fbpx
لئن كسر المدفع سيفي فلن يكسر الباطل حقي، وداعاً جعفر

كتب :احمد اليهري

’’إننا نقاتل لأن علينا أن نقاتل في سبيل ديننا وحريتنا حتى نطرد الغزاة أو نموت نحن، وليس لنا أن نختار غير ذلك، انا لله وانا اليه راجعون’’

عمر المختار

أن عملية اغتيال الشهيد اللواء جعفر محمد سعد كان الهدف منها اغتيال لروح المقاومة الوطنية الجنوبية واضعاف المعنويات الشعبية والغاية هدم المشروع الوطني وكسر الانتصارات الشعبيىة التي تحقتت بحرب تحرير عدن خاصة والجنوب عامة.

ترجل الشهيد البطل بعد مسيرة وطنية عامرة في خدمة المشروع الوطني الجنوبي منذ فترة السبعينيات في القوات المسلحة ومروراً بحرب الدفاع عن الجنوب في عام 1994م وعندما ناداه الوطن مرة اخرى لبى النداء في عام 2015 م للمشاركة بتحرير الجنوب من دنس البرابرة القادمين من الجمهورية العربية اليمنية وميليشات الحوثيين الارهابية.

لقد تمييز الشهيد اللواء جعفر محمد سعد عن غيره من المسؤولين القابعين ببعض العواصم العربية وقصر المعاشيق في عدن .انه لم يكن يوم من الايام احد ادوات المخلوع علي صالح ليمارس الظلم والانتهاكات بحق شعب الجنوب او حامل مزمار للفاسدين في باب اليمن، لقد عاش الشهيد جعفر مشرد في بلاد المهجر مع اخوانه الجنوبيين متنقل بين دول الشتات.

لذلك نقول اليوم مازال لدينا خلايا نائمة تتبع المخلوع صالح وانصار المسيرة الشيطانية تعمل لتعكير صفو حياتنا وهنا وجب الحذر والتعامل بجد مع الوضع ورفع أقصى درجات التأهب الامني.

إذا اردنا رد الاعتبار لشهيدنا البطل جعفر محمد سعد وجميع الشهداء يكون ذلك بتطهير عدن من خلايا صالح والحوثيين ليعود الامن والاستقرار والحياة الطبيعية الى مدينة عدن خاصة والجنوب عامة.

ولن يحدث ذلك بغير عودة المقاومة الجنوبية الحقيقية التي حاول هادي تهميشها لصالح قوى الفساد والمحسوبية.

 

نتعامل اليوم مع ثلاثي شيطاني يملك الخبرة القتالية والتخطيط والامكانيات المادية الحرس الجهوري التابع للمخلوع والمسيرة الشيطانية الجناح التابع للحرس الثوري الايراني وعنصرهم الاهم والاخطر افراد داعش.

يحتاج الوطن منا عمل خالص للحفاظ على مكتسبات المقاومة الوطنية ووفاء منا وعرفان لأرواح الشهداء البررة، يجب ان يقوم الجميع بكل ماهوا واجب بهذا الوقت العصيب لكسر شوكة العناصر الاجرامية وافشال مخطط المسيرة الشيطانية وعفاش ولن يكون ذلك بغير تكريس وحدتنا الوطنية ودعم جميع القطاعات الامنية والخدمية في عدن خاصة والجنوب عامة.

المحافظ الجديد العميد عيدروس الزبيدي ومدير الامن العميد شلال علي شائع لن يستطيعوا عمل شي وهم منفردين بغير الدعم المجتمعي، لذلك وجب منا اليوم دعم جميع الجهود الوطنية ونبتعد عن المكايدات السياسية والخلافات الشخصية من اجل مصلحة بلدنا ومستقبل اجيالنا،الجميع يعرف ان سقوط عدن مرة اخرى في مستنقع الفوضى  يعني ذلك سقوط لجميع محافظات الجنوب.

