت والوقود لمدة شهر فقط؛ إذ بعد شهر واحد أصبح قرص الخبز من المستحيلات.

إن عريضة الاتهامات جاءت في المؤتمر الحقوقي الثاني الذي نظمته مؤسسة عدالة للحقوق والحريات حيث تم استعراض تقرير عن الأحداث التي مرت بها محافظات عدن ولحج خلال الفترة مارس- أغسطس 2015 إلى جانب صور توثيقية وفلم وثائقي قصير بعنوان (أطفال مقاتلون)، وقد شارك فيه ممثلو السلطة المحلية ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان وإعلاميون ومبادرات شبابية مختلفة.

الشيخ عبد الله في تصريحه لبرنامج التواصل يقول” إن الخطباء والدعاة يجدون خطوة المؤسسة في الطريق الصحيح لكشف الحقائق أمام العالم.

وينصح بقية العلماء والخطباء والدعاة بـ” حث الدولة والمنظمات الحقوقية المحلية على تدويل القضية وتجريم هذه الفئة المنحرفة ونبذها وعدم التسامح الفكري معها وجعلها ضمن قائمة سوداء أبد الدهر وسن قوانين تمنع كل ما يمت بصلة إلى هذا الفكر”.

ودعت المنظمات الحقوقية وأبناء المحافظات المتضررة ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻬﺠﻤﺎﺕ ﻭﺣﺸﻴﺔ من المليشيات إلى سرعة تشكيل لجان لتقصي الحقائق للانتهاكات وادعاءات حقوق الإنسان وﻓﺘﺢ ﺗﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ جرائم يندى لها الجبين وصفتها مؤسسة عدالة للحقوق للحريات بـ “حرب لم نشهدها على مر القرون حيث أقدمت مليشيات الحوثي وأنصار المخلوع علي صالح على شن حرب عدوانية غازية …

تدثرت تحت شعارات محاربة القاعدة والدواعش، لتخفي طابعها الطائفي وأطماعها التوسعية للسيطرة السياسية وما تمثل من مصالح لقوى خارجية، كما وأكد التقرير الذي عرضته المنظمة حدوث “أكثر من( 8 ) مجازر في عدن وما يزيد عن ( 5 ) مجازر في لحج”.

وأشار التقرير الصادر عن المنظمة أن الحالة الأمنية المتدهورة أثناء الحرب وبعدها والجرائم التي ارتكبتها مليشيات الحوثي وصالح ضد السكان في أكثر من منطقة انعكست على الحالة النفسية للمواطنين “كان للمجازر التي طالت المدنيين في كل من (عدن و لحج) أثرها على حياتهم النفسية “.

علاوة على الأثر المترتب للجانب الإنساني والنفسي الذي تركته الانتهاكات الحوثية؛ توجد انتهاكات طالت الأمن وحياة المواطنين مازالت آثارها شاهدة حتى لحظة كتابة التقرير، وقد أضافت المؤسسة الحقوقية: “إن تفكيك و تدمير أجهزة الأمن مع بداية وأثناء فترة الحرب يمثل صعوبة كبيرة بعد الحرب أمام إعادة جاهزية هذه الأجهزة للعمل لا تزال المؤسسات الحيوية كالمؤسسات القضائية والأمنية والسجون والشرطة مشلولة عن العمل ومتوقفة تماماً مما يجعل المواطن في حالة هلع وخوف مما يحدث في الشارع من تضاربات في الأفعال والجرائم المنتشرة في وضع يغيب فيه القانون”.

واستهدفت حرب المليشيات الحوثة وقوات المخلوع بدرجة أولى الإنسان في عدن ولحج وغيرهما, وخلفت بعدها الكثير من الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان ترتقي لمستوى جرائم الحرب والإبادة الجماعية كما أفاد التقرير من خلال الممارسات اللاإنسانية واللاأخلاقية التي أودت بحياة الناس، في نهج يتناقض مع الموقف الشرعي الذي سنه الدين الحنيف.

فوفق تصريح الداعية عبد الله بـ” أن الحياة هبة من الله وملك له وحده فلا يجوز إزهاق نفس بغير وجه حق حتى نفسك لا تملك الحق لإزهاقها بالانتحار فمن أحياها أحيا الناس جميعا ومن أماتها أمات الناس جميعاً فحق الحياة كفله الشرع لكل حي بغض النظر عن دينه فكيف إذا كان الحوثي قد انتهك حتى حياة النساء والأطفال العزل بل وحرم جنوده حق الطفولة وجعلهم بيادق لتحقيق أطماعه المريضة فيضحي بحقهم في الحياة لأجل السيد القذر”.