وجب اليوم ان يخرج الجميع من حالة التوهان ونكون اكثر واقعية ونعمل وفق معطيات الواقع حتى لانضيع بكثر التفسيرات والتحليلات اللامنطقية يجب ان نحافظ على ماهوا بايدينا العاصمة عدن ووحدة ترابنا الوطني يكون ذلك بوقف انهيار عدن وافشال مشروع تقسيم الجنوب الى اقليمين شرقي وغربي مايعني تقسيم لوحدة تراب الجنوب ودفن احادية الهوية الوطنية الجنوبية التي تجمع الناس من المهرة الى باب المندب.

لن نستطيع افشال المؤامرات بغير دعم المحافظ عيدروس الزبيدي والعميد شلال علي شائع بشكل عملي يكون ذلك بتكريس الوحدة المجتمعية والابتعاد عن الشعارات الكاذبة.

اذا حققنا ذلك اعدكم اننا نسير على طريق الاستقلال الوطني بخطى ثابتة واذا لم نحقق ذلك ستضيع أحلامنا وآمالنا بضياع عدن والجنوب ودماء الشهداء بشكل أبدي وبعدها نندب حظنا .

السيرة الذاتية للشهيد جعفر سعد

المولد والنشأة :

ولد اللواء جعفر محمد سعد في مدينة الشيخ عثمان بمحافظة عدن يوم 5 مايو/أيار 1950، وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء: لينا وروزاء ومحمد جعفر.

الدراسة والتكوين:

بعد إنهائه مرحلة الثانوية العامة التحق اللواء جعفر محمد سعد بالقوات المسلحة اليمن الجنوبية ثم بالكلية العسكرية للقوات البرية في الاتحاد السوفياتي سنة.

تخرج اللواء جعفر في الكلية بعد حصوله على شهادة البكالوريوس سنة 1972، ورشح لمواصلة دراسته العليا في أكاديمية المدرعات بكلية القيادة والأركان في الاتحاد السوفياتي عام 1975، وحصل على شهادة الماجستير بامتياز عام 1978.

المسار العسكري:

عين اللواء جعفر محمد سعد بعد تخرجه قائدا لفصيلة دبابات، ثم قائدا لسرية دبابات، فقائدا لأركان كتيبة دبابات، ثم قائدا لكتيبة دبابات.

تدرج بعدها في عدة مناصب، من بينها ركن تدريب سلاح مدرعات في دائرة التدريب للأركان العامة، وركن تدريب القوات البرية للأركان العامة، ونائب مدير التدريب في الأركان العامة، ورئيس شعبة التخطيط والتدريب العملياتي للأركان العامة.

كما عين اللواء جعفر نائبا لمدير دائرة العمليات الحربية للأركان العامة، ونائبا لكبير المعلمين بالكلية الحربية مستشارا لوزير الدفاع.

 

نشرت لجعفر محمد سعد عدة مقالات عسكرية في الصحف والمجلات العسكرية، ولديه مؤلفات في الشؤون العسكرية، منها: “هيئات العمليات والكمبيوتر في جيوش الدول النامية”، و”خبرات وخصوصيات البناء العسكري في الدول النامية”، و”أمن البحر الأحمر”. عين اللواء جعفر محمد سعد قائدا لجبهة العند في حرب 1994.

اختير اللواء جعفر محمد سعد محافظا لعدن، ومستشارا لرئيس الجمهورية للشؤون العسكرية

وكان آخر منصب عسكري تقلده قيادة عملية غضب عدن لتحرير المحافظة عام 2015.

الجوائز والأوسمة :

حصل اللواء جعفر محمد سعد على وسام الشجاعة.

الوفاة :

استشهد اللواء جعفر محمد سعد صباح الأحد 6 ديسمبر/كانون الأول 2015 في استهداف موكبه بسيارة مفخخة.

 

رحم الله جميع شهدائنا الأبطال وإنها لثورة تحررية حتى النصر بأذن الله