كفل الإسلام لكل البشر الحق في أن يعيشوا بأمان في أرض الله وأن يوفر الأمان لمن يعيشون في كنفه بأن يأمن الإنسان على ماله وعرضه ودمه ودليل ذلك قوله تعالى: “ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما”، وكذلك حديث الرسول صلى الله علية وسلم “المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه” فهذه قوانين نصها الإسلام لتحقيق الأمان في المجتمع، وعلى العكس مما شرعه القرآن الكريم والسنة النبوية وفي تناقض صارخ معها أوضحت آليات المتابعة والرصد التي قامت بها المؤسسة ضمن التقرير جملة من الانتهاكات المرتكبة من مليشيات الحوثي وقوات صالح خلال عدوانها على عدن ولحج وأهمها: – القتل المتعمد للمدنيين من خلال استخدام القنص للمارة والسكان في مساكنهم (خور مكسر، المعلا، كريتر، التواهي).

-استخدام السكان دروع بشرية من خلال التواجد والتمركز بالبيوت والأحياء السكنية أو احتجاز المواطنين في نقاط التفتيش وإعاقة تحركاتهم خاصة بين المديريات.

– انتهاك حرمة المساجد بممارسة الاعتداء والاختطاف والتصفيات والتفتيش والقتل فيها.

-استخدام المختطفين والمعتقلين دروع بشرية في المعسكرات والمرافق الهامة التي يحتمل ضربها من قبل المقاومة أو طيرن التحالف.

– الاختطاف والاعتقالات للناشطين في المجال الطبي ومنظمات المجتمع المدني وكل من يعترضهم أو يبدي موقفاً معارضاً إلى جانب مواطنين أبرياء.

– تشريد وتهجير المواطنين عبر البحر إلى جيبوتي وبعض المديريات الآمنة نسبيا.

– التعمد في إبقاء جثث الضحايا من المواطنين في الشوارع ورفض تسليمهم لأهاليهم وحتى للهلال الأحمر والمنظمات الأخرى.

– منع دخول المواد الغذائية والطبية للسكان بمديريات (كريتر، خور مكسر، المعلا، القلوعة، التواهي) المسيطرين عليها.

– تدمير شبكة المياه والكهرباء (الخزان الرئيس في جبل حديد ومحطة شيهناز) بسبب تواجدهم فيها بفعل الطيران.

– قامت المليشيات وصالح باختطاف وتجنيد الأطفال والزج بهم في معارك وساحات قتال أتت بهم من شمال الشمال إلى الجنوب واختطاف مدنيين من عدن ولحج كأسرى حرب من قبل الحوثي وترحيلهم إلى السجون في صنعاء.

– منع التواصل بين السكان في المديريات مع كثافة انتشار النقاط التي تعيق وصولهم إلى المديريات. – السيطرة على المستشفيات وتهديد الأطباء واختطاف الجرحى والمختلين عقلياً ونهب الأدوية وتدمير الأجهزة وإغلاق المستشفيات (الجمهورية، باصهيب، مستشفى الشعب الخيري، وغيرها) أمام المواطن.

كما تضمن التقرير الكثير من الانتهاكات التي خلفتها المليشيات الحوثية، الأكثر من الجرائم التي تعتبر في الإسلام الحنيف بمثابة الحرابة على من يقومون بقطع الطريق لإخافة الناس كتلك الجماعة الإجرامية، وفي سبيل محاربتها وإيقاف جريان نهر انتهاكاتها يؤكد الشيخ عبد الله أن كل “الدعاة والخطباء الذين كانوا منذ سنين يحذرون من خطورة هذا الفكر وأنه يقود للموت والقبر وليس للحياة فلا منطق عقلي ولا شرعي يسند فكر هذه الجماعة المارقة ” ، ويدعو الشيخ عبد الله إلى “أن تتضمن المناهج التربوية مع الدعاة والعلماء التحذير منهم (جماعة الحوثي) وجعل ذلك قناعة بعد أن رأينا بأعيننا عاقبة السكوت عنهم”.

أخبار ذات صله